خلال الحرب العالمية الاولى غرقت كوردستان في خضم الحرب حيث امتد مسرح العمليات من صاري قاميش شمالا إلى خانقين جنوبا والى ارزنجان غربا ويذكر المؤرخ محمد أمين زكي ان احدى عشرة فرقة عسكرية كانت موجودة في الازيغ واثنا عشر فرقة عسكرية كانت موجودة في الموصل واغلبية ضباط الجيش وجنود الجيش التاسع في ارضروم والجيش العاشر في مدينة سيواس هم من الكورد واضافة الى سلاح الفرسان و وحدات حرس الحدود والجندرما وقد قدر المؤرخ امين زكي ان عدد الاصابات بين المقاتلين الكورد بلغ 300000 ثلاثمئة الف اصابة وهذا يدل ان عدد المقاتلين الكورد والمشاركين في الحرب اكثر من نصف مليون مقاتل وقد لحقت خسائر كبيرة بالكورد في المعارك التي دارت رحاها مع القوات الروسية حيث وقعت حوالي 6400 اصابة في معركة واحدة على حدود باذنلار في حين كانت هناك عدة معارك تدور على ارض كوردستان. تم توقيع الهدنة بين الحلفاء والعثمانيين في أكتوبر 1918 وكان هذا الحدث هي علامة فارقة في نشاط الكورد و وعيهم القومي حيث استعادت جمعية تعالي وترقي الكورد نشاطها وضمت اعضاء من القبائل الكوردية ومن مؤسسيها امين عالي بدرخان و عبيدالله نهري و حميد باشا عضو هيئة الاركان العامة ومن اللجنة العسكرية الكولونيل خالد بك من ديرسم والجنرال محمد شريف باشا بالاضافة الى الأمراء البدرخانيون. واندمجت جمعية هيفي مع جمعية تعالي كوردستان وبدأوا العمل من أجل الاستقلال واقامة الدولة الكوردية لم يدم العمل و نضالهم فترة زمنية حتى شب الخلاف والانشقاق فيما بينهم حيث اعلن سيد عبدالقادرابن عبيدالله بوضوح انه لا يؤيد اقامة كوردستان مستقلة. وانما يؤيد اقامة حكم ذاتي محدود بدأت هذه المعضلة منذ الهدنة وحتى معاهدة سيفر 1920 واقتصر رد الفعل التركي على وعد الاكراد بالحكم الذاتي في حين كان بعض القوميين الكورد يطالبون بالاستقلال. في ذلك الحين قام السيد عبدالقادر النهري بإعطاء تصريحات للصحف بأنه يفضل الحكم الذاتي ويدعم جهود شريف باشا في فرساي . إن تطلع الكورد وكفاحهم من أجل الإستقلال لم يتلقى الدعم لا من الحلفاء ولا من حركة تركيا الفتاة , والذين فضلوا كوردستان موحدة على الحكم الذاتي وجدوا انفسهم في مواجهة السياسة البريطانية والفرنسية و التي تقضي بتقسيم كوردستان بين دائرتي النفوذ البريطاني والفرنسي و على أثره تم اقرار معاهدة سايكس بيكو وبموجبة تم تقسيم كوردستان بين الدول الأربع تركيا -إيران- العراق – سوريا و رسمت الحدود نتيجة ضعف أداء الزعماء الكورد وتشتت مواقفهم بالاضافة الى تخازل القوى العظمة بالاتفاق مع تركيا وإيران و ضاع الحلم الكوري في إعلان دولة كوردية او حتى إقامة حكم ذاتي و بعد مرور مئة عام على هذه الاتفاقية لم يتوقف الكورد عن المطالبة بحقوقهم المشروعة وحق تقرير المصير وتوالت الثورات والانتفاضات على ارض كوردستان لسنا هنا بصدد كل ثورة (اسبابها و دوافعها وفشلها) . الكورد دفعوا ثمنا باهظا بالأرواح والممتلكات في سبيل نيل حقوقهم واليوم التاريخ يعيد نفسه حيث يبرز توجهان رئيسيان في الحركة الكوردية توجه متمثل بالنهج الكوردياتي و حامل مشروع القومي الكوردستاني في اقامة دولة كوردستان حرة مستقلة و توجه مشروع الأمة الديمقراطية حيث انقسم الصف الكوردي بين مطالب لاستقلال كوردستان و بين من يرفض الاستقلال . و أخيرا يبقى المشروع القومي الكوردستاني في اقامة كوردستان مستقلة حلم اكثرية الشعب الكوردي و هو الحل الأمثل والأفضل للتعايش مع شعوب المنطقة على أساس احترام وجود الآخر .
المراجع
1 – تاريح الكورد و كوردستان محمد أمين زكي
2 – تاريخ الكفاح القومي الكوردي روبرت أولسن
التعليقات مغلقة.