المجلس الوطني الكوردي في سوريا

37 عاماً على وفاة الأب الروحي للسينما الكوردية

181

ولد يلماز غوني في نيسان سنة ١٩٣٧ في قرية آينجة التابعة لمدينة أضنا، وسط عائلة فقيرة الحال، لكنه عاش فيما بعد حياة مليئة بالأحداث والجدل والإثارة والنجومية حتى عُرف بالاب الروحي للسينما الكوردية.

 

اضطر غوني للعمل في مهن كثيرة في طفولته وشبابه، حتى أكمل الثانوية وسجل في كلية الاقتصاد بجامعة اسطنبول، وهناك تبلورت مفاهيمه الثورية ورفضه للظلم وكافة أشكال التعسف.

وجد غوني الشاب نفسه مناضلاَ في صفوف «الجناح الأكثر تطرفاً في الحزب الشيوعي التركي». ولم يكن غوني راضياً عن معظم الأفلام التي كان يمثل فيها، معتبراً اياها «تستلب الشعب أكثر وأكثر وتعطيه وعياً مزيفاً»، فيما كان يخوض نضالاً سياسياً عنيفاً في بلد يحظر فيه أي انتماء يساري، كما بدأت هويته الكُردية تبرز إلى العلن، من دون أن يتمكن من التعبير عنها بشكل مباشر في أي من أدواره العديدة.

بدأت رحلته مع السينما عام ١٩٥٧ كمساعد مخرج لفلم (أبناء هذا البلد) ومن بعدها عمل كممثل في ٤٠٠ عمل سينمائي منها ١١٠ فلماً بدور البطولة وكان ملقباً بـ (السلطان القبيح) وحقق طوال مساره كمخرج نحو ٢٢ فيلماً، (أخرج ثلاثة منها وهو في السجن)، نال معها نحو 17 جائزة، من بينها السعفة الذهبية من مهرجان «كان» السينمائي عن “الطريق”.

اعتمد أسلوب الواقعية الايطالية وركز على الفئات المضطهدة والفقيرة في الأرياف.

كان عام ١٩٦٦ تحولاً كبيراً في حياة كوناي حيث ظهرت له أفلام من نوعٍ جديد أرسى من خلالها مدرسة جديدة للسينما في تركيا، والتي أخذت بعداً عالمياً وداخلياً وسرعان ما تأثر بها المنتجين الكبار، فأخرج (سيد خان، الذئاب الجائعة، رجل قبيح…) وكانت باكورة أعماله في تلك المرحلة فيلم (الأمل) الذي أوصله إلى أكبر المهرجانات العالمية حيث نال (17) جائزة على فيلمه، وجذب إليه العيون والسمعة القوية بين فناني العالم

يعتبر واحداً من بين أكثر الأسماء الأدبية والفنية ملاحقة واعتقالاً من قبل السلطات الرسمية، حيث أمضى في السجن حوالي 11 عاماً، خلال فترات متفرقة. لكن لم يمنعه ذلك من متابعة عمله، إن كان في الكتابة القصصية والروائية، أو في النشاط السينمائي.

 

كتب غوني قصته الأولى الأعناق الملوية ١٩٦١ وكانت سبباً لسجنه من قبل السلطات بتهمة أنه “مثقف أحمر”، ومن هناك كتب رائعته “صالبا” والتي طبعت عدة مرات وبلغاتٍ عديدة، وكتب رواية (معادلات مع ثلاث غرباء) وكتب مئات القصائد والمقالات، كما كتب سيناريوهات أكثر من فيلم داخل السجن وكان أكثرها شهرة فيلم (الرفيق. القطيع وآخرها فيلم الطريق).

 

في عام 1981، هرب من السجن خلال إجازة مراقبة، ومن تركيا إلى اليونان، ثم استقر في فرنسا وفي حينها، جردته الحكومة التركية من الجنسية، وحكمت عليه المحاكم التركية بأكثر من 22 سنة سجن بتهم سياسية.

 

توفي يلماز غوني في باريس يوم 9 أيلول 1984 ليدفن في مقبرة العظماء بعد أن خلف وراءه ارثا غنيا من الأفلام والكتابات الأدبية.

التعليقات مغلقة.