دخلت الثورة السورية عامها العاشر ولازالت إدارة الأزمة، وليس حلها، هي العنوان الأبرز الذي يتصدر معاناة الشعب السوري،
بالرغم من التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه منذ بداية قيامه بالتظاهرات والاحتجاجات السلمية، إلا أن اختيار النظام للحل العسكري حوّلت الثورة المدنية السلمية إلى صراع
دموي، بانتهاج السياسة الامنية في قمع المتظاهرين باستخدام الرصاص الحي في قمع المتظاهرين، مما دفع والحالة هذه الى تحول الثورة السلمية الى العسكرة واستعان النظام بداية بالنظام الإيراني والمليشيات الطائفية التابعة له والقادمة من دول عدة وفي مقدمتها حزب الله اللبناني، وفيما بعد جاء التدخل الروسي العسكري المباشر مقابل عدم وجود دعم حقيقي لحلفاء الشعب السوري وترك الشعب السوري وحيدا لمصيره،
بين بطش النظام وحلفائه وتردد، لابل، تخاذل المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته الأخلاقية والقانونية، والذي انعكس سلبا على أداء قوى الثورة و المعارضة السورية، حيث تشتت منصاتها وفقدت توازنها السياسي،
في ظل تجاذبات الدول المؤثرة في الملف السوري انطلاقاً من أجنداتها ، فتحولت ثورة الشعب السوري التي قامت لإنقاذ سوريا من ظلم الدكتاتورية إلى ساحة صراع اقليمي ودولي على سوريا ، و أخذت القضية السورية تتنقل بين محطات دولية عدة (جنيف – أستانة- سوتشي … ) دون حدوث اختراق في نمطية تفكير و ممارسات النظام وحلفائه، وخاصة اصراره على اجراء انتخابات غير شرعية رغم الكوارث التي جلبها وذلك بالرغم من الجولات الماراثونية للمفاوضات وبرعاية أممية .
ونتيجة لذلك فقد تحولت سوريا إلى ساحة مفتوحة أمام مختلف القوى الدولية و الإقليمية، وانقسمت الجغرافيا السورية إلى عدة مناطق نفوذ، و دفع الشعب السوري بكل مكوناته ، و لا زال يدفع ضريبة هذه المقتلة المستمرة ، فأكثر من نصف الشعب السوري بات مهجراً و دمرت البنية التحتية بشكل كبير، وعمليات التغيير الديمغرافي جارية، في مختلف المناطق السورية ، ولازال النظام متمسكا بخيار الحل الأمني و العسكري .
إن شرارة الثورة السورية التي انطلقت في آذار عام 2011 كانت نتيجة طبيعية لتراكمات من المعاناة والقمع و انعكاسا لنضال وتضحيات شعبنا السوري المحب للحرية على مر المراحل المنصرمة من تاريخ نضال شعبنا السوري، و منها انتفاضة 12آذار 2004 الكردية المجيدة، ضد ممارسات النظام الديكتاتوري الشوفيني ، هذه الانتفاضة السلمية التي انطلقت من مدينة قامشلي لتصل إلى حلب ودمشق ، وهزت كيان النظام كخطوة أولية لكسر جدار الخوف الى حد ما و(التي كسرتها ثورتنا السورية المستمرة حتى اليوم بشكل كامل ) ، لكن بطش النظام وتفرده استطاع وقف هذه الانتفاضة بعد فرض تحييد الشارع السوري ، لابل السعي لتجنيده ضد الانتفاضة باتباعه سياساته العنصرية البغيضة ، لكن الوطنيين السوريين أكدوا بأن الدماء التي سالت وإن كانت كردية، لكنها كانت سورية أيضا بكل تأكيد .
إننا في جبهة السلام والحرية نؤكد لشعبنا السوري التواق للحرية بأن ثورته.. ثورة الحرية و الكرامة لم ولن تتوقف، طالما هناك نظام مستبد وقاتل لشعبه، وهناك الآلاف من المعتقلين والشهداء ، ناهيك عن ملايين المشردين ، وأن النظام الذي يستقوي على شعبه بالقتل والتجويع والتهجير لا مستقبل له، وهو يعيش حالة من العزلة والإفلاس .
لكن بنفس الوقت نطالب المعارضة السورية بكل منصاتها ،رص الصفوف لإعادة الأمل والثقة للسوريين واستلام زمام المبادرة، كما نطالب المجتمع الدولي و القوى المؤثرة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية للقيام بمسؤولياتها تجاه الشعب السوري، و ممارسة الضغط على النظام الدكتاتوري لتنفيذ القرارات الدولية وخاصة القرار 2254 لإيجاد حل سياسي شامل لسوريا المستقبل…سوريا الديمقراطية التعددية، التي تستوعب و تمثل كل أفراد و مكونات الشعب السوري .
– عاشت ثورة الشعب السوري المستمرة .
– المجد والخلود لشهداء ثورة الحرية و الكرامة .
الهيئة التنفيذية لجبهة السلام والحر
قامشلي 14/3/2021
التعليقات مغلقة.