منطقة الشرق الأوسط والكورد … والقدرة على استغلال الفرص
عزالدين ملا
الفوضى والتدخلات من هنا وهناك التي تحدث على الساحة الشرق الأوسطية تدل على أن المنطقة تتجه نحو توجهات وتوازنات سياسية جديدة.
التدخلات التركية وتماديها في الدول الجوار، ومحاولة خلط الأوراق لتمرير مصالحها، وإيران التي تعمل عن طريق أذرعها لبث الفوضى والاضطرابات في الجوار وتحافظ على نفوذها عن طريق الإرهاب.
العراق وسوريا دولتان منهكتان مضطربتان لعدم قدرة السلطات الموجودة فيهما على فك نفسيهما عن إيران، ونتيجة الفساد المستشري في إدارة الدولتين.
الدولتان الكبيرتان أمريكا وروسيا تتنافسان على بسط نفوذهما عن طريق التناقضات الحالية في المنطقة، أمريكا تحاول عن طريق شعارها المزيف بالقضاء على الإرهاب ونشر الديمقراطية لشرعنة وجودها في المنطقة، أما روسيا فتتدخل عن طريق مساعدتها النظام السوري وأخذ شرعنة وجودها منها.
أما الشعوب المنطقة التي لا حول له ولا قوة فمحاصرة بين مطرقة النفوذ ومصالح الدول الكبرى وسندان الأنظمة الدموية الفاسدة.
الشعب الكوردي الذي يعيش ضمن هذا الفوضى، وحده الذي يمكن ان يتحدد له دور في المرحلة القادمة، ولكن إنْ تمَّ تحديد نظرته موقفه وهدفه الموحد، والحوار الكوردي الذي يجري بين المجلس الوطني الكوردي وأحزاب الوحدة الوطنية قد تتجه بهذا الاتجاه.
وعن كل هذه النقاط، وجهنا بعض الاسئلة والاستفسارات:
1- ما قراءتكم السياسية لبعض ما يجري في منطقة الشرق الأوسط؟
2- هل ما يجري له دلالات على انهيار كيانات وظهور كيانات جدي دة؟ ولماذا؟
3- هل للكورد دور في المستقبل في ما يجري؟ وكيف؟
4- كيف تقيمون المراحل التي مرّ به الحوار الكوردي؟ وماذا تطلبون منهم من أفكار ونقاط من أجل الارتقاء بالحوار الكوردي؟
منطقة الشرق الأوسط وكل الاحتمالات واردة في تغيير ملامح الكيانات القائمة
تحدث عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، محمد علي إبراهيم، بالقول: “تميزت منطقة الشرق الأوسط بموقعها الجغرافي الذي يتوسط القارات الثلاث، بموقع مهم اقتصاديا وامنيا وسياسيا وذات أهمية جيوسياسية استراتيجية نظرا لدور هذه المنطقة في حركة السياسة تأثرا وتأثيرا، هذا ما جعل السياسة للدول الكبرى نشطة اتجاهها، نظرا لكونها رهانا اساسيا بالنسبة لمستقبل تحقيقها لمصالحها وزيادة لقوتها وخاصة اليوم وفي ظل عودة التجاذبات التقليدية التي كانت في إطار الحرب الباردة، لكن بثوب جديد بعيدا عن الايديولوجيات وقريبا ان لم نقل ضمن عمق مصالح نقيض المعادلة بين الامريكان والروس، وضمن هذه المعادلة القديمة والتي تتجدد تلقي بظلالها وتجاذباتها على هذه المنطقة الغنية بثرواتها والمتعددة القوميات والاثنيات والمذاهب، جعلت منها ساحة للصراعات الدولية والاقليمية والتي تعرضت سابقا إلى التقسيم وإحداث دويلات ونصب على تلك الدول حكاما تابعين يقمعون شعوبهم بالحديد والنار، والتي طالت حكمهم عقود من الزمن وبعد التسعينات من القرن الماضي وبروز القطب الاقوى-الامريكان- طرح مشاريع عن الشرق الأوسط الجديد وبشكل جديد في ظاهره وعمليا يهدف الي إعادة فك وتركيب جديد للمنطقة يختلف عما كانت عليه”.
