في الخامس والعشرين أيلول من كل عام، هو اليوم الذي وقع الشعب الكوردي في إقليم كوردستان بإرادة وعزيمة ملؤها عنفوان حلم الاستقلال على مصيرهم، فالمشاعر والعواطف الكوردية في أقصاها حيث الابتهاج بهذا اليوم الكبير.
يعتبر يوم الاستفتاء يوما فريداً وعظيما، لم يشعر الكورد بحريتهم وقوتهم كما شعروا بها في هذا اليوم، رغم أن نتيجة الاستفتاء بقي وثيقة على الورق ولكن عشق الكورد لكرامته وعزته يشعر في هذا اليوم وكأنه صاحب دولة ذات سيادة. جاء هذا اليوم تعبيرا لنضالات شعبنا الكوردي ضد الظلم والقهر والحرمان من قبل الحكومات المستبدة والديكتاتورية.
ارتبط يوم الخامس والعشرون من أيلول ب شخصية الزعيم مسعود بارزاني، الذي عهد ووفى رغم معرفته بصعوبة قرار الاستفتاء، فكان إيمانه في عدم خذلان الشعب الكوردي لقراره، فكانت نتيجة الاستفتاء صاعقة ضربت مضاجع وعروش الخونة والأعداء، فكان الغضب والغليان الذي أخرجهم من الحلم والحكمة، فعمدوا إلى مؤامرة خسيسة بضرب نواة الكوردايتي، سيّروا ميليشياتهم من جميع الجهات مع كامل عتادهم وعددهم وبمؤازرة عملائهم ممن يعتبرون أنفسهم كورد، فالدم الكوردي الشريف منه براء، وكان مخططهم الوصول إلى هولير وضرب قلعة الكوردايتي، ولكن هيهات أن تنكسر هذه القلعة ما دام الحارس الأمين والحكيم يحرسها بكل ما أوتيَّ من عزيمته وحكمته، تمّ فشل هذه المؤامرة الخبيثة بالذكاء والفطنة المشهودة لروح الكورديتي الزعيم مسعود بارزاني.
راهن الأعداء على انهيار هذه القلعة، لكن وبعد مرور ثلاث سنوات، الإقليم إزداد قوة وعظمة بهمة زعيم المشروع القومي الكوردي مسعود بارزاني ورجالات حكومة إقليم كوردستان، الذين أثبتوا بجدارة أنهم أصحاب حق وعزّة من خلال الإنجازات الكبيرة والعظيمة التي قامت وتقوم في الإقليم، اليوم نشهد كوردستان في أوج تطوره وازدهاره، والحكومة الحالية بقيادة الرئيس مسرور بارزاني تقفز خطوات نوعية وعملية كبيرة في جميع المجالات، وأضحى الإقليم من أكثر المناطق في الشرق الأوسط تطورا اقتصاديا وعمرانيا.
أما سياسيا، فالإقليم فرض نفسه في المعادلات السياسية والدبلوماسية دوليا وإقليميا ومحليا، يشهد له الجميع، كافة المسؤولين في العالم يحط رحالهم في هولير عاصمة الإقليم هولير في حال تعلق الأمر بالسياسات منطقة الشرق الأوسط، وأي رسم لسياسة داخلية عراقية أو إقليمية شرق أوسطية أو دولية يكون للإقليم بصمة واضحة وقوية فيها.
وقد زاد من رونق الإقليم وعطره هم الشباب المفعمون بالطاقة والعنفوان ونشاط الجيل الجديد من الرئيس نيجيرفان بارزاني والرئيس مسرور بارزاني، اللذين حملا كافة صفات البارزانية من الحكمة والإخلاص والتضحية من أجل الإرتقاء بالشعب الكوردي بالاضافة إلى همة ونشاط الشباب الذي أعطى الإقليم وجها حضاريا رائعا وثقلا في الموازين القوى السياسية العالمية.
تبقى نتيجة الاستفتاء حافزة ودفعا لفعل كل ما هو مستحيل، وبفضل صاحب المشروع القومي الكوردي الزعيم مسعود بارزاني سيبقى الاستفتاء البرعم التي يزهر ويتجدد إلى أن يتحقق الحلم الكوردي بدولة مستقلة.
(هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها فقط ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع )
التعليقات مغلقة.