بعد انتهاء الحرب في كوباني بكوردستان سوريا، وتحررها بجهود أبنائها وبدعم من قوات بيشمركة إقليم كوردستان، وعودة الأهالي تدريجياً إليها، أدركوا أنهم أمام معاناة كبيرة بسبب انتشار الفساد والفوضى، وأشخاص يعتمدون على سرقة ممتلكات أهالي كوباني من دون أي خوف من المحاسبة.
فقد شهدت كوباني الكثير من حالات السرقة، وبعلم من المسؤولين في إدارة PYD ومن هذه الحالات، سرقة ممتلكات المواطن أوسب بركل، والدكتور عزت أفندي.
سرقة ممتلكات أوسب بركل
أوسب بركل، هو أحد مواطني كوباني الذين قرروا العودة إليها بعد الحرب لكي يعيش على أرض الوطن، ولكنه تفاجأ بسرقة كافة ممتلكاته بعد خروج داعش، صرح لإعلام ENKS بالقول: “أنا المواطن الكوردي أوسب بركل بركل من كوباني تهجرت من بلدي ولم أعد بسبب التصرفات اللا مسؤولة من قبل أشخاص مسؤولين في الإدارة الذاتيةبكوباني (في إشارة إلى إدارة PYD)، أعتقد أن هناك مسؤولون كبار يساندونهم ويتسترون عليهم بشكل أو بآخر”.
وتابع موضحاً “منذو هجوم داعش على قرانا ومنطقتنا في كوباني في 18/9/2014 وصلنا إلى كوباني وبقيت مع عائلة من 19فرد على الحدود في المنطقة المحرمة دولياً حتى وصل داعش إلى داخل كوباني وبجانب المهجرين وصارت قذائفهم تنهمر علينا، فقمنا بالدخول إلى تركية، وقبل ذلك قمت بتخبئة ممتلكات محلي (قطع تبديل) في إحدى الأماكن غربي كوباني، ثم جاءت قوات البيشمركة وتمركزت بجانب المكان، وبقيت ممتلكاتي آمنه حتى ثالث مرة لتبديل البيشمركة”.
أضاف بركل “وبعد تحرير كوباني بعدة أيام أخبرني شخص صديق هناك أن كل ممتلكاتي غير موجودة، لذا قمت بالمراجعة والسؤال فتأكدت أن من قام بهذا العمل هم محمد سيدي ومحمد صادق مصطفى علدمر أبو بوتان
لذا راجعت بيت الشعب في سروج عند المدعو أحمد بيري، اتصل ذلك الشخص وأكد المدعو أبو بوتان أنهم أخذوا أملاكي وقال (فكرنا أنها من المسروقات) فأكد له أحمد بيري أن الممتلكات لأوسب بركل وهو يملك وثائق وإثباتات، فقال أبو بوتان أن المسؤول عن هذا هو هفال فرهاد مسؤول الآسايش، وعند مكالمتي مع هفال فرهاد واجهني بحجج وقال (عندما تعود راجعنا)”.
أردف بركل “فعدت إلى كوباني ومنعوني من الدخول 30 ساعة ثم دخلت عن طريق رفعت والي مامد وتعرفت على قسم من ممتلكاتي عبر صديق كان مستلم مفتاح مستودع المسروقات ثم راجعت كل من أبو بوتان ومحمد سيدي وتهربا من المسؤولية وقالا أن المسؤول هو هفال فرهاد، وللأسف هفال فرهاد لم يقابلني، فقمت بمراجعة كل محمود رش فرفض لقائي وهفال سينان، وهفالة زلال وفرحان حج عيس ووووو … دون جدوى ولا أحد استطاع فعل شيء، ثم بعد مراجعة كل المسؤولين في روج افا هاتفياً وعبر النت من الدار خليل لزوهات كوباني وحتى القادةىالعسكرين دون فائدة راجعت إلى كوباني مرة أخرى في شهر آذار، فقمت بمراجعة أبو بوتان ومحمد سيدي في مبنى الخدمات بناية السياسية على طريق جرابلس، وبعد يومين من الكلام واللوم قام المدعو محمد سيدي بالاتصال معي هاتفياً وطلب زيارتي لهم، فقمت بمراجتعهم وقال بالحرف الواحد قررنا إعادة ممتلكاتك تأكدنا أنها ليست مسروقات وسنعوضك عن ماصرفنا لاحقاً، وكانت مبادرتي أني قلت ماصرفتوه حلال عليكم فقط أعيدوا لي الموجودات”.
وأشار بركل، إلى أنه “عند الاستلام قاموا بفرز مايقارب ثلثي البضاعة عن الثلث الباقي، ثم طلبوا مني التوقيع على وثيقة استلام، عندما قرأت رأيت أنه مكتوب في الوثيقة عندما أوقع لم يبق لي عندهم شيء، لذالك رفضت التوقيع فقلت فقط أعطوني الموجودات سأوقع أما أن تعطوني ثلثين من ثلث الباقي وتوقعوني على استلام كامل البضاعة لا أقبل وهذه الأغراض في الداخل كلها لي، فرفضو ذالك وطلبت منهم الجرد أكثر من مرة ورفضوا، فشككت بحالة فساد بينهم فقمت بتصويرهم سراً”.
