التحركات السريعة التي تحصل خلال هذه الفترة من قبل الدول الكبرى والإقليمية لها دلالات كثيرة، في وقت يسير الحوار الكوردي بوتيرة جيدة بين المجلس الوطني الكوردي وأحزاب الوحدة الوطنية.
-التحركات جميعها ضد الحوارات الكوردية من خلال التصريحات غير اللائقة من قبل بعض مسؤولي الإئتلاف، وما صدر من قرار بمنع ممثل المجلس الوطني حضور اجتماعات هيئة التفاوض، إضافة إلى ما حصل في موسكو من تفاهم بين مجلس سوريا ديمقراطية وحزب الارداة الشعبية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى ما يحصل على الأرض من ترتيبات عسكرية روسية وانشاء نقاط وزيادة تمركزها في المناطق الكوردية، إضافة إلى اجتماعات لها مع تركية والنظام السوري والتي قد تدخل في الضغط والمقايضة مع أمريكا.
-زيارة جيمس جيفري المفاجئة إلى كوردستان سوريا واجتماعه مع الطرفين المتحاورين في وقت هناك موفد أمريكي يشرف على الحوارات الكوردية، إضافة إلى إعلان الأطراف الكوردية المتحاورة عن الاتفاق على بعض النقاط.
1-ما تحليلكم لما يجري الآن على الساحة السورية عامة والكوردية خاصة؟
2-هل مجيء جيمس جيفري المفاجئة لها دلالات معينة؟ أم هناك شيء ما في جعبته يريد تمريره؟
3-المراحل التي وصلت إليها الحوارات الكوردية، كيف تنظرون إليها ولماذا؟
4-ماهي توقعاتكم للمرحلة القادمة بخصوص الحوار الكوردي والحل السوري؟
وثيقة الإتفاق الكوردي سيتم انجازه والإختبار الأصعب يكمن في تطبيق الإتفاقية على الارض
تحدث عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا ورئيس المجالس المحلية في المجلس الوطني الكوردي، محسن طاهر، بالقول: «ما يجري على الساحتين السورية والكوردية هو صراع المصالح بين القوى الاقليمية الدولية الكبرى ومحاولة كل طرف الاستحواذ على النصيب الأكبر من الكعكة السورية, مما أبقت المسألة دون حلول سريعة وناجعة رغم القرارين غير الملزمين (2118، 2254) الصادرين من المجلس الأمن الدولي, لذا حل المعضلة مرهون بجدلية العلاقات الشائكة بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا الإتحادية وإمتداداتها الإقليمية والدولية ومدى قابلية التفاهم والتوافق حيال حل المسألة وفق مقاربات كل طرف للحل, أعتقد المسألة ستطول ما تصل القوى الكبرى لإيجاد قاسم مشترك يحفظ لها الحدّ الأدنى من مصالحها الوطنية وإنْ جاءت مخالفة لمصلحة السوريين».
يعتقد طاهر: «أن زيارة السيد جيمس جيفري للمنطقة لها أبعاد سياسية هامة تضمنت رسائل تطمين للأطراف المحلية والإقليمية والدولية والتقليل من حدّة التوتر والمخاوف لدى الجميع منها دعوة طرفي الحوار الكوردي الكوردي الاستعجال في استمرار الحوارات وصولاً لتوقيع اتفاق شامل قبيل الانتخابات الأمريكية مقابل ضمان حقوق الكورد في سوريا المستقبل والتأكيد للسلطات التركية على ضمان أمن وسلامة حدودها الجنوبية المتاخمة للمنطقة الكوردية شرقي الفرات وأن أي محاولة للاستحواذ على مناطق جديدة في شرقي الفرات من قبل الأتراك تعتبر مغامرة غير محسوبة النتائج تحت طائلة الرفض التام والعقوبات القاسية».
