الكاتبة والباحثة الكوردية : ” ليلى قمر ” ديريك
كان صباحاً جميلاً والعصافير في بلدتنا الوادعة تزقزق بألحانها الشجية ياأمل .. كان فعلا نهار وادع ياالأمل وقد خاب فينا الأمل وهيهات ان تبزغ فيناإشراقات شمس تكونين فيها الأمل .. عصافير تطايرن في الفضاء وصوتكيسبقك يااا .. هييييي اين انت يا أم مالك ؟ ربااه يا امل ؟ رائحة قهوتك تفوحبفضاءات الحي وانت تصرين علي ان اعوف مابين يدي ولازال صدى صوتكيطنطن في أذني ! هيا هيا خاتون ! سنشربها لقهوتي على عجالة ولن ارتويسواها بنكهة دلتك الملأى ! حيالة انت ام مالك ؟ تتقصدين ألا اعرفها طريقتكفي غليانها للدلة ؟ نعم أمل .. أتعلمين معنى أن تكوني أمل ؟ وانت كنت الأمل .. وكم من أمل أودعتيه املا وتلك البسمات زرعتيها ياالأمل على وجوه تلامذتككنت غصنا طرحت شتلات ورود وأمل لمستقبل ربما كنت في اعماقك ياالأملتأملينها .. أمل : تلك الروح الهائمة في فضاءات ديريك كنت والبسمة ديدنكربااه أمل ؟! ياالجسد وقد نال منه جهد النهار فيهرع لغفوة مبكرة تستسلملتراكمات احلام غزت مخيلتها ، ومن جديد كان مبكرا جدا ، نعم جدا ياالأملوقد طوقتك الأوجاع وأضحيت بلا أمل ! هو الامل يوهم احيانا ياصديقتي أملومع اوهامها تتوارد الأحلام وتوهم ابدا بعبق جميل موشح بكل الوان البهجةالزائفة وهي تدفع بك .. بنا .. بهم ياالجميلة ألما عشت وتشبثت حتى آخر شهقةلك بأمل الحياة ! ..
أمل : الصبية كنت والمعلمة كما العارفة بمحيطك ، نظراتك ياالجميلة كانت تشعلا لا تبث الأمل .. كنت تصرخين بصمت .. تعفين عن الكلام لساعات طوال .. صمتك بصخبك وضحكاتك ، بكاؤك لا لا والله وانت الصديقة أمل ! كنا ندركتماما ومن خلال ضجيج حروف صمتك : حجم الوجع ومدى الإستهجان لظلمالقدر و .. رباااه يا أمل ! لازلنا نلمح .. لا لا ابدا .. عيوننا كانت كعدساتتتلقط نظرات التحدي وصرخاتك في وجه الموت ترعبينه وبانسيابية توائميناوجاعك ياالجميلة وتخاطبيننا : لا ترتعبوا ، لا تخافوا منه ، والضجيج يعلوويعلو وكنت تدركين ياتوأم روحي بأنها الروح تعصف بالجسد وكصنوج لا لاهي كتصارع السيوف ، لاااا أمل الحزينة قبرة كنت تنشدين تراتيل رحيلكوصدى آهات الاوجاع وهي تتلاطم نخرا في قامتك الهيفاء جميلة كنت أمل .. هي تمرد للروح كانت .. اجل أمل ! هو تمرد للروح كنت تدركين ومع ذلك أصررتالغوص عميقا ..
