الرئيس بارزاني : كوردستان مستقلة ديمقراطية ومستقرة ستكون أفضل شريك لدول الجوار
يمكن للعلاقة بين اقليم كوردستان المستقل وبغداد ان تكون أقوى بكثير…
قال رئيس إقليم كوردستان مسعود بارزاني،ان سكان الاقليم سيقررون في الـ 25 من أيلول المقبل في إستفتاء ملزم ،إن كانوا سيبقون مع العراق ام سيعلنون الاستقلال، مؤكداً أن إستقلال كوردستان أمر لابد منه وسيحصل ، ودعا في الوقت نفسه واشنطن والأسرة الدولية إلى احترام ما يريده الكورد منذ عقود.
وقال بارزاني في مقال نشرته صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية بعنوان ” آن الأوان لكي تقرر كوردستان استقلالها “
،إن ” الاستفتاء سيبت في نزاع تاريخي مع الدولة العراقية ”
مشيراً الى ان ” الهدف من التصويت هو معالجة مشكلة قديمة بعمر الدولة العراقية ، كما ان بغداد ومنذ سنوات تخرق حقوق الكورد وتنظر إليهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية ” .
وأضاف في المقال الذي نُشر ، الاربعاء، أن ” تقرير المصير حق طبيعي لاقليم كوردستان، ولن يغير حدود أي دولة مجاورة ” ،
لافتا إلى أن ” استقلال كوردستان سيجعل المنطقة أكثر استقرارا و سيعزز العلاقات بشكل اكبر بين الكورد والعرب في العراق “.
مردفاً بالقول ” اننا على استعداد لاخذ قلق العراقيين حيال استفتاء الاستقلال بعين الاعتبار” . وتابع ” قبل 100 عام وبعد الحرب العالمية الأولى، تم التعهد بإنشاء دولة للكورد ، لكن لاحقاً ومن دون رغبة منّا تم تقسيم وطننا بين كل من العراق، ايران ،تركيا،وسوريا ” .
ونوه الرئيس بارزاني الى المصائب والمجاز التي تعرض لها الشعب الكوردي على يد الحكومات العراقية المتعاقبة، حيث قال : “حتى وصل الامر بصدام حسين في الثمانينات الى إستخدام الغازات السامة ضد المدن والقرى في كوردستان ، وساوى اكثر من 5 آلاف قرية بالارض وأعدم ساكنيها او دفنهم أحياء في المقابر الجماعية بالمناطق الجنوبية ، قتل 182 ألف شخص(من بينهم افراد عائلتي). موضحاً ان عدد الضحايا وصل الى 5% من شعب اقليم كوردستان ” .
واشار رئيس اقليم كوردستان إلى فشل الدولة العراقية ،في مقاله بالـ واشنطن بوست وقال : “ بعد الاطاحة بنظام صدام، عمل الكورد بجد لبناء عراق جديد، بما في ذلك صياغة دستور يضمن حكم الكورد لانفسهم ويحمي حقوق جميع العراقيين . وبعد أربعة عشر عاما، فشلت بغداد في تنفيذ الأحكام الرئيسية في ذلك الدستور، ولدينا سبب وجيه للاعتقاد بأن ذلك لن يحدث أبدا”.
مردفاً بالقول ” هذا الفشل في النظام السياسي هو أيضا المسؤول عن التدهور الحاد في العلاقات بين السنة والشيعة والتي أدت إلى ظهور وصعود داعش، مع ماجره من عواقب وخيمة على جميع العراقيين، بمن فيهم الكورد ” .
وبخصوص الدعوة إلى الحفاظ على العراق كدولة موحدة عقب الرئيس بارزاني ذلك بقوله :
،الى أن ” الحجة الرئيسية للداعين الى وحدة العراق هي أن العراق الواحد هو الأقدر على حماية مواطنيه. ولكن هذا الادعاء غير صحيح . فعندما هاجم تنظيم داعش كوردستان في عام 2014 ــ باستخدام الأسلحة الأمريكية المتقدمة التي تركها الجيش العراقي في الموصل ــ رفضت الحكومة العراقية منح كوردستان حصتها الدستورية من الميزانية الاتحادية أو تزويد جنودنا (المعروفين باسم البيشمركة) بالأسلحة” . مبيناً ” لو كنّا دولة مستقلة لكنّا تمكنّا من توفير تسليح جيد وندير امورنا بشكل افضل ولانتصرنا في الحرب على داعش بشكل اسرع وبتضحيات اقل ” .
