المجلس الوطني الكوردي في سوريا

شمس الخريف – نسرين تيللو

148

نضج الرمان من جديد وشمس المغيب ترسم مساقطا للظل والضوء الشاحب على شجرة الرمان ضوء النهار يتوارى شيئا فشيئا .. مفسحاً المجال لعتمة تتسلل الى غرفة واسعة مرصوصة بأرتال كثيرة من اجساد بشرية تتساند من وهنها , أدمنت النوم في وقوف … اشق الصفوف الى الأمام وتتمايل الأرتال يمنة ويسرى لتمنحني الطريق . أفلح في الوصول إلى نافذة وحيدة هناك أًطل منها على عالم يسبح في شمس ظهيرته المشرقة . هناك ألمحه .. أراه جالسا في ظل دالية وارفة تتدلى منها عناقيد ممتلئة
ويتعالى شدو بلابل يلتبس علي ّ شدوها بالنواح … مستغرق كان .. يقرأ في كتاب الحريق . أناديه . رزكار … رزكار يرفع رأسه يراني يدنو من النافذة , وفي عينيه حزن الأنبياء . أطلب منه كتاب الحريق يدني الكتاب ويشير إليّ بصمت , لأقرأ سطرين تحتهما خطوط حمراء . فاقرأ { .. حين عربد الشيطان في قلوب من بهم مرض وأضرموا النار في أعشاش البلابل .. ….} لكن عتمة الغرفة تزداد كثافةً فلا اميّز السطور . سطور ظلت مبهمة في الدخان منذ عقود خلت .. أمدّ يدي إلى جيبي أُخرج شمعةً صغيرةً . ولا أجد عود ثقاب . يدرك ما أُريد . فيولع شمعتي على حافة النافذة . هسيس الولاعة يوقظ حراس العتمة على جانبي نافذة الفصل بين النور والظلام . فيجعلون من شمعتي هدف بنادقهم . تهوي شمعتي وتبتلعنا العتمة .. يدير رزكار ظهره ويغوص عميقاً في الضوء . أنادي رزكار رزكار .. ولا من مجيب .. يغمى على الكون من حولي , وتهوي شمعتي . افتح عيوني . . أحاول الوقوف ولكن اكف قلبي تبقى متشبثة بشاهدة القبر . احمل قلبا مغمسا بالرماد وأنسى مفاتيح بوابات الفرح في رماد عامودا . وبلابلها المحترقين .

التعليقات مغلقة.