يضيف طاهر: «أن الحوارات الكوردية الكوردية لا تتجاوز سير السلاحف في التقدم ويبدو بأن المتحاورين غير مستعجلين من أمرهم، فالمماطلة والحجج الواهية أمست ديدنهم, وهدر الفائض من الوقت في مسائل ثانوية وشكلية أحد ابرز إخفاقات الوفدين، فهم لا يقرؤون الظروف الذاتية والموضوعية الراهنة بشكل جيد والكل يسعى للحصول على الكل وفق (النظرية الصفرية) في المفاوضات الجارية وهي أحد اسوأ اشكال فن التفاوض وأقلها نجاحاً في النزاعات البينية بالرغم من كل ذلك هناك تقدم ملموس في الحوار لكنه غير متناسب مع الوقت المستغرق لما تم التفاهم حولها، منها الرؤية السياسية والمرجعية ولكن هناك ملفات أخرى تنتظر التفاهمات حيالها منها الادارة والمسائل الأمنية والعسكرية وعودة بيشمركة روج».
يختم طاهر: «أن الحوار الكوردي الكوردي سيتم انجازه والتوقيع على وثيقة الإتفاق قبيل نهاية هذا العام ولكن الإختبار الأصعب يكمن في تطبيق الإتفاقية على الارض, بكل الأحوال التنصل من تنفيذ الإتفاقية وعدم ترجمتها فعليا هو إنتحار للذات واستخفاف بدماء الشهداء وتغليب للمصالح الشخصية والحزبوية الضيقة على المصلحة القومية والوطنية الكوردية, حل المسألة السورية مرهون بجدية الأطراف الدولية الفاعلة في الشأن السوري والأجواء الراهنة لا تشي بقرب الوصول إلى حلها سريعاً هناك مصالح وقضايا شاكة ومركبة في الشرق الأوسط، أكاد أجزم بأنها مرتبطة جدلياً مع بعضها بعضاً وتحتاج للمزيد من الوقت والجهد لدى القوى الكبرى للتفاهم حولها تبعاً لمصالحها الوطنية انطلاقاً منه وعلى عكس بعض المحللين أجد أن حل المسألة السورية ستطول».
القضية الكوردية قضية جوهرية في سوريا ولابد من إيجاد حلول دستورية ودائمة لها
تحدث عضو هيئة التفاوض، حواس عكيد، بالقول: «كان هناك تصريحان مهمان احدهم لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والآخر لمبعوث الولايات المتحدة الامريكية الى سوريا جيمس جفري، تمحور التصريحان حول نفس الموضوع ألا وهو انتهاء مرحلة الحسم العسكري في سوريا وعدم جدوى انهاء الصراع عسكريا، وبالتالي اصبح الوضع على الأرض في سوريا عبارة عن مناطق نفوذ تتوزع فيها نقاط سيطرة مختلف الدول ذات التأثير في سوريا، وهذه المناطق اصبحت واضحة المعالم لكل متتبع للوضع السوري، للتأكيد على ان هناك حل وحيد للقضية السورية وهو الحل السياسي المستند على قرارات الشرعية الدولية. فالسياسة الأمريكية وكذلك الروسية تتجه بنفس الاتجاه، وبالطبع هناك اختلاف وخلاف في وجهات النظر بين الطرفين حول العديد من القضايا.
بخصوص الوضع الكوردي فهو جزء من الوضع السوري العام وكذلك الحوار الكوردي الكوردي يؤثر ويتأتر بما يجري في سوريا بشكل عام، وفي الآونة الأخيرة هناك دفع لتمهيد الطريق لإتفاق القوى الكوردية الرئيسية ومشاركة الأطراف الكوردية الأخرى للوصول الى المرجعية الكوردية التي تم الإعلان عنها، وهناك اهتمام دولي بالحوارات الجارية بين الأطراف الكوردية، فالقضية الكوردية قضية جوهرية في سوريا ولابد من إيجاد حلول دستورية ودائمة لها، لأجل انصاف شعبٍ يمثل القومية الثانية في البلاد بالنسبة لعدد السكان».