ونوه إلى أن : ” الحرب ضد داعش اوجد نموذجاً جديداً من التعاون بين الكورد والعرب يمكن الاستفادة منها في المستقبل . فقوات البيشمركة والجيش العراقي ينسقان في مواجهة تنظيم داعش كجيشين حليفين ،وكل جيش له سلسلة القيادة الخاصة به ، وكان التعاون والتنسيق بينهما على مستوى لماكان بالامكان الوصول اليه لو كان العراق قد فرض نفسه على كوردستان وسيطر عليه ” .
وأكد الرئيس البارزاني “بغض النظر عن نتائج الإستفتاء، فإننا سنعمل على ان يكون لدينا افضل تعاون وتنسيق مع القوات العراقية والغربية حتى يتحقق النصر النهائي على تنظيم داعش”.
واضاف الرئيس بارزاني، انه ” يمكن أن يكون لاقليم كردستان المستقل علاقة أقوى بكثير مع بغداد. وستكون كوردستان جارة عظيمة، وستتعاون في الحرب ضد الإرهاب وتقاسم الموارد – بما في ذلك البنية التحتية للمياه والبترول – بسبل تفيد كلا البلدين. وبدون العقوبات التي طبقها العراق على وارداتنا وصادراتنا، يمكننا أن نعمل معا على تطوير مواردنا البشرية والطبيعية في سوق مشتركة لصالح كل من كوردستان والعراق ” .
وتابع الرئيس بارزاني :
” بينما نتائج الاستفتاء ستكون ملزمة لحكومات كوردستان في المستقبل، فإن توقيت وسبل استقلالنا سيخضع للتفاوض مع بغداد والتشاور مع جيراننا والمجتمع الدولي الأوسع. وفي مفاوضاتنا مع بغداد، سنكون عمليين”. لافتاً الى أن ” مسألة ما ينضم إلى إقليم كوردستان من مناطق ستكون القضية الأكثر إثارة للجدل في هذه القضية”.
وأضاف إيضاً : ” على الرغم من الموعد النهائي المحدد في 31 كانون الأول / ديسمبر 2007، رفضت الحكومة العراقية تطبيق مادة دستورية رئيسية، وهي المادة 140، التي تنص على أن يقرر سكان المناطق المتنازع عليها مستقبلهم ديمقراطيا. وبعد ما يقرب من عشر سنوات، نقترح منحهم هذه الفرصة. نود أن ينضم لكوردستان فقط تلك الأراضي التي يريد الشعب بشكل ساحق أن يكون جزءا من كوردستان كما سيعرب عنها في تصويت حر. وآخر ما نريده هو نزاع إقليمي طويل الأمد مع العراق يمكن أن يسمم علاقاتنا المستقبلية “.
وبخصوص إقتصاد الإقليم أشار الرئيس بارزاني “منذ أن أصبحت كوردستان تدير شؤونها بنفسها في عام 1991، عملنا بجد لتطوير علاقات جيدة مع جيراننا. وتعد تركيا أكبر مستثمر أجنبي في اقتصادنا، وقد أنشأت خطوط أنابيب النفط والغاز التي تعود بالفائدة على البلدين “. مضيفاً “نحن نفهم المخاوف التي قد يسببها استفتاء كوردستان بالنسبة لجيراننا، وسوف نفعل ما بوسعنا لنؤكد لهم أن كوردستان ديمقراطية ومستقرة هي أفضل شريك ممكن ” .
واشار الرئيس بارزاني الى ان قيمة وغِنى اقليم كوردستان في تنوعه وتعدد مكوناته ، فهي موطن للمسيحيين والايزيديين والتركمان والشبك والعرب والفيليين والكاكائيين، الذين تم الاعتراف بهوياتهم المنفصلة في قوانيننا. ومنذ عام 2003، انتقل العديد من المسيحيين العراقيين إلى كوردستان هرباً من العنف والاضطهاد في أماكن أخرى من البلاد. وبما أن داعش استولت على أجزاء كبيرة من العراق في عام 2014، فقد استقبلنا أكثر من 1.5 مليون لاجئ عراقي، بمساعدة ضئيلة جدا سواءً من بغداد أو المجتمع الدولي.
وفي نهاية المقال قال الرئيس بارزاني للصحيفة الامريكية ، بانه وبعد قرن من المحاولة، حان الوقت للاعتراف بأن الاندماج القسري للكورد في العراق لم يكن مفيداً بالنسبة لنا أو للعراقيين. لهذا نطلب من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي احترام الرغبة والقرار الديمقراطي لشعب كوردستان. ونحن متأكدون بأنه وعلى المدى الطويل، سيكون كل من العراق وكوردستان أفضل حالا.
مكتب إعلام ENKS هولير ..
ترجمة الأستاذ عبد الوهاب طالباني
تحرير رائد محمد
التعليقات مغلقة.