نعم عميقا والآلام تعصف بجسدك ياالامل وفي صميمك أدركتمنذ زمن طويل بأنك اللا أمل عزيزتي وهنا كان خيارك : الغوص في غياهبالنسيان ، واخترت قرارك ؟ أجل هنا اتخذت القرار يا عروسة كنت قاب قوسينمن نهار مشرق تأملناه جميعا ، وهو الوجع من جديد وضجيج الروح وتقهقرخلايا الجسد والالم يتمدد وينتشر إذن فلتكن ؟ نعم أمل ؟ إذن فلتكن هي الثورةالصامتة .. نعم ثورة غير معلنة وروحك ببهائه الندي وكأني به من صخب أنينكالمقموع ينتج فقط صبره وينتظر ! لا لا ينظر بلا إبالية طعن القدر في جسدطفولي وليتحول الى وجع اخذ يتضخم ، حتى ضاقت بها أزقة الحي
واعتزلتالأطفال وهي تشاركهم صمتا لأن صخب الوجع كان دائما في ضجيجه أقوى ، أن تكوني فتاة بشجون مافارقتك للحظة وأضحيت كالطيور المكسرة أجنحتهاوتعشقين بالهوينى ركود اللحظات البليدة ، هكذا كنت وهكذا أصبحت أمل رغمأنك عشت حياتك كسراب وها أنت تفارقين الحياة وانت ازحتيها من مخيلتكوأضحت كسراب وهما عيناك يا أمل من وشيتا بك بشرودهما ، وتلك النظراتالغارقة في بعدها عميقا جدا ،
وهاهو جسدك المسجى وقد توشح بياضاوالإكليل يزين سطح قبرك .. أجل ياالعروسة أنت ! رحلت وها أنت تغوصينبعيدا ، عميقا ، أجل امل انت الهائمة كنت في غفوة خلتيها إلى أن انقشع فيمخيلتك ذلك الشبح وينكشف فيك وعليك سراب الحياة ، والروح هامت فيكوتاهت في برزخ مجهول وها أنت في دار الحق ومن خلفك تحوطنا ذكرياتتضج بأماكنها ولكن ! هي حسرتنا أمل وقد تاهت فيها حضورك .. أمل : هوبلسم الروح وهفيفه وسيأبى أن يتقبل الفراغ ! وهاهما عيناك الشاردتان بعيداعزيزتي والأبيض كوشاح أزلي يغطي الجسد النض وذلك الإكليل الشفاااافأمل عروسة أنت ويحنا عزيزتي ياالفرس أين فارسك كان ؟ أخاطف الروح هوأضحى بدل ان يزيح الإكليل عن بهاء وجهك فيفرشها على قبرك فتاتي .. أختيأبكيك بكل جوارحي وأضوج في فضاءات امكنتنا .. امكنتك ، وانت العروسالراحلة فلترقد روحك في ثنايا المجهول نخاله الأجمل .. ولتفعم فينا روحك تعطرذكرياتنا وتصارع فراغا أزليا خلفتيه .. هو الفراق ياعزيزتي إذن ؟ ترحال أزليأيضا ولكن عمره الفراغ ما ولن يستطيع ازاحة صدى صوتك ، همساتك ، بسماتك
واناملك التي زرعت الجمال في كل شيء ، نعم امل ! أتتذكرين كيفكنت بروعة روحك تجعلين الخريف ربيعا يزهر ؟ والاوراق الصفر تعاود القهقرىيانعة خضراء الى اغصانها ؟ أعلم حبيبتي ؟ أجل نعلم وأتذكر مثلك مدنناالجميلة وقد تحطمت فيها التماثيل وكجليد ذابت واختفت ، وها أنت ياالفاتنة وقدرحلت ! أجل هي رحلة عزيزة مؤلمة لنا وستتأزل .. هي رحلة أبدية عزيزتيوالخوض في غمارها ليس عبثا عزيزتي .. سفر لانهائي وزمن غير مرئي وهيالصدمة عزيزتي صديقتي وانا أتأمل النعش وقد سجي عليها جسدك وآلامالفقد قد خيم على المكان .. هي مملكة الموتى بسكانها الطيبين من يستعدونلتلقف جسدك الطاهر بعد أن أسدلت ستائر صالة الأفراح وأغلقت ابوابها ! فعن أي منطق غبي سنتحدث من بعدك ؟ وعن القهوة والركوة وجدل فوح رائحتهاوغليانها من وماذا سنقول ؟ وعن أية رحيل نثرثر نحن الباقين وهما ؟ فهاهوالحبق والياسمين وأريج روحك المنهكة كانت تثور ضاجة في المكان .. والحزنبات ديدنه كالسؤدد يتصدر سدرة المنتهى ويعانق متشبثا بأمل البقاء ! لكنهاعزيزتي ! اجل عزيزتي : ما أروع الصفاء وهو يعتلي عرش الأمنيات .. والأمليا أمل كم استدام في جوانبه خيلاء السراب ..
أنت السابقة وهانحن ننتظر وندعو لروحك السلام
التعليقات مغلقة.