في العاشر من شهر كانون الاول من كل عام، تحيي كل قوى الخير والسلام في العالم هذا اليوم، الذي اقرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام ١٩٤٨ الاعلان العالمي لحقوق الإنسان، و أصبح هذا اليوم من تاريخه، يوماً عالمياً متميزاً في التعبير والدفاع عن حقوق الإنسان.
فقد جاء هذا الاعلان بعد معاناة من جرائم ضد الإنسانية، شهدتها البشرية عبر سنين طويلة، وخاصة خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، حيث تضمن الإعلان، بنود ومبادئ أساسية لحماية الإنسان، بصرف النظر عن انتمائه العرقي او الديني او بحسب جنسه او لونه.
وعلي الرغم من أهمية هذا الاعلان ، فانه يعد من أكثر العهود والمواثيق الأممية، تجاهلا واختراقاً، حتى من قبل الموقعين عليه،
فلا تزال البشرية تعاني من وطأة الظلم والمعاناة والجرائم، في العديد من الاماكن والبلدان ، وتأخذ المرأة والطفل نصيبهما الاكبر من هذه الجرائم، كما لا تزال العديد من الشعوب محرومة من أبسط حقوقها القومية و الإنسانية، مثل الشعب الكردي، الذي يتعرض دوماً إلى اضطهاد قومي مقيت،
على ايدي انظمة الدول التي تقتسم وطنه كردستان، ويحرم من ابسط حقوقه القومية والإنسانية، ويمارس ضده حرب إبادة جماعية، وبزج بالآلاف من شبابه في السجون والمعتقلات، واستشهد الكثير منهم على اعواد المشانق ، كم يتعرض لسياسات ومشاريع عنصرية ممنهجة استهدفت وجوده ومحو خصائصه القومية .
وفي سوريا تعرض الشعب السوري عموماً إلى الظلم والقهر على ايدي الانظمة الشمولية المتعاقبة ،
وخلال سنوات الثورة السورية ذاق ابناءه بمختلف فئاته ومكوناته القومية والاجتماعية مرارة الفظائع التي قلما شهد التاريخ لها مثيلا، سواء على ايدي قوات النظام او من قوى الارهاب والتطرف،
ولم يكن أبناء الشعب الكردي بمنأى عن ذلك، فقد تعرض إلى انتهاكات فظيعة، وإرهاب منظم من قبل داعش وغيرها من الفصائل الإرهابية، الذي ارتكب جرائم فظيعة بحق أبنائه، وخاصة من الاخوة الايزيديين ، كما يتعرض ابناءه في عفرين وسري كانييه ( راس العين ) وكري سبي ( تل ابيض) وريفيهما إلى انتهاكات وجرائم بشعة على أيدي بعض الفصائل والمجموعات المسلحة هناك،
ومورس بحقهم عمليات قتل وتهجير وسطو مسلح على ممتلكاتهم بالاضافة إلى توطين عائلات المسلحين واهالي مناطق اخرى من سوريا هناك بهدف إجراء تغيير ديمغرافي ، حتى لاقت هذه الاعمال استنكاراً وادانة من اوساط واسعة في العالم،
كما وثقت لجنة التحقيق الدولية تلك الانتهاكات ووصفت بعضها بجرائم ضد الانساية، وطالبت بانهائها وتقديم مرتكبيها الى العدالة .
ان المجلس الوطني الكردي وبهذه المناسبة يجدد ادانته لهذه الانتهاكات والجرائم التي ترتكب على مرأى من المجتمع الدولي والامم المتحدة والمنظمات المعنية بحقوق الانسان وعلى مرأى ومسمع من القوات التركية التي تدعمها، وتطالبهم بايقاف تلك الأعمال، ومحاسبة مرتكبيها وابعاد المجموعات المسلحة عن هذه المناطق ومساعدة الاهالي للعودة الامنة الى ديارهم،
وتسليم ادارتها إلى ابنائها برعاية دولية، وفي هذه المناسبة ايضا يجدد المجلس الوطني الكردي رفضه للممارسات والانتهاكات التي تقوم بها أجهزة امنية تابعة لادارة pyd بمسمياتها المختلفة من تضييق على الحريات السياسية، وخطف القاصرين واعتقال اصحاب الرأي، ومنهم معتقلوا ومختطفوا المجلس ويطالب بالافراج عنهم ، وطي ملف الاعتقال، والكف عن الانتهاكات بحق المدنيين و السياسيين الكرد.
كما يدعو المجلس، الامم المتحدة والمنظمات التابعة لها والمعنية بحقوق الانسان ، إلى العمل الجاد من أجل إيجاد حل سياسي للازمة القائمة في بلادنا وإلزام الدول الموقعة على البيان العالمي لحقوق الإنسان باحترام بنودها وميثاقها، كما ويناشد كل القوى الديمقراطية وقوى السلام والخير في العالم بتشديد النضال من أجل حماية حقوق الانسان وصون كرامته، وبناء مجتمع العدل والسلم والمساواة للبشرية على الأرض.
٩/١٢/٢٠٢٠
الامانة العامة
للمجلس الوطني الكوردي في سوريا
التعليقات مغلقة.