يعتقد إبراهيم: “ان العديد من دول المنطقة تتعرض لإنفكاكات وفق المكونات العرقية والمذهبية نتيجة ذهنيات حكام دول المنطقة وتوارثهم السلطوي جعلوا بلدانهم املاكا مطوبة بأسمائهم وعدم قبول مشاركة الآخرين في الحكم والسلطة، لذا نرى ان المنطقة مقبلة على تطورات وتغيرات في فك وتركيب الدول القائمة عاجلا ام أجلا، لأن حكام هذه الدول لم يعد باستطاعتهم قمع معارضيهم في عصر الإعلام السريع والتغطية عل جميع الممارسات وكشف ما هو أكثر سرية وإيصالها إلى المبتغى في الداخل والخارج، كل هذه العوامل الآنفة الذكر جعلت المنطقة عائمة على فوهة بركان وكل الاحتمالات واردة في تغيير ملامح الكيانات القائمة”.
يتابع إبراهيم: “الكورد من إحدى القوميات الكبرى في منطقة الشرق الأوسط والاولى في العالم بتعدادهم السكاني والمساحة الجغرافية التي يسكنونها ولازالوا يفتقدون كيان خاص بهم أسوة بغيرهم من الأمم والقوميات، تاريخيا تعرضت كوردستان لأكثر من تقسيم لغاية تجزئتها الحالية بأجزائها الأربعة، ولم تدّخر الأنظمة القابعة في سدة الحكم باستخدام جميع الممارسات المنافية لحقوق الإنسان حيال الشعب الكوردي في كل جزء بما فيه الجينوسايد ومحاولة صهر القومية الكوردية في بوتقة قومياتهم العربية الفارسية التركية، ولم تتردد في خلق تنظمات موالية لها من بين الكورد، للحد من تنامي الشعور القومي، والتي ساهمت الي خلق العقبات والعراقيل في توحيد الصف الكوردي وهذا ما يعانيه الكورد في أجزائه الأربعة لغاية هذا اليوم حيث وجود مشروع قومي ثابت حامل الراية القومية متمثلا بنهج الكوردايتي نهج البارزاني الخالد، والمشاريع الأخرى التى اتخذت من الشعارات الطنانة لتعبر القارات بعيد عن الجغرافيا الكوردية جنى منه الكورد الويلات والمصائب وخلق الحجج والذرائع الواهية من أجل عرقلة التقارب بين الكورد وتوحيد الموقف، ومن هنا نقول ان العبء الاكبر يقع على عاتق قيادة المشروع القومي ببذل المزيد من الجهود والتنازلات التي لا تعيق الثوابت القومية قد يساعد إلى التقارب بهم بدلا من ان يغردوا في اسراب أخرى”.
يختم إبراهيم: “عانت وتعاني الحركة الكوردية من التفكك والتشرذم وتوحيد الصف الكوردي والموقف حيال القضايا التي واجهته على الساحات الكوردستانية الأربعة، لم ينأى من تلك المعاناة الحركة الكوردية في سوريا والتي تعقدت اكثر منذ بداية الازمة السورية خلال التسع السنوات الأخيرة وبرزت على الساحة إطاران مختلفان pyd فيما بعد pynk والـ ENKS بالرغم من توقيع ثلاث اتفاقيات بين الطرفين وبرعاية الرئيس مسعود البارزاني الا انها لم تر النور، وبعد الكثير من التطورات والأحداث في كوردستان سوريا وبمبادرة من السيد مظلوم كوباني ودعم من الزعيم مسعود بارزاني ورئيس اقليم كوردستان السيد نيجيرفان بارزاني ورعاية أمريكية تم الدخول في حوار كوردي – كوردي واستبشر الكورد المخلصون جميعا خيرا بهذا الحوار الذي بنجاحه يوحد الموقف الكوردي، الحوار والمفاوضات قائمة ومستمرة. على الرغم من إنجاز الوثيقة السياسية والمرجعية الكوردية لايزال تعترض هذه الحوارات العديد من الصعوبات منها التجنيد القسري، وفرض مناهج للتعليم لا يعترف به سوى داخل الادارة، والكشف عن مصير المختطفين، والانفكاك عن قنديل، وموضوع الأمن ودخول لشكري روج،
والشراكة الحقيقية للمجلس في عموم مفاصل الإدارة، المماطلة والتأخير في إنجاز الحوار إلى مراحله النهائية استنفاذ للوقت وخاصة في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها سوريا عامة والوضع الكوردي بشكل خاص. لذا يجب الإسراع في الانجاز وكل تأخير او اطالة مدة الحوار والمفاوضات يخلق اليأس لدى الناس عدا التأويلات التي لا تخدم القضية”.