يتابع عكيد: «بلا شك زيارة المبعوث الأمريكي إلى سوريا السيد جيمس جيفري لم تكن مفاجئة فالأمريكان موجودون على الأرض ولهم سفير وممثلية دبلوماسية وعسكرية، وهناك إشراف واضح للقوى الأمريكية على الارض، لذلك فزيارات البعثات الدبلوماسية والعسكرية الأمريكية لهذه المنطقة باتت من الأمور الإعتيادية ويمكن ان يتم تكرارها بشكل دائم، ولكن في هذا التوقيت كانت لهذه الزيارة رسائل ومعاني عديدة ومن أهمها دعم الحوار الكوردي الكوردي والتأكيد على عدم وجود أي حسم عسكري لأي طرف كان والحل السياسي هو المطروح والمطلوب من كل الأطراف المؤثرة في الوضع السوري، بالإضافة الى التأكيد على ضمان عدم عودة المنظمات الإرهابية ودعم الاستقرار في هذه المنطقة لتكون نقطة إرتكاز للدفع بالعملية السياسية في عموم سوريا».
يضيف عكيد: «لا شك ان ما تم الوصول اليه حتى الآن جيد ومحل إرتياح لكل الحريصين على عودة الأمن والإستقرار إلى المنطقة، ولكن هناك العديد من الملفات التي لا زالت قيد البحث والمناقشة والتي ستكون نقاطا اساسية في جدول عمل الوفود المتحاورة ونأمل أن نصل الى إتفاقات وتوافقات مشتركة بما يخدم مصلحة الشعب الكوردي في سوريا وينعكس إيجابا على كل المنطقة ويضمن المشاركة الحقيقية لجميع الأطراف والمكونات للدفع بالوضع السوري نحو إنهاء الصراع بما يحقق طموحات الشعب السوري عموما».
يختم عكيد: «كما قلنا سابقا ان هناك العديد من النقاط التي تم ترحيلها الى الجولات القادمة من الحوار بين الوفدين المتحاورين والتي نتمنى ان يتم الإتفاق حولها وان تنجح المساعي الأمريكية وتثمر اتفاقا متينا يمكن البناء عليه ليكون بداية للحل في سوريا، ولكن حتى الآن ليس هناك أي جدية لدى النظام بخصوص الدفع بالعملية السياسية إلى الأمام وربما نلاحظ بعض التغيرات في المشهد السياسي السوري وترتيب الصفوف وتغيير التوازنات للدفع باتجاه العملية السياسية بدعم ومساندة من المجتمع الدولي».
الحوار الكوردي لاقى اهتماما وقبولا واسعا من قبل الأطراف المؤثرة في الساحة السورية
تحدث عضو اللجنة السياسية في حزب يكيتي الكوردستاني- سوريا، مجدل دلي، بالقول: «عمليا سوريا دخلت في مراحل عدة منذ بدء الاحتجاجات في عام ٢٠١١، من مرحلة التظاهرات والاحتجاجات السلمية وما رافقها من عنف غير مبرر من قبل السلطة إلى عسكرة الثورة والتي أضاع الجميع فيها بوصلتهم بأهداف الثورة الحقيقية فلم يعد يميز السوريين بين عنف النظام وعنف الفصائل المسلحة التي ارتهنت بأغلبها للخارج وبدأ يطال هذا العنف الشارع المسالم من قبل الطرفين السلطة والمعارضة، وبمرور سنين من العنف على طول الجغرافية السورية وعرضها وما رافقها من مآسي طالت المدنيين العزل، يبدو إن الظروف تتجه إلى النضوج من حيث اتفاق الأطراف الفاعلة في الساحة السورية إلى الضغط على الطرفين بقبول التوجه إلى جنيف والحوار على أساس القرار الدولي ٢٢٥٤ بعد فقدان النظام سيطرتها على مدن وبلدات كثيرة لصالح الأطراف التي تدخلت في المشكلة السورية وإن كان باسم المعارضة. ولم تكن مناطقنا بمنأى عما يجري في سوريا، إذ عانى الشعب الكوردي في سوريا نصيبه من هذه الفوضى، بعد تسع سنوات من الحرب وخسارة عفرين وكري سبي وسري كانييه بالإضافة إلى هجرة ونزوح مئات الآلاف من الشعب الكوردي يبدو إن الكورد استوعبوا الدرس بشكل مقبول ويتجلى ذلك في توجه الطرفين الرئيسيين المجلس الوطني الكوردي وأحزاب الوحدة الوطنية أكبرها حزب الاتحاد الديمقراطي إلى لغة الحوار بعد هيمنة طرف واحد لسنين خلت على كل مقدرات ومفاصل جغرافية كوردستان سوريا وتهميش دور الأغلبية المتمثلة بالمجلس الوطني الكوردي ومؤيديه من الشارع الكوردي».
