تصادف في التاسع من تشرين الأول الذكرى الثالثة لاجتياح القوات التركية للمناطق الكردية سري كانييه (رأس العين) شرقاً إلى گـري سـپـي (تل أبيض) غرباً وإلى الجنوب بأعماق مختلفة «بحجة حماية أمنها القومي من تواجد حزب العمال الكردستاني وبناء منطقة أمنية».
وخلال أيام سيطرت على كامل تلك المنطقة، بمرافقة مجموعات مسلحة موالية لها، تمركزت هناك، وقد توقّفت العمليات العسكرية بعد أن توصلت الحكومة التركية مع كل من أمريكا وروسيا إلى اتفاقيتين منفصلتين،
وموافقة (قسد) عليهما، جاء في بنودهما أمن وسلامة المدنيين، وحماية ممتلكاتهم، لكن بقيت دون الالتزام بها.
ونتيجة العمليات العسكرية، أُجبِر عشرات الآلاف من سكان المنطقة، ومن كافة المكوّنات إلى النزوح للمدن والقرى المجاورة، ليعيشوا طيلة السنين الماضية ظروفاً صعبة في أماكن تواجدهم،
إضافة إلى هجرة الكثيرين منهم إلى دول شتى، وعلاوة على ذلك فقد مارست بعض المجموعات المسلحة التي تمركزت هناك جرائم وانتهاكات بحق المدنيين من سلب ونهب لممتلكات ومنازل السكان وتوطين عائلاتهم والوافدين من المناطق الأخرى فيها،
ويتم خطف العديد من المواطنين الكرد الأبرياء ممن تبقّوا في منازلهم وتعذيبهم لإجبارهم على دفع الفدية أو الموت، ورغم الإدانات الواسعة ومن مختلف المنظمات الإنسانية والدولية والكردية، إلا أن تلك الجرائم والانتهاكات لم تتوقف،
ولم يُرتدَع هؤلاء، اللذين وصف تقرير لجنة التحقيق الدولية، وما اقترفوه في هذه المناطق ، بأنها ترتقي إلى جرائم حرب.
إن المجلس الوطني الكردي، وفي الذكرى الثالثة يجدّد إدانته للأعمال والانتهاكات والجرائم التي ارتكبت بحق أهالي سري كانييه وگـري سـپـي، مثلما يمارسون بحق إخوتهم في عفرين.
ويدعو المجلس الكردي المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول المعنية بالشأن السوري وعلى رأسها أمريكا وروسيا وتركيا، إلى وضع حدٍّ لمعاناة سكان هذه المناطق،
والعمل بشكل جدّي لإخراج هذه المجموعات والفصائل المسلحة وإبعادها عن المدن والبلدات تسهيلاً لإعادة النازحين إلى ديارهم بأمان وتسليم إدارتها إلى أبنائها الأصليين وصولاً إلى حل نهائي للمسألة السورية، وتقديم كلّ من ارتكب الجرائم بحق الأهالي وممتلكاتهم إلى العدالة .
الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي في سوريا
9 – 10 -2022م
التعليقات مغلقة.