تصريح..
مع بداية العام الدراسي الجديد، عادت مرة أخرى قضية التعليم تتصدر واجهة الأحداث في شمال شرق سوريا، بالإضافة إلى ما يعانيه أبناء شعبنا من مشاكل اقتصادية ومعيشية، وفقدان حالة الأمن والأمان، الأمر الذي بات يقلق مضجع أهالي طلابنا الأعزاء خوفاً منهم على مستقبل أبنائهم في ظل القرارات غير المدروسة، وغير المسؤولة من قبل سلطة الأمر الواقع، دون التفكير في التداعيات السلبية المترتبة عليها في حال تطبيقها.
ان اصدار سلطة الأمر الواقع القرار الخاص بإغلاق المعاهد والمدارس التعليمية الخاصة في منطقة الجزيرة السورية، بعد الانتهاء من عمليات التسجيل في تلك المعاهد لآلاف التلاميذ والطلاب، وتسديد الأقساط والرسوم، والبدء الفعلي للعام الدراسي الجديد، خلق حالة من السخط والاستياء بين أهالي الطلاب الذين تحملوا لقاء تسجيل أبنائهم أعباءً مادية كبيرة، وبات الخوف على مستقبلهم، والحرمان من متابعة تعليمهم أمراً محتماً نتيجة تطبيق هذا القرار الجائر، ناهيك عن فقدان حالة الاستقرار في المجتمع، اضافة الى كل ما يتحمله عموم أبناء شعبنا من التكاليف الباهظة للحياة في ظل هذه الظروف الصعبة التي يعيشها.
إننا في جبهة السلام والحرية إذ نندّد بهذا القرار غير المسؤول، نشعر بالقلق الشديد حياله، وندعو الى التراجع عنه، وضرورة أن تكون القرارات خارج إطار الحسابات السياسية، وبعيدة عن الاعتبارات الايديولوجية والحزبية، واعتبار التعليم من أولويات أجنداتها، والتعامل معه بمسؤولية، واحترام حرية خيارات الطلاب وذويهم في اختيار منهاج التعليم المناسب لهم، وأخذ الظروف الاستثنائية للبلاد قبل تطبيق هكذا قرار لا يحمد عقباه، قد يضر بمستقبل عشرات الآلاف من أبناء شعبنا، ويزيد في خسارة المناطقة للكفاءات والكوادر المؤهّلة علمياً نتيجة هجرة خيرة شبابها بعد سنوات الحرب، الأمر الذي يهدد الاستقرار، ويفتح الباب على مصراعيه، لانتشار الجهل بين الجيل الجديد، وعاملاً قوية للدفع بمن تبقى منهم الى الهجرة وترك البلاد.
جبهة السلام والحرية
23 أيلول 2022
التعليقات مغلقة.