يتابع دلي: «أن الحوار الكوردي الداخلي لاقى اهتماما وقبولا واسعا من قبل الأطراف المؤثرة في الساحة السورية، وبما أن أمريكا هي التي دعت إلى الحوار وفيما بعد أعلنت رعايتها وضمانها لنجاح الاتفاق على الأرض في حال توصل الفريقين إلى الاتفاق النهائي، وكانت وزارة الخارجية الأمريكية مُتابِعة لحظة بلحظة لسير عملية الحوار ومشجعة لها منذ بدايتها ومذللة لكثير من العقبات التي اعترضت سير هذا التفاوض، وتأتي زيارة السيد جيمس جيفري في هذه المرحلة ليجدد الدعم الأمريكي لحلفائه على الأرض واقصد هنا شرق الفرات والمتمثلة بالقوى الكوردية التي اثبتت جديتها في محاربة تنظيم داعش الإرهابي ووضع نهاية لدولته المزعومة».
يعتقد دلي: «أن هذه الزيارة تأتي في سياق اشتداد حملة الانتخابات الأمريكية والإظهار لحلفائها تأييدهم وأنهم باقون في المنطقة بعكس ما يروج له الإعلام في بعض الأحيان، وتوج زيارته للمنطقة بلقاء مع جناب الرئيس مسعود بارزاني وكذلك جناب رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني ورئيس الحكومة السيد مسرور بارزاني وهذا يزيد من اطمئنان شعوب المنطقة أكثر، لِما لإقليم كوردستان من دور وتأثير بارز على الساحتين الدولية والإقليمية وإنه لا يمكن أن يكون النجاح حليف الحوار الكوردي الداخلي بدون تأييد ودعم إقليم كوردستان».
يضيف دلي: «أن المجلس الوطني الكوردي لم يُخف يوما منذ إنطلاق الحوار الكوردي- الكوردي برعاية أمريكية وحتى الآن تخوفه من أن يلاقي الإتفاق الجديد إن تم نفس مصير سابقاتها من الإتفاقيات التي عُقِدت مع pyd، أقصد هنا إتفاقيات هولير١، هولير ٢ ودهوك، جميعها تمت برعاية كريمة من جناب الرئيس مسعود بارزاني والتي توجت آخرها بتحرير كوباني على يد بيشمركة كوردستان التي عبرت حدود ثلاث دول في ظل العلم الكوردستاني ( آلا رنكين ) في مشهد قل نظيره.
لكن الحوار الكوردي الداخلي الجاري الآن ربما اكتسب خصوصية بعد أن توصل pyd حسب رأيِّنا كمجلس وطني كوردي إنه يستحيل بمفرده قيادة المنطقة وخاصة بعد خسارة عفرين وسري كانية وكري سبي في ظل استفرادهم بقرار السلم والحرب والتي أثبتت عدم جدواها في ظل هذه الخسارة الكبيرة وعدم قبولهم في المحافل الدولية سياسيا، وكذلك تأتي أهمية هذا الحوار إلى وجود قوة عظمى كراعية لهذا الإتفاق إن تم.
كان الاتفاق على رؤية سياسية شاملة ومقبولة أول ثمار هذا الحوار ويجري الآن الحوار والتفاهم حول مسائل عدة وتم الإنتهاء من بعضها مثل المرجعية الكوردية العليا والتقدم بخطوات كبيرة في مسألة الشراكة الإدارية وسيتم لاحقا النقاش والتفاهم حول الأمور العسكرية والأمن ولكن لا نخفي على جمهورنا إنه هناك ثوابت لا يمكننا التخلي عنها، هذه الأمور لازالت عالقة إلى الآن كمسألة فك الارتباط مع ب ك ك وكذلك مسألة المفقودين والتجنيد الإجباري وأمور أخرى. نؤكد كمجلس وطني كوردي إننا جادون في التوصل إلى إتفاق شامل ينهي معاناة شعبنا وننطلق نحو بناء مناطقنا بالشراكة مع جميع مكونات المنطقة دون إقصاء أي أحد ونسير بخطوات ثابتة نحو تحقيق هذا الهدف».