بعض التفاهمات الكوردية شكلت بارقة أمل قد تغير المعادلة الكوردية
تحدث المحامي- لزكين خلف، بالقول: “يتعين التنويه إلى أن الحديث عن السيناريوهات التي تهيئ للشرق الأوسط وفقا لرؤيتنا للأحداث الجارية فيه حاليا تقود بنا إلى الإشارة إلى الخطط الطويلة الأمد التي ترسمها القوى العالمية العظمى لهذا العالم الذي نعيش فيه تبعا لمصالحها الاستراتيجية، ولاسيما مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تم طرحه من قبل السيدة كونداليزا رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي ووزيرة الخارجية الأمريكية سابقا في بدايات هذه الألفية والذي يثبت أن كل ما يجري ضمن شرقنا من صراعات دولية وإقليمية ومحلية ما هي إلا جزء من هذا المشروع الذي يُراد تنفيذه بهذه الطريقة أو تلك تحقيقا للمصالح الأمريكية في المنطقة، بصفتها القوة العالمية العظمى الوحيدة التي تتحكم بهذا العالم مع الأخذ بعين الاعتبار في هذا السياق أيضا تحقيق نوع من الرضى السياسي والاقتصادي للدولة الروسية بصفتها وريثة للاتحاد السوفياتي السابق ولها دورها المميز على الصعيد الدولي وإن كان لا يمكن مقارنته بحجم وهيبة الدولة الأمريكية في هذا الشأن، وهذا ما كشفه كواليس اتفاق كيري لافروف سابقا وإن تم نفيه من الجهات الرسمية الأمريكية الروسية، وبناء عليه فإن المشهد العراقي السوري واليمني واللبناني والليبي وما ينتابه من فوضى خلاقة في خضم صراعات طائفية وأهلية وقومية وعرقية إلى درجة قسمت تلك الدول بحكم النفوذ والواقع وإن كان يتم رفضها قانونيا وإعلاميا ودستوريا، علاوة على أن التحركات التركية والإيرانية من خلال أذرعها في تلك الدول ودخول كل منها ضمن محاور متشابكة متناقضة بشكل مباشر وغير مباشر على صعيد المحورين الأمريكي والروسي، وتارة أخرى مندفعتين تحت ستار مطامعهما وأوهامهما المتجذرة تاريخياً النابعة من إرث الإمبراطوريتين العثمانية والفارسية حيث كانت لهما في يوم ما اليد الطولي. فـ السياسة العالمية لا يمكنها أن تحدث إلا بإرادة أمريكية روسية فتغدو كل هذه الأحداث مجرد طرق مؤدية إلى تحقيق مشروع أُعِدَّ مُسبقا للشرق الأوسط ومنذ أمد طويل بحيث لا تكون تحركات إيران وتركيا وميليشياتها وأذرعها في المنطقة.
يتابع خلف: “يبدو أن دائرة التنفيذ التي وضع فيها مشروع الشرق الأوسط الجديد للعمل على تنفيذ أحكامه وبنوده تترأسها مؤسسات تحمل نَفَسَاً طويلاً فيما يتعلق بتنفيذ الاستراتيجيات الموضوعة في كنفها ولها أدوات وطرق عديدة لتنفيذها، وأن المشروع بحد ذاته يتمتع بطابع المرونة في التنفيذ وللدائرة خيارات عديدة للوصول به إلى بر الأمان، وأنه قد أخذ بعين الاعتبار حين التنفيذ سائر الاحتمالات والطوارئ والعقبات التي قد تعترض سيره وكيفية مجابهتها وتذليلها وبالتالي ولكونه مشروعا كبيراً متعلقاً بمنطقة الشرق الأوسط بأسرها فإنه يستدل من ذلك أن الأمر قد يستغرق في تنفيذه وقتا وسنين طويلة، لابد وأن يدفعنا لأن نكون يقظين في أن لا نتوهم أن حصول أي اتفاق سلام يجرى هنا أوهناك سيكون بلسما وحلا جذريا لاستقرار المنطقة بل على النقيض من ذلك تماما فقد يكون الاتفاق جزءا من تلك الفوضى الخلاقة لتنفيذ جوانب ذلك المخطط، حيث يلاحظ في بعض دول الشرق الأوسط صدور قرارات وإبرام اتفاقات سلام عديدة يستشف منها بعد جرعة أمل أولية للشعب أنها لم تكن سوى كنوع من البروفين المعطاة لشخص بترت رجله من الغرغرينا ليخفف شيئا من آلامه وأوجاعه، ذلك أنه ما يلبث أن يلاحظ حصول انهيار ذلك الاتفاق أو حصول خروقات جسيمة.
