المجلس الوطني الكوردي في سوريا

أطفال سوريا .. واقع مؤلم وحقوق مسلوبة

145

الحرب المستمرة في كافة أرجاء سوريا طوال أعوام، أصابت كل شيء بالدمار، وكان الطفل السوري الخاسر الأكبر.

الأطفال وإن كانوا يبدون قوة وقدرة على التكيف تفوقان الوصف, فإنهم يظلون لصغر أعمارهم أكثر ضعفاً من البالغين.

الحرب السورية والأطفال

الحرب السورية عرّضت الأطفال لجملة واسعة من المخاطر، بعضها يصعب تصوره، من بينها التيتم والإصابات والنزوح والانفصال عن الأسرة، وصولاً إلى الموت.

كما أن فقدان فرص الحصول على الرعاية الصحية عامل آخر من شأنه أن يعرض الأطفال لأعظم المخاطر لكونه قد يؤدي إلى الموت أو يترك آثاراً طويلة المدى، بعد الإصابة بجرح بسيط أو مرض لم يتم علاجه أو تعذرت مداواته.

ويرى المختصون في حقوق الأطفال، أنه مع تصاعد وتيرة العنف ضد الأطفال في سوريا في السنوات الأخيرة، بات لا ينقضي يوم واحد دون أن نسمع عن مقتل أو استهداف طفل، وبات الأطفال الهدف والضحية.

وحتى وإن لم يصابوا بأي مكروه جسدي، تصيبهم التداعيات النفسية، وتؤثر عليهم وعلى مستقبلهم وحياتهم على المدى الطويل.

ويشير المراقبون، إلى أن اختلاف البيئة والظروف المحيطة بالطفل قد أثرت عليهم بشكل كلي، حيث حرموا من أبسط حقوق الطفل مثل اللعب والتعلم …. إلخ، خاصة بعد أن أصبحت أوليات الأسرة حماية أطفالهم وتأمين لقمة عيشهم بدل من الدراسة واللعب .

ما بين النزوح والمرض والإعاقة والموت، يترنح مصير أطفال سوريا في ظل غياب أ ي حل أو مشروع حل يأخذ بعين الاعتبار أجيال سوريا، فالحرب في سوريا قائمة والأزمة مستمرة، إلا أن تأثيرها السلبي صارم على الأطفال السوريين.
وبحسب التقرير الصادر عن منظمة اليونيسف، فإن هناك ما يقدر بنحو 3.7 مليون طفل سوري أو ما يعادل واحد من أصل كل ثلاثة أطفال سوريين، وُلدوا منذ بدء الحرب قبل ست سنوات، وشكّل العنف والخوف والتشرد حياتهم، ويشمل هذا الرقم 306 آلاف طفل ولدوا لاجئين منذ عام 2011.

وتقدر الإحصائيات، أن هناك 8.4 مليون طفل، ما يعادل أكثر من 80 % من عدد الأطفال في سوريا، يتأثرون الآن من النزاع، سواء داخل البلاد أو كلاجئين في الدول المجاورة.

الأطفال بين التجنيد والعمالة

ويرى الباحثون، أنه من المخاطر التي تواجه الأطفال هو التجنيد، فكثير منهم دخلوا إلى ساحات القتال بسبب ثأر لأحد أفراد العائلة، أو لربما نصرة للأفكار التي فرضها عليهم الجو المحيط، ولا بد من الأخذ بعين الاعتبار سلوك هذا الطريق لكسب بعض المال لتأمين متطلبات حياتهم.

وبين قساوة الحرب وصعوبة الحياة في الغربة، يرى الطفل نفسه أمام واقع جديد وهو العمل والسعي لتأمين لقمة عيشه، ومعظم هؤلاء الأطفال يعملون ساعات طويلة مقابل أجور متدنية بدل الالتحاق بالمدارس للتعليم.

خليل مصطفى، طفل كوردي من كوباني في كوردستان، يعمل لدى نجار تركي، صرح لإعلام ENKS أنه بعد استمرار الحرب في وطنه وجد نفسه مضطراً ان يهاجر مع عائلته المكونه من ستة أشخاص ولا معيل لهم لذا اضطر إلى العمل لتأمين لقمة عيشه، مضيفاً أنه يعمل ساعات طويلة “بثمن بخس، وحقوق مدنية مسلوبة، فإن الذين هم بحالتي مرحب بهم دائماً في تركيا لكن في الأعمال الشاقة”.

بدوره صرح صاحب العمل لإعلام ENKS قائلاً: “السلطات تفرض العقوبات على تشغليهم، واتساءل لماذا تفرضها، قبل أن تحاسبنا الحكومة فلتؤمن احتياجاتهم أولاً، ماذا سيأكلون إذا لم أشغلهم؟ أشغلهم من أجل مساعدتهم”.

ويرى المتابعون، أن أطفال سوريا يضطرون للعمل مع الدراسة، وكثير من الأحيان يترك المدرسة ويذهب مضطراً للعمل بشكل ملح من أجل لقمة عيش أهاليهم.

وفي هذا السياق، صرحت إيمان محمد وهي مدرّسة لإعلام ENKS إن “ظروفاً صعبة فرضتها قساوة الأزمة السورية، ويضطر معظم الطلاب إلى ترك مقاعد الدراسة والتوجه إلى العمل”.

وأضافت أن “أطفال سوريا يأملون بفارغ الصبر انتهاء الحرب، لعلهم يعودون إلى وطنهم حيث يكملون حياتهم وتعليمهم في ظروف وأحوال أفضل.

ويرى مراقبون، أنه حتى ولو انتهت الأزمة السورية، فإن أطفال سوريا خسروا أعوماً ثمينة من حياتهم من المستحيل تعويضها.

مكتب إعلام ENKS أورفا – تركيا

تقرير: روجين بكر

التعليقات مغلقة.