يختم دلي: «أثبتت جميع الأحداث عبر التاريخ إنه لابد أن تصمت لغة الحرب والمدافع يوما ما ليفسح المجال أمام الحوار ولغة العقل لوضع نهاية لمآسي الشعوب التي عانت الحروب سواء أكانت داخلية أو حروب مفروضة عليها من الخارج، وينطبق هذا على الشأن السوري، إذ تسير الأمور وبضغط دولي نحو إيجاد حل سلمي عبر قرار الدولي ٢٢٥٤ ووضع دستور عصري جديد يتناسب مع المرحلة المقبلة يتضمن الإعتراف بحقوق شعبنا الكوردي القومية دستوريا ومشاركة حقيقية في إدارة وطننا دون تمييز عرقي أو ديني وبناء مجتمع سوري يليق بأبنائه بعد هذه المعاناة الطويلة والمريرة».
وحدة الموقف الكوردي مهمة جداً في هذه المرحلة للتعامل مع كافة المستجدات
تحدث السياسي، أكرم حسين، بالقول: «تَعْكُس حالة الثباتْ التي تشهدها الساحة السياسية السورية، انسدادْ أُفقْ أي حل أو تسوية للأزمة السورية المتفاقمة منذُ أكثر من تسعِ سنوات، نتيجةَ عدم نضج أية حلول، تتوافق مع مصالح القوى الفاعلة والمتحكمة بالساحة السورية، فالحل لم يعد بيد السوريين، وباستثناءْ ما يجري من اجتماعات للجنة الدستورية، وهي باعتقادي ليست أكثر من طبخة بحص، فان هناك الكثير من الأحداث السياسية التي تتفاعل في المتوسط وليبيا وبحر الصين تسترعي الإنتباه من القوى الكبرى وتتطلب بعض الإنفراج لأن سياسة عدم التصعيد وإدارة الأزمة هي ما يسم السياسة الأمريكية الى ما بعد الانتخابات الامريكية، فأي تصعيد أو حرب في المنطقة والعالم قد يحرج الرئيس الأمريكي ويؤدي إلى خسارته في الإنتخابات الرئاسية القادمة، وبإختصار شديد يمكن التأكيد على ان المنطقة تمر بمرحلة تحولات كبرى على الصعيد الجيواستراتيجي وتغير موازيين القوى فيها، حيث شهدت تنامياً في النفوذ الإيراني والتركي وتزايداً في نفوذ حزب الله وبروز تيارات متطرفة مع تراجع للدور الذي كانت تلعبه بعض الدول كالسعودية ومصر وسوريا والعراق، اضافة الى تراجع تركيا مؤخراً عن استخدام لغة التصعيد والتهديد في المتوسط وليبيا من خلال سحب السفن والدعوة الى الحوار، كل ذلك ترافق مع استخدام الولايات المتحدة الأمريكية سياسات القوة الصلبة والعقوبات لتحقيق أهدافها في المنطقة والعالم».
يتابع حسين: «من الواضح ان مسار اللجنة الدستورية في جنيف لم ينضج بعد ولن ينضج بالتصريحات ولا بمحاولات غير بيدرسن تلطيف الأجواء، بل بالتوافق الامريكي– الروسي والضغط الحقيقي على السلطة للقبول بفكرة الإنتقال السياسي وتطبيق القرارات الأممية. تؤكد الولايات المتحدة الأمريكية على أنها تسعى لحل سياسي للأزمة السورية عبر تطبيق القرارات الدولية ذات الشأن، عبر مسار جنيف بين النظام السوري والمعارضة، وفي هذا الإتجاه تأتي العقوبات الإقتصادية وحل الخلافات القائمة في هيئة التفاوض السورية وتوحيد صفوف المعارضة، ولأنَّ القوى السياسية الكوردية هي جزء اساسي من هذه المعارضة فهي تدفع للوصول الى اتفاق كوردي بين المجلس الوطني الكوردي وأحزاب الوحدة الوطنية كي تعزز من دور المعارضة وتصون وحدتها وتحافظ على الاستقرار في مناطق تواجدها في شرق الفرات وتمنع التمدد الإيراني».
