تختلف محافظة كركوك عن باقي المحافظات في العراق كونها مدينة غنية بآبارها النفطية، وللتنوع السكاني الذي تتميز به ، وما رافقتها من أحداث دموية وسياسات غير إنسانية بحق أبنائها الأصليين من الكورد .
من الحوادث المؤسفة التي مرت بها كركوك هي حادثة التهجير القسري للكورد وهي من المراحل التي تستحق وقفة تأمل لاستخلاص الدورس والعبر منها ، وتلقي الضوء في نفس الوقت على الحالة السائدة في فيها .
كان لحزب البعث أشكال عدة في محاربة مكونات كركوك وكان للتغير الديمغرافي السكاني أثر كبير في تغيير التركيبة السكانية للمدينة :
وهنا نوضح بعض النقاط المختصرة عن أشكال المحاربة السكانية :
1_ تهجير المواطنيين الكورد إلى المحافظات العراقية أو إلى محافظات إقليم كوردستان فكان يتم مصادرة البيت والأموال عندما يتم تهجير المواطن الكوردي إلى محافظات كوردستان ونقل الأوراق والبطاقة التموينية إلى المحافظة التي يتم تهجير الكورد إليها.
2_ يتم إسكان وافدين من القومية العربية في مكان المهجرين من القومية الكوردية من سكان كركوك الأصليين لتفريقهم عن العرب الذين كانوا موجودين قبل ذلك الحملة.مع إعطاء الوافد العربي مبلغ (عشرة ألاف دينار عراقي إنذاك في وقت كان 1 دينار عراقي = 3 دولار أمريكي ) فبذلك عرف العرب الوافدين إلى كركوك (بعرب عشرة آلاف) سموا ب عشرة آلاف
3_ أغلب العرب الوافدون هم من محافظات جنوب العراق فتم إغرائهم بالمال والتعيين في شركة نفط الشمال (الموجودة في كركوك) مع إعطائهم مبلغ مالي وهو عشرة ألاف دينار ، وتم إعطائهم قطع من أراضي في مركز مدينة كركوك مع مبلغ المالي السابق للبناء مع الوظيفة في شركة نفط كركوك وكثير منهم تم إعطائهم شقق سكنية في مايعرف من قبل أهل كركوك ( بشقق صدام ) الذي اشتهر بأعمال مشبوهة خادشة للحياء العام قبل سقوط النظام سنة 2003.
4_ يتم نقل نفوس وهوية الاحوال المدنية ومسقط راس العربي الوافد من المحافظات الأخرى إلى كركوك ليكون ذلك استكمالا لتهجير الكورد والمكونات الأخرى وتغير ديمغرافي للسكان.
5_ تم مصادرة أغلب الأراضي الزراعية والعقود الزراعية من المزراعين الكورد وبعض المزراعين التركمان وإعطائها إلى المزراعين من العرب الوافدين.
6_ تم فصل معظم الموظفين الكورد من الدوائر الحكومية في مدينة كركوك وأستبدل عنهم بوافدين عرب وكان يمنع المواطن الكوردي من التوظيف في ( الاجهزة الأمنية ، شركة النفط ، الشرطة ، وأغلب الدوائر الرسمية في المحافظة ).
7_ تم اصدار قوانيين خاصة بحملات التعريب ومنها (تصحيح القومية ) فكان يجبر الكوردي وأغلب التركمان إلى القومية العربية وكان التصحيح شكلي وكثير من الكورد والتركمان قاموا بتغيير القومية إلى العربية لسد أبواب الاعتقالات والمطاردة الحكومية والأجهزة الحزبية القمعية.
8_ بعد سنة 2000 تم أصدار تعليمات ولوائح إلى جميع المستشفيات وإلى مديرية الجنسية وهوية الأحوال المدينة في كركوك إلى منع تسمية المواليد الجديدة من الأطفال بالاسماء الكوردية والتسمية بالاسماء العربية حصرا .
9_,تم تشكيل حزام أمني وهدم القرى الكوردية وتهجير سكانها وتم إسكان العرب الوافدين في كثير من القرى الكوردية.
10_ كان لأهل كركوك في حملات الانفال حصة الأسد فكانت القرى الكوردية في كركوك لها حصة الأكبر في عدد الكورد الذين تعرضوا للإبادة الجماعية.
11_ تغير اسم محافظة كركوك إلى محافظة (التأميم) وتغير اسم كثير من المناطق والاسماء الكوردية إلى اسماء عربية.
12_ محاولة محو أثارها القديمة فكان هناك حملات لتهديم الاثار المتبقية في قلعة كركوك لمحوا الاثار الغير العربية في المدينة.
13_ بعد سنة 1991 لا يسمح للكوردي أن يمتلك في محافظة كركوك بأي شكل من الأشكال فلا يتم تحويل الطابو (سند البيت) إلى اسم مشتري كوردي أو مالك كوردي.
14_ منع الدراسة باللغة الكوردية في المدينة ومنع إصدار الصحف والمجلات باللغة الكوردية.
هذه مجموعة من اهم النقاط التي قام به البعث من تغير سكاني قبل 2003 تجاوزت عدة عقود.
أعداد :آراس شيخو _ هلز بشير
التعليقات مغلقة.