تعزيزاً للمركز الريادي لمنظمات المجتمع المدني عموماً وفي كوردستان سوريا على وجه الخصوص وتفعيلاً للدور المحوري الذي يشغله المجتمع المدني في سياق تطور المجتمعات ورقيها، فقد دعت قوى ومنظمات المجتمع المدني العاملة في إقليم كوردستان إلى ضرورة التكاتف والتعاضد بين مختلف القوى المجتمعية المدنية الفاعلة وتوحيد صفوفها والاستفادة من طاقاتها وكفاءاتها بما يمكنها القيام بواجباتها تجاه مجتمعها على أكمل وجه.
وبناءً عليه، فقد تم توجيه الدعوة لعقد مؤتمر تأسيسي تحت عنوان (فيدراسيون منظمات المجتمع المدني ـ كوردستان سوريا ) لينعقد المؤتمر التأسيسي في أربيل عاصمة إقليم كوردستان بتاريخ 5/5/2022 بحضور نخبة مجتمعية مدنية عريضة ليفتتح المؤتمر، ويباشر الأعضاء بجدول أعماله عبر انتخاب لجنة مشكلة من خمسة أعضاء لادارة جلساته تلاها إقرار البرنامج والنظام الداخلي للفيدراسيون بعد مناقشة مستفيضة ثم انتخاب مجلس إدارة الفيدراسيون عبر تصويت سري نال الفائزون من خلاله ثقة الأعضاء في أجواء ديمقراطية شفافة ليختتم المؤتمر أعماله مكللاً بالنجاح والتفاؤل.
وبتاريخ 2022/5/11 عقد مجلس الإدارة المنتخب جلسته الأولى بحضور كافة الأعضاء في جو تسوده الألفة والمحبة والإحساس بالمسؤولية حيث افتتحت الجلسة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الشعب الكوردي الأبرار تلا ذلك انتخاب الأعضاء لرئيس مجلس الإدارة ونائبيه عبر التصويت السري على الشكل التالي:
1 ـ انتخاب الاستاذ حسن قاسم رئيساً لمجلس إدارة الفيدراسيون بالإجماع.
2 ـ انتخاب المحامي بلند بشار السينو نائباً أول لرئيس مجلس الادارة بالاجماع.
3 ـ انتخاب الأستاذ محمد شريف محمد نائباً ثانياً لرئيس مجلس الإدارة بالإجماع.
كما انتخب مجلس إدارة الفيدراسيون لجانه بالتصويت السري و تم انتخاب كل من :
ــ السيدة مريم شيخو أميناً للسر ومسؤولة للجنة التنظيم.
ــ الأستاذ سليمان كرو مسؤولاً للجنة العلاقات وعضوية كل من السيدتين حمدية إسماعيل وغزالة خليل.
ــ الأستاذ كمال السينو مسؤولاً للجنة الإعلامية
– السيدة سرويناز ابراهيم مسؤولة للجنة النشاطات.
ــ الأستاذ حسن قاسم مسؤولاً للجنة المالية وعضوية كل من محمد شريف محمد وحمدية اسماعيل
ثم تم فيما بعد استكمال مناقشة باقي أجندة الاجتماع واختتم الاجتماع على ما ورد أعلاه.
أمام الواقع المزري الذي يعيشه الشعب السوري عموماً والكوردي خصوصاً وعلى مدى سنوات طويلة من بدء الثورة السورية والأوضاع المريرة التي واكبت وتواكب معاناة النزوح واللجوء والانزياحات العميقة في بنية المجتمع الكوردي، كان لابد لقوى المجتمع المدني الكوردية ومنظماته الفاعلة من التفكير ملياً والتبصر ودراسة مجمل الخيارات بغية ترسيخ دورها الإنساني، والتأكيد على وجودها والتصدي لمسؤوليتها من أجل التخفيف من مفعول الانزياحات العميقة التي طالت بنيان المجتمع الكوردي والوقوف على الأذى الغائر الذي أصاب أوصاله فكان قرارها حاسماً بوجوب توحيد صفوفها وتدخلها الحازم والمنتج للحد من فداحة المآسي الإنسانية وتجلياتها اللحظية المروعة والدفع نحو علاج مجمل آثارها.
إن تأسيس فيدراسيون المجتمع المدني ـ كوردستان سوريا هو نقطة تحول جذرية في مقاربة مفهوم المجتمع المدني الكوردي في كوردستان سوريا،وتأتي استكمالاً للجهود المضنية المخلصة المبذولة في إطار بناء المجتمع المدني الكوردستاني وتتويجاً لها.
فقد عانى المجتمع المدني في كوردستان سوريا ظروفاً عصيبة في ظل هول الأوضاع الانسانية وشح الإمكانات وحالة التشرذم والتشتت التي أعاقت من قدرته على تحقيق أهدافه النبيلة فجاء تأسيس هذا الفيدراسيون ليحل كمرآة مجتمعية واعية مدركة تعكس الواقع بآلامه ومآسيه وحاجاته وآماله مستهدفاً بناء مجتمع مدني كوردي تشاركي فاعل مدرك لمكانته ولأدواته ومهامه وأهدافه وقادر على القيام بها وتحقيقها وتحمل أعباء شعبه فتجسد تأسيسه كإعلان صادق عن السخط الكوردي الجمعي العارم على سوء الأحوال الانسانية التي يعاصرها وعلى التقصير المديد الفادح في مسار تقديم الدعم الإنساني لمستحقيه من أبناء الشعب الكوردي في كوردستان سوريا وكاشعار استهجان على بطء مسار الحل الأممي المبني على مقررات جنيف والقرار 2254 لعام 2015 على وجه الخصوص واستنكار يدق ناقوس الخطر ازاء العطالة الأممية في إيجاد الحلول الشاملة المستدامة العادلة التي تضمن للانسان كرامته وتحمي حقوقه، وتحقق له الأمن والأمان والاستقرار.
اربيل في 2022/5/11
التعليقات مغلقة.