المجلس الوطني الكوردي في سوريا

الكورد في منطقة الباب /شرق حلب دراسة ديموغرافية

256

يعيش الكورد في المناطق المحيطة بمدينة حلب ( الباب – اعزاز- السفيرة – جبل سمعان ) في تجمعات قوامها قرى ومزارع متداخلة تمتد من جهة الجنوب الشرقي لمدينة حلب في تجمع قرى تل عرن وتل حاصل والتي تضم أيضاً قرى تل علم و تل بلاط وكبار (منطقة السفيرة ) , وتمتد مناطق تواجدهم نحو الشمال لمسافة تمتد الى نحو أكثر من 50 كم حتى ناحية جوبان بيك ( الراعي ) على الحدود التركية , مروراً بمركز مدينة الباب التي ما زال يعيش فيها بعض العوائل الكردية العريقة مثل عوائل الشرقات وفرحات وبعض العائلات الاخرى , والتي تجاوزت أصولها الكردية مع الزمن نتيجة طغيان وسيادة اللغة العربية كلغة رسمية للدولة , وانقطاع اواصر القربى والتواصل بينهم وبين اقرانهم في الجانب التركي من الحدود , ويمكن ذكر البعض من العوائل في هذا السياق مثل( عائلة خللو وعائلة العابو وعائلة الكرز وعائلة باكير وعثمان ومللوك وعوائل عديدة أخرى ) , وكذلك القرى والتجمعات المحاذية للحدود التركية شرق مدينة الراعي باتجاه جرابلس حيث تجمع قرى شاوا الكردية (5 قرى تشترك في هذا الاسم ) بالإضافة الى قرية باب الحجر والسنكلي والزلف ( قرى مشتركة ) والايوبية والمازجي وبعض العوائل في قرية تل عيشة وجبين وهضبات وعياشة والخليلية وعوائل متناثرة في أغلب القرى التركمانية على الحدود باتجاه منطقة جرابلس , وغرباً باتجاه مدينة أعزاز مروراً ببلدة دوديان ومجموعة القرى التابعة لها مثل قرية الكمالية وين يابان ومريغل والجكة وبغيدين وقره مزرعة وقره كوبري ( مشتركة ) وبعض العوائل في قرية حوار كلس وقرية بريغيته وقرية راعل ودلحة وحرجلة وكفر غان , حيث لا توجد قرية واحدة في تلك المناطق الا وفيها مجموعة من العوائل الكردية المتعايشة في وئام وانسجام مع الآخرين , والى الجنوب من بلدة دوديان نرى القرى التالية شويرين – بحورته – كدريش – قره كوز – تل شعير , أما في الشمال والشمال الغربي من مدينة الباب نرى تجمع قرى بلدة قباسين (باشكوي قبل التعريب ) والتي تضم قرى الكندرلية – عرب ويران – برشاية – بوغاز – ترحين – مصيبين – زمكة وبعض الامتدادات العشائرية في قرى قديران وعولان ( مشتركة ) , يلي ذلك غرباً تجمع قرى سوسنباط والتي تشمل القرى التالية قبة شيح – تل جرجي – شبيران – دولب – مزرعة نعسو الحولي – الحليمية – الحدث , وعلى امتداد ذلك غرباً نرى تجمع قرى شدود والتي تضم نعمان – دوير الهوى – ثلثانة – ثلاثينة – جب العاص – عبلة – الباروزة ( قرية مشتركة سكانها من الكرد والعرب ) ومن الشمال منها تجمع قرى قعركلبين والتي تضم تل بطال شرقي – بليخة – الكعيبة – مزرعة الواش – البرج – الشيخ جراح – مزرعة كيسما .
أما غرباً ( جنوب شرقي مدينة اعزاز) نرى تجمع قرى تل جيجان والتي تضم قرى طعانة – الجوبة – تليل العنب – المشرفة – اكسار – طويس – البيرة ومن الشرق منها تجمع قرى النيربية والتي تضم الى جانب قرية النيربية القرى التالية مزرعة شعالة – الشيخ كيف – تل رحال ( مشتركة ) – الحسامية ( مشتركة )
وأخيراً التجمع الاكبر والتي جرى تسميتها بتجمع قرى قول سروج (بالقرب من سد الشهباء التجميعي على ضفاف نهر قويق شمال مدينة حلب 20 كم ) والتي تضم الى جانب قرية قول سروج الكبيرة القرى التالية ( السموقة – مزرعة السموقة الشمالية – مزرعة السموقة الغربية – تل موسى – الجبيلة – قراج شرقي – قراج غربي – حساجك – الوردية – قرامل (مشتركة )– الغوز – ام حوش ” مشتركة ” – تل مالد – احرص )