يردف خلف: “حقيقة السياسات تبنى على المصالح ولا تبنى على العواطف والمبادئ الأخلاقية، والكورد شأنهم في ذلك شأن بقية مكونات منطقة الشرق الأوسط، ولكن يتعين الإشارة في هذا الشأن إلى حقيقة مفادها التمييز بين ما إذا كان الكورد في نظر الولايات المتحدة الأمريكية والروسية يعتبرون من العناصر الإيجابية ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد القائم على مسألة المصالح المتبادلة بحيث يتم تحقيق المصالح الاستراتيجية لتلك القوتين العظميين وفي الوجه المقابل يتوصل الكورد الى تحقيق بعض من أهدافهم وأحلامهم وحقوقهم المشروعة التي يحلمون بها دائما والتي كرستها العهود والمواثيق الدولية، أم أنهم يعتبرون في نظرهما عناصر سلبية مؤقتة لهم دور معين ينتهون بانتهاء ذلك الدور. وعليه وضمن هذا السياق على الكورد إن أرادوا أن يكون لهم موطئ قدم في خريطة الشرق الأوسط الجديد أن يبرهنوا لتلك الدولتين وضمن سياقات المصالح المتشابكة والمتناقضة لهما أحيانا كثيرة أن الكورد ممن يعتمدون عليهم من باب المصالح المتبادلة وهو ما يتعين أن تعمل عليه الديبلوماسية الكوردية وأن تسعى الى ترسيخ تلك الفكرة لدى الإدارتين الأمريكية والروسية وإلا فإن وضعهم لن يكون على ما يرام ضمن ساحة لا تعترف إلا بقوة المصالح”.
يختم خلف: “الشارع الكوردي يلاحظ بطئا شديدا في مسار الحوار الكوردي الكوردي، ناظراً إليه بعين التفاؤل والحذر في الوقت نفسه، ذلك أنه يتذكر جيدا مآلات الاتفاقات الكوردية السابقة وكيف أنها ذهبت أدراج الرياح، وعانى الكورد بنتيجة إخفاقاتها الكثير من التشتت والتفرقة، وإن كان الحوار الحالي يجري برعاية أمريكية ذلك أنهم يدركون أن المصالح الدولية تتغير بشكل مستدام، وأنه من الممكن أن تتخلى الولايات المتحدة الامريكية عن الكورد في أية لحظة لصالح مصالحها الاستراتيجية، وذلك حينما تفشل الديبلوماسية الكوردية لا سمح الله في إقناعها بأن مصالحها كامنة مع الكورد بالتوازي مع الحفاظ على الثوابت الكوردية العليا، ومع كل هذا فإن التفاهمات الكوردية الكوردية الحالية على بعض من النقاط الاستراتيجية ولا سيما المرجعية الكوردية العليا شكلت بارقة أمل لدى الكورد في أن القادم من الأيام والشهور قد تغير المعادلة الكوردية بشكل إيجابي لما فيه مصلحة تطلعات الشعب الكوردي، وفي هذا السياق حبذا لو أن الأطراف الكوردية قد أخذت مسألة الوقت بعين الاعتبار لأن الأحداث الدولية تتغير بشكل مستمر فما قد يصلح اليوم ضمن دهاليز السياسة الدولية الحالية قد لا يصلح غدا تبعا للمصالح الإقليمية والدولية وقد تتغير المحاور بين ليلة وضحاها تبعا لذلك، وعليه يقترح تشكيل لجان فنية خاصة بجميع نقاط الخلاف الجوهرية بين الطرفين ولاسيما لجان عسكرية وإدارية وتفرعاتها وأن تعمل جميعها جنبا الى جنب كسبا للوقت، ولعدم إطالة أمد الحوارات لأن التغيرات المحلية والإقليمية والدولية لا تحتمل مثل هذا البطء في الحوار البعيد عن المنطق السياسي، إضافة أنه كان من الممكن الاكتفاء بالتفاوض على المرجعية الكوردية العليا وأن توضع موضع التنفيذ مباشرة وأن تقوم هي بحل جميع النقاط الخلافية العالقة لا أن تترك تلك النقاط أيضا محلا للتفاوض السياسي طالما أنه وكما شيع إعلاميا عن تلك المرجعية أن لديها سلطة الحكم والفصل المطلقة في البت في جميع المسائل الاستراتيجية”.
