المجلس الوطني الكوردي في سوريا

بخصوص المنهاج الدراسي للطلبة من كوردستان سوريا في إقليم كوردستان، اتحاد المعلمين : مشروع الدمج التّعليمي المقترح من قبل “UN واليونسيف” ناقص وغير محسوب النتائج..

411

إنّ موضوع الدمج التّعليمي الذي اقترحته منظمتا UN واليونسيف وبالتنسيق مع وزارة التربية في إقليم كوردستان هو مشروع ناقص وغير منصف،

وتمّ دراسته بشكل سطحي ولا يعبّر عن وضع اللجوء في الإقليم ولا عن مستقبل التحصيل الدراسي للطلبة، فكما هو معروف أن الصفة القانونية لمن لجؤوا إلی إقليم كوردستان منذ بداية الأحداث السورية هي” طالب لجوء”.

ولم يتمّ بعدُ البتُّ بشكل نهائي بشأن وضعهم من قبل الـ UN، لذلك فوجودهم في الإقليم بعد هذه المدّة هو إجراء استثنائي، فالدّمج المجتمعي في المجتمع المضيف يُطبَّق عندما يحمل الشّخص صفة “اللاجئ”،

أمّا بالنسبة لوضعهم فغير ممكن، لذا فمقارنة وضعهم في الإقليم بوضع اللاجئ في أوربا لايجوز أبداً، فهم يمنحون اللاجئ صفة اللّجوء، والإقامة الدائمة، وحتّی الجنسية، ويكون له نفس حقوق وواجبات مواطني تلك الدّول. أمّا وضعنا فمختلف تماماً.
لذلك نری أنّ هذا الإجراء ناقص وسيزيد من مشاكل اللاجئين في المستقبل القریب، وسيجدون أنفسهم في عِداد “المحرومين من الجنسية” أو” مكتومي القيد”، فبدلاً من أن تسعی هذه المنظمات إلی إكسابهم صفة “اللاجئ” بشكل قانوني ليكون لهم حقوق وواجبات فإنّها تحاول دمجهم بشكل شكلي في المجتمع المضيف من دون أيّ أساس قانوني وحتّی من دون مراعاة لإرادة اللاجئين في أن يترك لهم حرية اختيار المنهج الذي يودّون أن يدرّسوا أبناءهم به،

والمنهج الحالي الذي يدّرس في هذه المدارس هو منهج يتبع لوزارة التربية في الإقليم، وهو منهج مناسب لوضع طالب اللجوء، فاللاجئون في الإقليم مستقبلهم لازال غامضاً، كونهم يعلمون أنّ دولة العراق لن تمنحهم الجنسية، فيفكّرون بالعودة إلی سوريا،

وفي سوريا لا يوجد أيّ اعتراف باللغة الكوردية في دستور البلاد، فطرح أي موضوع أو مشروع يجب النظر في نتيجته ومستقبله، فلتتفضّل منظمتا UN واليونسيف ويفرضا علی الدولة السورية الاعتراف باللغة الكوردية كلغة رسمية في البلاد كما اللغة الكوردية في العراق،

فاللاجئ لا يری أيّ مستقبل له في إقليم كوردستان كونه سيبقی طالباً للجوء لا أكثر ولن تحميه أي قانون ولن يستطيع أن يملك شيئاً باسمه وسيبقی محروماً من التوظيف وحقّ المواطنة،

لذلك لا ندري لماذا هذا الاستعجال في موضوع الدمج؟ علماً هو فقط تغيير لغة المنهج وليس بدمج، ولاندري حقيقة ما الغرض من تغيير لغة المنهج؟

