المجلس الوطني الكوردي في سوريا

الثامن والعشرون من أيار قصيدة مهداة لروح الشهيد رمضان عمر

117

الثامن و العشرون من أيار …مهداة لروح اخي الشهيد رمضان عمر “بافي سامان ”
الثامن و العشرون من أيار …..
تغادرُ كلُ الأشباح قصورَها
و تقتحمُ ربيعَ الحدائقْ
تسكنُ بين أوراق أقحوانها
فتنفضُّ عنها البلابل
و تُغير تراتيلها
و ألحانَها
كأنها تؤلف ُسيمفونيةً وداعٍ
تهديه للاماكنِ
و من اليومِ سيصبح نشيدَها
و عنوانَها
تحلق ُ في الفضاء عالياً
تبتعدُ عن وحشةِ المكانْ
و الحارس المسكين مندهشٌ
و قد فتح للتو عينيه من سباتً عميقً
أذلَّ روحه فيما بعدٍ
وأدانَها
عودي أيتها البلابل .. يصرخ عاليا
حَنَّ عليها … و للسماء قد رفع كفيهْ
الهي أرفُقْ بها
إذ كيف لها أن تترك
في الربيع أوطانها
دعا إلى الله دعائه و اختفى في صمت
فالحياة تارةً صراخٌ و أخرى صمتٌ
تارةً حياةٌ…. وأخرى ……….موتٌ
و اليوم قد حكمَ الصمتُ
أزمانَها
فحين يتحول الربيع إلى ساحةِ حُزنٍ
فليس من حرجٍ
على العصافيرِ إن بكتْ
و على الزهورِ إن ذَبُلتْ
أو وشحتْ بالسوادِ
ألوانَها
وعلى القصائد إن تكسحتْ
و افترقت عن سير القوافي
و فقدت جمالها الشعريَّ و بريقها
و تثاقلت في خطاها
و غيرتْ من حزنها
أوزانَها
و أمٌ توصي صغارها
لا تتأخروا في اللعبَ خارجاً
بعد غياب الشمسْ
فالأشباح تعشقُ غيابها
لا تقربوا أقنعة ً
فالأشباح تعشقُ ظُلمتها
و تَسكنُ
أحضانها
عمَّ الظلامُ فعادوا جميعاً إليها
وحدهُ لم يعدْ
أكلوا وناموا جميعاً
ما زالت عيناها تترقبان عودتهُ
فتفرحَ بعد خوفٍ و قد هدَّ
كيانَها
و تُمضي الوقتَ انتظاراً
و صمتٌ موحش ٌ و لا عودة
صوت ُ آذانِ الفجر

يكسرُ صمتَ الانتظار
و يعلنهُ شهيداً …غادرَ أرضَ الأشباح
و سكن السماءْ
و جنانَها
الثامنُ و العشرونُ من أيار
تغادرُ كل الأشباح قصورها
و تقتحمُ ربيع الحدائقْ
و تصادرُ…. اسمها وألوانهاا

الشاعر: وليد عمر

التعليقات مغلقة.