ظروف الحرب السورية ألقت بظلالها على الجميع، ولم تستثن أحداً، دمرت الكثير .. ولعل أكثر ما تأثر بالحرب السورية مستقبل جيل كامل عايش الثورة السورية، من حيث تعطل المدارس والنزوح واللجوء.
إلا أن الكثير من الطلاب السوريين لم يستسلموا، واختاروا أن يكملوا طريقهم في العلم رغم قسوة الظروف.
وبهدف إلقاء المزيد من الضوء على هذا الموضوع، التقى مكتب إعلام المجلس الوطني الكوردي مع عدد من الطلاب والكادر التدريسي وأسر الطلاب السوريين في تركيا.
ضبابية
المدرس (أ.م) من الرقة، وهو أحد كوادر مدارس السوريين في أورفا، أفاد مكتب إعلام ENKS أن “الأوضاع الدراسية للطلاب السوريين يسودها حالة القلق والتشتت الذهني والنفسي بسبب ضبابية مستقبلهم وعدم وضوح أهدافهم وعدم الاطمئنان إلى قرارات الجامعات التركية التي تتجدد وتتغير باستمرار، عدا عن غرابة نوعية أسئلة الشهادة الثانوية وورود أغلبها من خارج المنهاج” .
مشاكل عدة
وعن المناهج الدراسية، أضاف المدرس “نلاحظ ومن خلال آراء الكثير من الطلبة، أن الدروس والمعلومات ليست غريبة عنهم كثيراً …لكن المشكلة تكمن في انقطاع معظم الطلاب عن المدرسة لفترة لا تقل عن سنتين أو أكثر وبالتالي وجود حلقات كثيرة مفقودة عندهم ..إضافة إلى أن أغلب المدارس السورية تشتكي من ضعف كفاءة بعض المدرسين وتكليفهم بتدريس المواد الضخمة ناهيك عن لا مبالاة بعضهم الآخر بمستقبل الطلبة ومصيرهم، لكن ذلك لا ينفي وجود الكثير من المدرسين من أصحاب الخبرة والكفاءة العالية”.
وأشار المدرس السوري إلى جملة من المشاكل الأخرى التي تعترض عملية تعليم اللاجئين السوريين في تركيا، منها “زيادة حصص اللغة التركية على حساب المنهاج السوري ، وصعوبة التواصل مع المعلمين الأتراك بسبب حاجز اللغة، وكون المعلم السوري المترجم لا يتقن اللغة التركية فتصعب عليه الوساطة بين الطلاب السوريين والمعلم التركي، وجهل بعض المعلمين الأتراك بالفروقات الفردية بين مستويات الطلاب مما ينعكس سلباً على مسيرتهم الدراسية، وعدم معرفة المدرسين الأتراك بالمشاكل النفسية لدى بعض الطلاب أو عائلاتهم والتي خلفتها ظروف البلاد”.
الدمج في المدارس التركية
وبالنسبة لمسألة دمج الطلاب السوريين في المدارس التركية، قالت الطالبة (ر.ح) من كوباني، والتي تدرس في مدرسة عطاء بمدينة أورفا لمكتب إعلام ENKS: “أثبتت تجربة دمج طلاب الصف الأول والخامس والتاسع فشلها بسبب مشكلة اللغة وصعوبة تكيف الطلاب السوريين مع أقرانهم الأتراك والمضايقات الكثيرة التي يتعرض لها الطلاب السوريين من قبل الأتراك، ما أدى إلى تسرب الكثير من الطلاب”.
الظروف المعيشية
فيما نوهت الطالبة (ه.ح) من عفرين، والتي تدرس في أورفا، إلى أن “هناك الكثير من العائلات السورية فقدت معيلها ووجدت نفسها في مواجهة الحياة القاسية في تركيا، حيث غلاء الأجارات والفواتير وكثرة متطلبات المعيشة، مما اضطرهم إلى تشغيل أبنائهم في مختلف المجالات إخراجهم من المدارس”.
وفي نفس السياق، أفاد الطالب (د. م ) من حلب لمكتب إعلام ENKS، إنهم واجهوا الكثير من “المحن”، فلم يكن سهلاً عليهم أن يكملوا التدريس في دولة غريبة وسط أناس غرباء، وأنه كان لا بد لهم من “التشبث بالقش كي لا ينجرفوا إلى القاع”، حسب تعبيره، وأنهم عملوا بجد وصارعوا جميع العقبات لينجحوا و ليثبتوا بأنهم أهل للعلم.
تفوق
ومن بين كل هذه الظروف، تخرج الطالبة الكوردية هيفاء ويس سليمان، وتحصل على نسبة 92.13 في امتحانات الثالث الثانوي العلمي في ولاية ماردين التركية، لتنال التريب الأول على الولاية، والثاني على مستوى تركيا.
والطالبة هيفاء ويس سليمان من قرية تل معروف التابعة لمدينة قامشلو في كوردستان سوريا.
وتجدر الإشارة، إلى أن المنظمات الإنسانية – على كثرتها – لم تستطع احتواء مشاكل العائلات السورية والتي كانت من الممكن أن تحد من عمالة الأطفال وإخراجهم من سوق العمل وتوجيههم نحو المدارس.
مكتب إعلام ENKS أورفا – تركيا
تقرير: ديلان رشو
التعليقات مغلقة.