ونؤكّد بأنّ المنهج الموجود هو منهج عربي يتبع لحكومة إقليم كوردستان، وهو مناسب لوضع طالبي اللجوء حتّی وإن عاد يوماً إلی سوريا فلن يصطدم هناك ب”لغة التعليم”، فإذا كان الهدف هو تعليم اللغة الكوردية فلابأس بوضع أكثر من مادّة في المنهج باللغة الكوردية لكن من دون تغيير أو تحويل المنهج من لغة إلی أخری فهذا سيؤثّر سلباً علی الطلاب وتحصيلهم الدراسي، فالعملية ليست سهلة ولايمكن أن تتمّ بهذه الارتجالية التي اقترحتها هاتان المنظمتان يو إن والیونسيف وبالتنسيق مع وزارة التربية في الإقليم.
لاندري من أين أتت المنظمتان برأيي أولياء الأمور وثبتتا في مقترحهما بأنهم نسبة كبيرة منهم مع سياسة الدمج، فإذا كان الغرض من هذا المقترح هو”تأسیس مشروع” وجلب الدعم للصرف عليه واستمرارية المنظمتين لعملهما باسم ” العمل الإنساني” فهذا موضوع آخر، للأسف يدخل ذلك في باب المتاجرة بمصير اللاجئين ومعاناهم المستمرّة، فبدلاً من أن تخفّف المنظمتان الأعباء عن اللاجئ فإنّهما يزيدان من معاناته ومأساته.
ثمّ أنّ أولياء أمور الطلبة كما ذكرنا أبدوا في كلّ لقاءاتهم مع المنظمات الدولية عدم رغبتهم في هذا المشروع، لذلك نری إن أصرّت هذه المنظمات علی تطبيق الدمج التعليمي فإنّه سيترتّب عليه أمور سلبية عديدة منها :
۱- تشجيع الهجرة نحو الخارج: تشجيع روح الهجرة و مغامرة الهجرة لدى اللاجئين السوريين نحو الخارج للبحث عن مستقبل لأولادهم.
۲- زيادة نسبة التسرّب الدراسي: بسبّب المنهاج الجديد وعدم قدرة أولياء الامور على مساعدة ابنائهم في التعليم كونهم لا يتقنون اللغة الكوردية قراءة وكتابة.
۳- حرمان المعلمين السوريين من فرص تدريس أبناء بلدهم: وسيصبحون خلال فترة قصيرة خارج العملية التعليمية، فإن طبّق قرار الدمج أو تحويل المنهج من العربي إلی الكوردي دفعة واحدة للصفوف الأربعة الأولی سيتمّ حرمان مئات الكوادر التدريسية من التعيين في مدارسهم، كون لغة التعليم ستتغيّر، فأغلب الكادر الموجودة طيلة السّنوات الماضية عمِلَ في هذه المدارس بصفة ” هاوكاري” ولا يملك مهنة أو عمل غير التدريس، ولا يملك أيّ دخلِِ غير هذا الرّاتب الرمزي الذي كان يُمنح له.

لذلك إنّنا في اتحاد معلّمي كوردستان سوريا نرجو من المنظمتين يوإن واليونسيف إعادة النظر في مقترحهما فيما يتعلّق بسياسة الدمج، وبما أننا هيئة مدنية نمثّل إرادة الطلبة والمعلمين كان علی المنظمتين التنسيق أو علی الأقلّ أخذ رأينا بعين الاعتبار في موضوع مصيري كهذا، ونری أنّه يجب مراعاة خصوصية طالبي اللّجوء من كورد روج ئاڤاي كوردستان في إقليم كوردستان، ولا سيّما أنّ الغالبية منهم سيعودون عاجلاً أم آجلاً إلی بلدهم الأمّ، وبالتّالي سيواجهون مشكلة في التّعليم وفي مقدّمتها لغة التّعليم، والحلّ المؤقت برأينا يكون بالإبقاء علی اللّغة العربيّة لغة للمنهج مع وجود مادّة باللغة الكورديّة، وآخری بالإنكليزية ريثما تتوضّح مصير ومستقبل كوردستان سوريا ضمن قالب دستوري معترف.

المكتب التّنفيذي لاتحاد معلّمي كوردستان سوريا
هولير ۱٨- ۷- ۲۰۲۲م

التعليقات مغلقة.