لا يعتقد حسين: «ان في جعبة جميس جيفري شيء جديد أراد تمريره بل جاءت الزيارة في إطار التأكيد على السياسة الأمريكية، ودعم الولايات المتحدة للمفاوضات الكوردية في إطار مساعي الحلّ السياسي العام في سوريا، مع استمرار الشراكة الاستراتيجية مع قسد، وقد تكون الإتفاقية التي وقعت بين مسد وحزب الإرادة الشعبية جزءاً من أهداف هذه الزيارة».
يؤكد حسين: «ان عملية المفاوضات الكوردية – الكوردية تشهد بطأً وصعوبةً كبيرة في ظل التعقيدات والترحيل المستمر لعدد من القضايا الخلافية بين الطرفين بعد كل هذه المدة، لجولات تفاوضية قادمة، كالمطالبة بوقف عمليات التجنيد الإجباري للشباب وتجنيد الأطفال، والكشف عن مصير معتقلي المجلس والمغيبين وتحييد العملية التربوية، وكذلك تغيير هيكلية وبنية الإدارة الذاتية عبر المرور بمرحلة إنتقالية تضمن مشاركة جميع المكونات في الإدارة وعودة (بيشمركة روج ) وكيفية انتشارها في المنطقة، وفك الإرتباط بين حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكوردستاني، رغم ان وحدة الموقف الكوردي مهمة جداً في هذه المرحلة للتعامل مع كل المستجدات وعلى كافة الأصعدة».
يضيف حسين: «لن يكون هناك تصعيد غير متوقع على الأرض الى حين قدوم الرئيس الأمريكي الجديد وخاصة ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعلن عن إنتهاء العمليات العسكرية القتالية في سوريا باستثناء منطقتين ساخنتين في اشارة الى إدلب وشرق الفرات فالحل في سوريا لا بد أن ينال موافقة الأطراف الضامنة في سوريا، روسيا وواشنطن- إسرائيل وتركيا وإيران».
يختم حسين: «في ظل الأوضاع الراهنة فإما ان تقر وتقبل جميع الأطراف المتحكمة بالوضع السوري بمناطق النفوذ والسيطرة الحالية وبالتالي بقاء الوضع على ما عليه لسنوات طويلة او ان روسيا ستقوم بالضغط على النظام للقبول بإنتقال سياسي بموجب قرار مجلس الأمن 2254 وهو ما يعني عودة الأمن والاستقرار وإعادة الأعمار والحفاظ على وحدة سوريا وخروج القوات الاجنبية من أراضيها.
وإلى ان يحصل هذا التوافق ستستمر مناطق النفوذ والسيطرة الحالية وسيعاني الشعب السوري المزيد من المعاناة والضغوط الإقتصادية والمعيشية وستزداد رقعة الفقر والجوع لتشمل كل السوريين، اما عن الحوار الكوردي فأن واشنطن ستحاول أن تسرع من وتيرته وتحقق مصالحة كوردية-كوردية، للضغط على روسيا والنظام واستخدامه في تسهيل عملية الحل السياسي في سوريا».
الخاتمة:
إذاً، كل ما يجري على الأرض السورية لا يخرج من صراع على النفوذ بين أمريكا وروسيا ، الكورد جزء من هذا الصراع ، يحاول كل طرف سحبهم بإتجاهه ، ثقل الكورد يُرجح الكفَّة لصالح الطرف وقوفهم معهم .
القضية الكوردية خرج من نطاقه الضيق نحو الفسحة الواسعة ، وما على الكورد سوى لملمة شتاتهم تحت مظلة واحدة ، والخروج بموقف واحد وهدف واحد ، و معرفة كيفية ربط مصالح الدول الكبرى مع مصلحة الكورد وتمرير .
التعليقات مغلقة.