المنطقة مقبلة على تطورات دراماتيكية
تحدث الأكاديمي- عبداللطيف موسى، بالقول: “لا يخفى على كل مُتتبع للشأن الدولي والصراع الإقليمي في المنطقة، بأن سياسة المصالح وصراع النفوذ قد باتت أكثر وضوحاً مما كانت عليها.
تلك السياسات التي تسللت إلى دول المنطقة عبر شعوبها من خلال ايديولوجيا على شكل أفكار، وتحت مسميات وعناوين مختلفة منها الديمقراطية والحرية وحق الشعوب في تقرير مصيرها حسب المعاهدات والاتفاقيات الدولية، هدفها الأول والأخير هو السيطرة على الشعوب عبر ايديولوجيات لتغذية وتمكين المصالح على حساب شعوب المنطقة. كان المشروع الإيراني الطائفي والتي تسللت إيران عبره ومكنت مصالحها تحت عباءة الطائفية ومساعدة النظام السوري وتمكين الهلال الشيعي، حيث هيأت جميع الوسائل لتنفيذ ذلك المشروع من استقدام للمليشيات واتباع كل وسائل القتل، والمشروع الروسي واعادة أحياء الإمبراطورية القيصرية وعدم فقدان آخر قلاع الروس في الشرق الأوسط. والمشروع الأمريكي في السيطرة على منابع الطاقة والتسلسل عبر محاربة الإرهاب. والمشروع التركي في إعادة السلطنة العثمانية فكان صراع المصالح على الأرض السورية، ودفع الشعب السوري الثمن من قتل وتشريد وهجرة، والمنحة الخطير الذي أخذته الصراع في العراق”.
يتابع موسى: “من الملاحظ لكل متتبع للأحداث في منطقة الشرق الأوسط عبر تسارع الأحداث بأن المنطقة في طور معقد من صراع للمصالح بين الدول الإقليمية، ومن خلال اتباع شتى الطرق والوسائل لتنفيذ تلك الاجندات. الصراع الإيراني الأمريكي بات جلياً من خلال حرب الوكالة. ذروة ذلك الصراع في سورية والعراق عبر استخدام إيران وتحريك اذرعها وميليشياتها في تهديد المصالح الأمريكية عبر قصف السفارة في العراق، بل عملت إيران على سلك كل الوسائل لهدم ملامح الدولة العراقية والسورية عبر نشر الفوضى واستغلال الفساد ودعمه. حيث أخذ ذلك الصراع منحة جديد من خلال قتل سليماني والتهديد بإغلاق السفارة في العراق والقصف الشبه اليومي على الميليشيات في سورية. وكما أن الصراع الروسي الأمريكي في المنطقة عبر استخدام الطرفين للأتراك واستغلالهم لتحقيق مصالحهم، بل زاد ذلك الصراع منحى آخر عبر التصادم الشبه اليومي للقوات والدوريات الروسية والامريكية في شرق الفرات، اذاً تطورات منطقة الشرق الاوسط مرتبط بالصراع المعقد على المصالح”.