كما ان هناك تجمعات كبيرة تابعة لمنطقة جبل سمعان مثل قرية كفر صغير وجزء كبير من قرية المسلمية (مشتركة ) وقرية فافين وقرية بابنس (مشتركة ) وتل شعير وحليصة ( مشتركة ) على محيط مدرسة المشاة ومعسكر التدريب الجامعي , وفي جهة الغرب منها قرى ذات أصول كردية مثل قرية سيفات – باشكوي – حيان – حندرات ( الحي الشمالي ) , وكذلك في جهة الشرق من قرية كفر صغير هناك عائلات كردية عديدة تسكن في قرى الشيخ نجار – الشيخ زيات .
ومن الجدير ذكره أنه جرى تمازج واختلاط بين سكان بعض القرى والتجمعات المتجاورة والمتداخلة في تلك المناطق (خصوصاً بالقرب من مدينة حلب ) , وذلك بسبب تبعات الحروب التاريخية الطويلة والهجرات الكيفية منها والقسرية والتي حدثت عبر التاريخ الغابر , وقد نرى عوائل عديدة كردية تسكن قرية سكانها عرب أو تركمان أو بالعكس من ذلك نرى عوائل عربية أو تركمانية سكنت قرى سكانها أكراد وقد ساهم ذلك الاختلاط القسري في شطب والغاء الخصوصية الكردية عن العديد من العوائل والقرى باعتبارها الطرف الاضعف في المعادلة السياسية بالمقارنة مع العرب والتركمان هذا من جهة , ومن جهة أخرى سيادة العنصر العربي سياسياً على مقدرات البلد وفرض التعليم باللغة العربية الى جانب فرض الهوية السياسية العربية خصوصا في مرحلة البعث الشوفيني , يضاف الى ذلك أن الكورد في بعض المناطق ونتيجة قلة عددهم وعدم وجود جهة سياسية تحميهم أو تمثلهم كانوا مضطرين بحكم الواقع الى حجب اصولهم الكردية لتحاشي المظالم التي كانت ستلحق بهم ( وقد اشار الى هذا الموضوع الكاتب الكردي علي سيدو كوراني في كتابه من عمان الى العمادية حيث أشار الى أن الكرد في بعض المناطق لجأوا الى تغيير لباسهم بغية التخلص من البطش الذي سيلحق بهم من قبل الاتراك سابقاٌ وبعض القبائل العربية لاحقاً واقتصر ذلك على لباس الرجال حيث استبدلوا لباسهم التقليدي بالقمباز والعقال والجمدانة بينما بقيت المرأة الكردية محافظة على طبيعة لباسها التقليدي وسنأتي الى ذكرها لاحقاً في فقرة خاصة , وهذا ما أثر تأثيراً سلبياً بالغاً وأدى الى طمس المعالم القومية الكردية الخاصة في العديد من البلدان والقرى في شمال حلب تحديداً , حيث نرى قرى ومواقع ومآثر تاريخية بمسميات كردية لكن سكانها ينفون الاصول الكردية عنهم لأسباب ربما تكون سياسية أو نتيجة الجهل الارادي , وعلى سبيل المثال لا الحصر هناك قرية اسمها جب البرازية تابعة لمنطقة الباب يدعي سكانها انهم عرب , وكذلك قرية البيرقدار وقرية الكريدية و الكاوكلي والعديد من القرى والمسميات الاخرى التي بقيت كمسميات بالرغم من فرض سياسة التعريب التي طالت اسماء القرى والتجمعات الى جانب منع استخدام اللغة الكردية عدد السكان :
في الواقع لا يوجد احصاء سكاني دقيق يتم اعتماده في هذا الجانب حتى الآن , وقد حاول بعض النشطاء بإجراء احصاء سكاني عبر الوسائل المحلية المتاحة , وذلك بالاعتماد على سجلات قيد النفوس المدني في بعض المواقع , والاعتماد على سؤال الوجهاء والهيئات الاختيارية وبناء على ذلك تم تقدير العدد بحوالي 400 الف نسمة , بما في ذلك مئات العوائل التي ما زالت تسكن أطراف مدينة حلب في الشعار والحيدرية وطريق الباب والصاخور ومساكن هنانو والقاطرجي والميسر بالإضافة الى احياء عديدة اخرى وهذا العدد موزع على الشكل التالي :
1- فئة تتكلم اللغة الكردية وتعلن صراحة انتمائها للقومية الكردية وتقدر ب 200 الف نسمة موزعين على الطرف الشمالي من مدينة حلب حتى الحدود التركية .
2- فئة تتكلم باللغة العربية وتعلن انتمائها للقومية الكردية ( بالقرب من سد الشهباء ) وتقدر ب50 الف نسمة .
3- فئة تتكلم اللغة التركية وتعتز بانتمائها للقومية الكردية ( ناحية الراعي وبلدة دوديان ) وتقدر ب 50 الف نسمة .
وهناك فئة تجاوزت أصولها ونسيت لغتها الكردية وينكرون الى جانب ذلك أصولهم الكردية بالرغم من وجود قرائن مادية تثبت ذلك وتقدر بحوالي 100 الف نسمة
.

بقلم المهندس : محمد شريف أحمد

التعليقات مغلقة.