نشر اليوم الصحفي جهاد الخازن مقالاً عن الوضع الكوردي في جريدة الحياة ، والمقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب ورؤيته للوضع الكوردي ، يذكر أن للصحفي جهاد الخازن مواقف إيجابية نحو القضية الكوردية ويعتبر من الأقلام العربية المهمة جداً والمتميزة .
عيون وآذان ( الأكراد وحلم الدولة)
جهاد الخازن .. الحياة
النسخة: الورقية – دولي الأحد، ٢٥ يونيو/ حزيران ٢٠١٧
(٠١:٠ – بتوقيت غرينتش)
الأكراد لهم الحق بدولة مستقلة ليس في شمال العراق فقط، وإنما دولة تشمل الأقليات الكردية في تركيا وسورية وإيران أيضاً. هم مضطهدون منذ مئة سنة أو أكثر، ولعل الوقت الحالي في مصلحتهم فالعرب يقتل بعضهم بعضاً، والرئيس رجب طيب أردوغان والمرشد علي خامنئي متطرفان.
عرفت مسعود بارزاني وجلال طالباني منذ عقود، وأرجو أن تبقى عزيمة الأول قوية، وأن يسترد الثاني صحته. وكان يوم جلست مع الأخ مسعود في صلاح الدين، ثم زرت مام جلال في سد دوكان وكان معه برهم صالح، رئيس وزرائه في تلك الأيام. في افتتاح البرلمان الكردي، كانت معنا السيدة دانيال ميتران، زوجة الرئيس الفرنسي السابق.
الأخ مسعود بارزاني دعا إلى استفتاء غير ملزم على الاستقلال في 25/9/2017، ومع إدراكي أن كل كردي في المنطقة يريد أن يعيش في دولة كردية مستقلة، إلا أنني أعرف أن الاستفتاء ليس على هذه الدولة، وإنما قد يفتح الطريق إليها.
المناطق التي يعيش فيها الأكراد ليست كردية خالصة، ففي تركيا هناك أتراك أيضاً في شرق البلاد، وفي سورية هناك بعض المسيحيين مع الأكراد في شمال شرقي البلاد، وفي العراق آشوريون وتركمان وعرب في شمال البلاد، كما أن منطقة الأكراد في إيران تضم جماعات إيرانية غير كردية.
الأكراد حوالى 30 مليون نسمة، ما يعني أنهم حجم أكبر من دول كثيرة أخرى في المنطقة. أيّدت الأكراد دائماً من منطلق إنساني وأؤيدهم اليوم لسبب إضافي هو نجاحهم في مواجهة «داعش». منطقتهم في شمال العراق أصبحت تضم كركوك، وهي غنية بالنفط الذي يصدّره الأكراد الآن عبر تركيا.
الولايات المتحدة حتماً ستنحاز إلى جانب الدول العربية ضد دولة كردية مستقلة، ومع وجود جنود أميركيين في العراق يساعدون على محاربة «داعش»، فإن الأرجح أن تنحاز إدارة دونالد ترامب إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي ضد الأكراد.
تركيا حتماً ضد الأكراد وقد اختلفت مع الإدارة الأميركية التي زودتهم سلاحاً لمحاربة «داعش». داخل تركيا هناك مواجهة بين القوات التركية وحزب العمال الكردستاني، وكانت هناك عمليات إرهابية كردية أدينها، وكان هناك قمع رسمي تركي أدينه أيضاً.
الاتحاد الأوروبي له موقف ضد الاستفتاء، ناهيك عن الاستقلال، ووزراء خارجية دول الاتحاد أصدروا أخيراً بياناً جاء فيه «إن الخطوات من جانب واحد يمكن تجنبها، وإن كل الأسئلة يجب أن تحل بالتفاهم». الوزراء لم يشيروا إلى الاستفتاء في بيانهم، وإنما دعوا الأكراد في شمال العراق إلى البحث عن «أرضية مشتركة» وحضّوهم على التفكير في انتخابات محلية.
إذا كان الاستفتاء لن يؤدي إلى الاستقلال، وهذا ما أرجح رغم عاطفتي الشخصية نحو الأكراد، فماذا ستكون فائدته؟
أولاً هو يرسخ سيطرة الأكراد على المناطق التي أجلوا عنها «داعش». ثانياً هو سيضعهم في موقف أقوى للتفاوض في المستقبل فأرجو أن يكونوا حذرين وأن يتذكروا معي كيف اتفقوا مع نوري المالكي على تأييده لرئاسة الوزارة مرة ثانية سنة 2010 وهو طعنهم في الصدر والظهر، ولم ينفذ شيئاً مما اتفق عليه معهم. ثالثاً أرجو أن يوحد الأكراد صفوفهم فالحزب الديموقراطي الكردستاني، حزب أخينا مسعود، يقود حملة الاستفتاء إلا أن هناك معارضة كردية وخلافات. رابعاً يجب أن يستغل الأكراد نتيجة الاستفتاء لبناء تحالفات دولية تدعم قضيتهم، ولعلهم يستفيدون من تجربة الأرمن الذين أقنعوا العالم كله بأن مجازر الأرمن وقعت. الأكراد عليهم أن يقنعوا العالم بحقهم في العيش داخل دولة مستقلة تحمل اسمهم.
التعليقات مغلقة.