المجلس الوطني الكوردي في سوريا

رسالة نوروز العيد القومي للشعب الكردي ..

181

رسالة نوروز العيد القومي للشعب الكردي 

من الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي في سوريا.

 

يحتفل الشعب الكردي منذ قرون عديدة، ومعه أبناء كوردستان من المكونات الأخرى بعيد نوروز المجيد الذي يرمز إلى الحرية والانعتاق ورفض الظلم والاستبداد منذ أسطورة كاوا الحداد عندما أطاح برمز الطغيان ( ازدهاك ) وأشعل النيران على قمم جبال كوردستان مبشراً بيوم جديد في الحادي والعشرين من آذار حيث تكتسي طبيعة كوردستان بالخضرة والجمال ويزيدها المحتفلون في أحضانها رونقاً وجمالاً أكثر،

وخلال عقود طويلة لم تستطع آلة القهر لأنظمة الدول المستبدة التي تقتسم كوردستان إلغاء هذا اليوم من وجدان الشعب الكردي إلى أن أصبح عيداً رسمياً يعزز في نفوس أبنائه روح النضال في سبيل الحرية والمساواة والسلام.
يحتفل الشعب الكردي في سوريا بنوروز هذا العام وهو يعاني وطأة الأوضاع المأساوية كباقي السوريين نتيجة اعتماد النظام الخيار الأمني وتجاهله مطالب الشعب والإرادة الدولية، وقد كان طبيعيا أن يكون الكرد جزءاً من الثورة السورية السلمية بهدف إنهاء الاستبداد وتحقيق الحرية والكرامة،

ومن أجل ذلك لم يتوان المجلس الوطني الكردي في أخذ دوره والعمل مع باقي قوى المعارضة الوطنية السورية كمكون فاعل في الهيئات المنبثقة عنها والتي تمثلها في العملية السياسية التي اعتمدها المجتمع الدولي عبر مسار جنيف برعاية الأمم المتحدة ووفق القرار الأممي ٢٢٥٤، هذا المسار الذي شهد تلكؤاً من الدول ذات الشأن في تفعيله، وقد كان غياب برنامج واضح وشفاف من المعارضة حول مستقبل البلاد أحد الأسباب التي أدت الى عزوف هذه الدول وتباطؤها في المسالة السورية،

ولذلك دعا المجلس الوطني الكردي إلى تبني خطاب يعكس حقيقة التعدد القومي والديني والثقافي في سوريا في شراكة وطنية حقيقية والإقرار بوجود الشعب الكردي وضمان حقوقه القومية دستوريا وكذلك حقوق باقي المكونات.
وفي ظل هذه الأوضاع تتضاعف مأساة أهلنا في عفرين وسري كانييه (رأس العين ) وكري سبي ( تل ابيض) الذين يتعرضون لانتهاكات وجرائم وتتعرض هذه المناطق إلى عمليات توطين وتغيير ديمغرافي تستهدف الوجود الكردي فيها، ورغم الإدانات الواسعة من أوساط حقوقية وإنسانية دولية إلا ان رد الفعل الدولي لا يزال باهتا إزاء ما يحصل ، وعليه فإن المجلس الوطني الكردي يجدد إدانته لتلك الانتهاكات، ويدعو المجتمع الدولي والدول ذات الشأن إلى إيقافها وإخراج الفصائل المسلحة من المناطق الآهلة وتوفير عودة آمنة للنازحين والمهجرين من ديارهم هناك وتسليم شؤون المنطقة وإدارتها إلى أهلها الأصليين ومساعدتهم بكل السبل الممكنة في الأمن والاستقرار.
لقد عمل المجلس ومنذ انطلاقته في ٢٦- ١٠- ٢٠١١م كإطار سياسي يوحد الموقف والصف الكرديين، كل ما بوسعه في هذا الاتجاه وعبر اتفاقيتي هولير واتفاقية دهوك برعاية كريمة من فخامة الرئيس مسعود بارزاني الذي لم يتوان في تقديم المشورة والدعم لقضية الشعب الكردي في سوريا ومد يد العون لأبنائه في محنتهم،

وأمام التحديات والأخطار التي تواجه شعبنا وإيماناً منه بضرورة وحدة الصف ، دخل المجلس في مفاوضات مع أحزاب pynk برعاية من الولايات المتحدة الأمريكية وضمان من قيادة قسد بهدف الوصول إلى شراكة حقيقية واتفاق كردي يضمن وحدة الموقف حول مستقبل البلاد وتأمين الحقوق القومية لشعبنا وينأى به عن الأخطار ويطمئن الجميع من القوى الوطنية ومن دول الجوار بالمواقف التي تبدد المخاوف والشكوك و توفير مناخ الثقة والاطمئنان ويعزز روح الأخوة وثقافة العيش المشترك والتشارك مع بقية المكونات.
إن المجلس وهو يجدد التزامه بهذه المفاوضات وبما أنجزته من تفاهمات، ويسعى الى انجاحها فانه يدعو الراعي الأمريكي وقيادة قسد برفض الإساءات المتقصدة والانتهاكات التي تنال من المجلس ووضع حد نهائي لها وضمان عدم تكرارها .
وبهذه المناسبة السعيدة فإن المجلس الوطني الكردي وهو يهنئ أبناء الشعب الكردي في كل مكان بعيد نوروز المجيد يدعوهم الى الاحتفال بشكل يليق به و بمعانيه السامية في الحرية والمحبة والسلام.
ستبقى شعلة نوروز متقدة
عاش نوروز عيداً للحرية والمحبة والسلام

الأمانة العامة
للمجلس الوطني الكردي في سوريا
٢٠- ٣-٢٠٢١

التعليقات مغلقة.