يؤكد موسى: “أن المنطقة مقبلة على تطورات دراماتيكية، ولكن من الصعوبة التكهن بتلك المتغيرات لجملة عوامل، أهمها في ظل الاستراتيجية الأمريكية الغامضة والغير واضحة في المنطقة، وكذلك المنطقة شأنها شأن العالم في انتظار الانتخابات الرئاسة الأمريكية، كون الرئيس القادم وعلى ضوء نتائج الانتخابات تلك سيتم اعتماد الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، لكن جملة من الأمور تكمن في ماهية التعرف على الاستراتيجية الأمريكية في منطقة، اهمها تصريحات جميس جيفري في دعم المفاوضات الكوردية الكوردية في شرق الفرات، والتصريحات الروسية في نية أمريكية في دعم الكورد في إقامة شبه كيان في سورية، وكذلك التصريحات الأمريكية في بقاء طويل الأمد في المنطقة، وكذلك منحة الصراع الخطير بين إيران وامريكا في العراق والتهديد الأمريكي بغلق السفارة في العراق وضرب الميليشيات في العراق، والاتفاقيات (ترامب وأردوغان) المؤجلة حالياً حول المنطقة الآمنة والمطالبات التركية المتكررة بالوفاء بتلك الالتزامات الأمريكية الروسية، ولكن الصراع في المنطقة سيستمر والمنطقة مقبلة بالتأكيد على تغيرات هامة تحت مسمى مشروع الشرق الأوسط الجديد، بالمحصلة تبقى كل تلك الأمور مؤجلة لحين إنتهاء الانتخابات الرئاسة الأمريكية”.
يرى موسى: “سيكون للكورد دور كبير في التغيرات المتسارعة في المنطقة لجملة عوامل أهمها الإمتداد الجغرافي والتاريخي للكورد كونهم جزء من المنطقة كإمتداد جغرافي تلك الحقيقة التي لا يمكن لأحد نكرانها. وكذلك التصريحات الأمريكية في بقاء طويل الأمد في منطقة شرق الفرات، والرعاية المباشرة الأمريكية للمفاوضات الكوردية الكوردية. وكذلك دعم القوات الأمريكية عبر اتفاقيات استراتيجية لحكومة إقليم كوردستان وتعبير الكورد عن دعمهم الصريح لحكومة الكاظمي في إبعاد العراق عن الصراعات. وكذلك جميع محاولات الرئيس مسعود بارزاني في الدفاع عن الحقوق الكوردية في المحافل الدولية عبر شتى الوسائل الدبلوماسية والسياسية، والأهم من ذلك الدعم والرعاية المباشرة لحكومة اقليم كوردستان العراق للمفاوضات الكوردية الكوردية. يمكن القول بأن الكورد بحكم جملة العوامل التي تم ذكرها سيكون لهم دور كبير في التغيرات في المنطقة”.
يردف موسى: “أما بالنسبة للمفاوضات الكوردية الكوردية في سورية لا اخفي قلقي في شدة التعقيد في المشهد بكل جوانبه. المفاوضات الكوردية الكوردية لا سبيل لها ولا فرصة أمامها سوى الاتفاق والتوصل للنجاح لجملة عوامل أهمها كونها الفرصة الأخيرة للكورد في سورية، وثانيا الاستفادة من الرعاية والدعم المباشر الأمريكي ودعم كوردستان العراق للمفاوضات كون الرعاية الأمريكية والتدخل المباشر تختلف عن سابقتها. وكما أن شدة التعقيد في المنطقة التي لم تعد تحتمل تغيرات ومغامرات نحو المجهول. برأي الامريكان (كون شرق الفرات) تقع تحت منطقة نفوذهم ملتزمة بتفاهمات خفية مع الأتراك عبر تنفيذ ما يسمى المرحلة الثانية والثالثة من المنطقة الآمنة والتي تم تأجيل تنفيذ تلك التفاهات مع الأتراك لإعطاء بعض الوقت والفرصة الاخيرة لتلك المفاوضات عبر محاولات فك الارتباط بين قنديل وكورد سورية ولسد الذرائع والحجج أمام الأتراك، والأهم من كل ذلك كله أن مصير الكورد في المنطقة مرتبط بنجاح تلك المفاوضات بسبب الظروف الصعبة التي يعاني منها شعبنا من الهجرة والتغير الديمغرافي والفقر والظروف الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية الصعبة وفقدان التعليم وضياع الأجيال، وايضا دعم الرئيس مسعود بارزاني وجميع محاولاته في عودة بيشمركة روز لكوردستان سورية، إذا لا بديل عن نجاح المفاوضات الكوردية الكوردية”.
الخاتمة:
إذاً، المنطقة مُقبلة على تغيرات كبيرة قد تختفي حدود وتظهر حدود جديدة، وهنا النتيجة لمن يستغل الفرصة ويعرف كيف يلعب في المناورات السياسية.
الكورد لهم حظوظ أوفر في الخرائط الجديدة، فقط يتطلب تجميع القوى تحت مظلة واحدة وهدف واحد، ومعرفة اللعب في الحلبة السياسية.
التعليقات مغلقة.