في العاشر من شهر كانون الأول تمر الذكرى الثالثة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام ١٩٤٨ رداً على الأفعال والجرائم الهمجية التي مورست بحق الإنسان خلال الحرب العالمية الثانية والتي آذت ضمير الإنسانية ، وكان اعتماده بمثابة اعتراف بان حقوق الإنسان هي أساس الحرية والعدالة والمساواة واصبح هذا اليوم من تاريخه، يوماً عالمياً متميزاً.
فقد جاء هذا الإعلان بعد معاناة من جرائم ضد الإنسان شهدتها البشرية سنين طويلة وتضمن بنوداً
ومبادئ أساسية لحماية الإنسان بصرف النظر عن انتمائه العرقي أو الديني أو بحسب جنسه أو لونه.
ورغم أهمية هذا الإعلان والملاحق الأخرى التي صدرت تأكيدا ودعماً له ، فإنه يعد من أكثر الإعلانات والمواثيق والعهود الاممية تجاهلاً حتى من قبل الموقعين عليه ، حيث تزداد وطأة الظلم والجرائم المتنوعة في العديد من الأماكن والبلدان ، وتأخذ المرأة نصيبها الأكبر من هذه الجرائم والانتهاكات التي تتجاوز الأفراد إلى المجموعات العرقية والدينية وحتى الشعوب التي لا تزال العديد منها محرومة من أبسط حقوقها القومية و الإنسانية مثل الشعب الكردي الذي تعرض خلال تاريخه إلى اضطهاد قومي مقيت على أيدي أنظمة الدول التي تقتسم وطنه كردستان وحُرم من أبسط حقوقه القومية والإنسانية ومورس ضده حروب إبادة جماعية، وزج بالآلاف من شبابه في السجون والمعتقلات واستشهد الكثير منهم على أعواد المشانق ، كما طبق بحقه سياسات ومشاريع عنصرية ممنهجة استهدفت وجوده وخصائصه القومية وثقافته.
وفي سوريا تعرض الشعب السوري عموما إلى الظلم والقهر على أيدي الأنظمة المتعاقبة ،
وازدادت خلال سنوات الثورة السورية حيث ذاق أبناءه بمختلف فئاته ومكوناته القومية والاجتماعية مرارة الفظائع على أيدي قوات النظام ومن قوى الإرهاب والتطرف، وكان لأبناء الشعب الكردي نصيبهم في ذلك فقد تعرض الى جحافل الارهاب بقيادة داعش الذي ارتكب جرائم فظيعة بحقه وخاصة أبناءه من الإخوة الإيزيديين الذين غطت صور معاناتهم عواصم ومدن العالم أجمع ، كما يتعرض أبناءه في عفرين وسري كانيبه ( راس العين ) وكري سبي ( تل ابيض) وريفيهما الى انتهاكات فظيعة على أيدي العديد من الفصائل والمجموعات المسلحة هناك، ومورس بحقهم عمليات قتل وتهجير وسطو على ممتلكاتهم بالإضافة إلى عمليات التوطين بهدف إجراء تغيير ديمغرافي فيها ، ولاقت هذه الأعمال استنكارا وادانة من أوساط واسعة في العالم، كما وثقت لجنة التحقيق الدولية تلك الانتهاكات ، ووصفت بعضها بحرائم ضد الإنسانية وطالبت بانهائها وتقديم مرتكبيها إلى العدالة .
إن المجلس الوطني الكردي وبهذه المناسبة يجدد إدانته لهذه الإنتهاكات والجرائم التي ترتكب على مرأى من المجتمع الدولي والامم المتحدة والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان والقوات التركية التي تسيطر على المنطقة ، وتدعوهم بإيقاف تللك الأعمال ومحاسبة مرتكبيها وإخراج الفصائل من المناطق الآهلة ومساعدة الأهالي للعودة الآمنة إلى ديارهم وتسليم إدارتها إلى أبنائها برعاية دولية، وفي هذه المناسبة أيضاً يجدد المجلس الوطني الكردي إدانته للممارسات والانتهاكات التي يقوم بها احهزة امن pyd والمنظمات التابعة لها من تضييق على الحريات وخطف القاصرين والقاصرات والتي ازدادت وتيرتها في الآونة الأخيرة متجاهلة دعوات أهاليهم والتزامهم بالعهود المتعلقة بذلك وكذللك اعتقال أصحاب الرأي وتدعوهم بالإفراج عنهم وطي ملف الاعتقال واحترام حقوق الإنسان والالتزام به.
كما يدعو المجلس الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها والمعنية بحقوق الإنسان والجهات والدول ذات الشأن العمل لإطلاق سراح آلاف المعتقلين السوريين في سجون النظام ومعتقلاته ، وإن تقوم أيضاً بالارتقاء ببنود الاعلان العالمي لحقوق الإنسان إلى قوانين ملزمة للموقعين عليها وتطبيقها بآليات ناجعة ، ويناشد كل القوى الديمقراطية وقوى السلام والخير رفع راية حماية حقوق الإنسان وصون كرامته لبناء مجتمع العدل والمساواة .
٩/١٢/٢٠٢١
الأمانة العامة
للمجلس الوطني الكردي في سوريا
القادم بوست
التعليقات مغلقة.