وأكد بركل أن لديه فيديوهات مسجلة بالصوت والصورة عدد 4، باعترافاتهم “أنهم استولوا على أغلب ممتلكات كوباني فقط يريدون إعادة ممتلكاتي سراً ولا يريدون فتح أبواب على أنفسهم لأنهم أخذوا ممتلكات فلان وفلان .. وووو وذكروا أسماء وقيمة الممتلكات المسلوبة”.
نوه بركل إلى أنه نشر معاناته عبر عبر صفحات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام ولم يرد عليه أحد، وأكد أن لديه شهوداً من البيشمركة الذين كانوا موجودين في كوباني من بينهم الدكتور عزالدين مصطفى علي تمو.
مشفى فيينا للدكتور عزت أفندي
وفي حادثة أخرى، وتعد إساءة إلى كافة القيم الإنسانية والاجتماعية، تمت مصادرة مستشفى خاص في كوباني بدون أي وجه حق.
وقام إعلام ENKS بإجراء لقاء مع صاحب المستشفى الدكتور عزت افندي، والذي قال: “بعد زياراتي السنوية إلى كوباني وجدت بأن كوباني بحاجة إلى مشفى لمعالجة أهالي منطقتي، ولكي أخفف عنهم تكاليف السفر والعلاج وتكاليف جانبية لا تقل عن تكاليف العلاج والأدوية ذاتها، حيث كانت الدولة تضع كل الصعوبات والعقبات أمام إقامة أي مشروع يستفيد منه الشعب الكوردي”.
تابع أفندي “بدأت بالمشروع 1999 وتم افتتاحه في 2014 وبالتمويل الخاص، حيث إدارة الأمر الواقع وجهت نداء إلي شخصيا لافتتاح المشفى لمعالجة الجرحى ومصابي الحرب الدائرة هناك وأنا بدوري لبيت الطلب، فقمت بشراء أجهزة طبية في ألمانيا و أدخلت تلك الأجهزة الحديثة عبر تركيا إلى كوباني، وبعد تدريب الكادر الطبي وتركيب الأجهزة عملت في المشفى 8 أشهر كاملة”.
الدكتور عزت أفندي أضاف “لم يتم إبلاغي بمصادرة المشفى، بل أخذوه بقوة السلاح وعلمت من خلال الفيسبوك أنه صار باسم (هيفا سور في كوباني)، وقد حاولت وأكثر من مرة التواصل مع شخصيات داخل إدارة PYD لاستعادة المستشفى، حيث كانت هناك مفاوضات بيني وبين بيت الشعب، وهي كانت خدعة، كانت فقط لتهدئتي في حين كان هدفهم الحقيقي السيطرة على مشفى، وعندما اتفقت مع بيت الشعب وأنور مسلم طلبت بعقد اتفاق بيننا فقمت بإرسال وكيلي ومحامي لتوقيع عقد فكانوا يأجلون دائماً توقيع العقد لإكمال التحضيرات للسيطرة على المشفى”.
أردف أفندي، أنه “وبعد أن سيطروا على المشفى قمت بالاتصال مع صالح مسلم وأنور مسلم وبيت الشعب حيث أوضحت لهم بأنني ضد كل هذا استفسرت أيضاً منهم عن أسباب تصرفاتهم، ولكن لم يردوا علي لا شفهياً ولا كتابياً، وقد قدمت شكاوى كثيرة، ومنها شكوى إلى البرلمان الأوربي حيث أرسلوا ممثله معي إلى كوباني فطلبوا مننا مدة أسبوع لكي يردوا علينا، حيث أنهم افتتحوا المشفى بعد شهر ونصف كما أسلفنا سابقاً، فكان رد ممثل البرلمان الأوروبي بكتابة تقرير إلى البرلمان يفضح فيه التصرفات اللا أخلاقية وغير المسؤولة بسيطرتهم على ممتلكات المواطنين” .
وكشف أفندي أنه تقدم بشكوى إلى “منظمة حقوق الإنسان وإلى وزارة الخارجية النمساوية، حيث تواصل معالي الوزير شخصياً سيباستيان كورت، وشكوى إلى رئاسة أطباء بلا حدود”.
ورداً على سوال إعلام ENKS إذا ما كان هناك أحد من إدارة PYD تواصلوا معه حول هذا الموضوع، أجاب أفندي قائلاً: “جواب سؤالك بسؤال: هل رأيت سارقاً يتصل بصاحب الملك ليرد ملكه ويقول له بأنني سرقت أملاكك وأموالك؟؟”.
واختتم الدكتور عزت أفندي حديثه مشدداً “كم تعلم نحن أهل كوباني نسترد أموالنا وأملاكنا مهما طال الزمن، حتى لو بعد عقود من الزمن، وأياً كان السارق، وأعتقد الذي يعيش في كوباني أو عاشر أهل كوباني يدرك ذلك جيداً”.
مكتب إعلام ENKS أورفا – تركيا
تقرير: زيوار الأحمد
التعليقات مغلقة.