بهجت شيخو : المفاوضات جاءت في وقت متأخر، وتمضي وفق سياقها الطبيعي، وتجري وفق خط تصاعدي بما يملي عليه الواقع الراهن..
أكد بهجت شيخو بأن المفاوضات جاءت في وقت متأخر، وتمضي وفق سياقها الطبيعي، ووفق خط تصاعدي وبما يمليه الواقع الراهن، واستقلالية خصوصية الشعب الكُردي والنظر للقضية القومية الكُردية من منطلق سوري بحت، لا يتعارض بالتأكيد لأي تضامن معنوي من قبل الأحزاب الكُردستانية..
جاء ذلك عبر حوارٌ خاص أجرته مراسلة موقعنا R-ENKS مع الاستاذ “بهجت شيخو” عضو اللجنة المركزية لحزب يكيتي الكُردستاني – سوريا، ومسؤول مكتب الثقافة والإعلام للمجلس الوطني الكوردي.
حيث ردّ بهجت شيخو حول السبب في بطئ سير المفاوضات الكُردية الجارية والصعوبات التي تواجهها بقوله: “لا يمكن وصف المفاوضات الجارية بين المجلس الوطني الكُردي وأحزاب الوحدة الوطنية بالبطيئة وإنما أرى بالعكس أنها تمضي سريعاً ووفق سياقها الطبيعي لأن هذه المفاوضات أصلاً آتت في وقت متأخر وهناك العديد من الملفات الهامة التي تحتاج للنقاش مطولاً ومن هنا يأتي ما يسمى بالتباطىء الطبيعي لعملية التفاوض، منوهاً بأنه يبان لبعض المتابعين كالصحافة وبعض من رجال السياسة وأيضاً شعبنا الكُردي في كُردستان سوريا بأن المفاوضات تجري بشكل بطيء و ذلك كحاجة قصوى لهم للملمة صفوف حركته السياسية والعسكرية ليشكل ما يسمى بالأمن والأمان وبالتأكيد هذا هو حق مشروع لهم وخاصة بعد انتزاع مناطق كعفرين و كري سبي ( تل ابيض ) و سري كانيه ( رأس العين ) من قبضة الإدارة الذاتية الحالية” .
وتابع شيخو بقوله: ” لكل عملية تفاوض بشكل عام حاجة للوقت الكافي والنفس الطويل والهدف منه حتماً عدم حدوث اخفاقات أو خسارات متكررة ولمرات عديدة أمام استحقاقات شعبنا الكُردي في سوريا حالياً وعدم الوقوع في الأخطاء السابقة بين الطرفين المذكورين” .
ومن جهة أخرى أردف شيخو حديثه حول الصعوبات التي تواجه الطرفين المفاوضين بقوله: ” فبدون شك هناك العديد من المسائل الهامة جداً وتحتاج للمراجعة والنقاش الطويل فمنها استقلالية خصوصية الشعب الكُردي في كُردستان سوريا السياسية والنظر للقضية القومية الكُردية من منطلق سوري بحت، موضحاً بأن هذا لا يعارض بالتأكيد لأي تضامن معنوي من قبل الاحزاب الكُردستانية مع اشقاءهم في كُردستان سوريا “.
شيخو أشار في حديثه إلى” أنه هناك مسائل آخرى انجزت وأعلن عن قسماً منها كالرؤية السياسية وبالمقابل هناك العديد من الفقرات التي تحتاج للوقت الكافي للتوافق عليها وإقرارها وتبيان الموقف النهائي منها كالإدارة و العقد الاجتماعي وعودة بيشمركة روج والاقتصاد والمرجعية التي ستنبثق عن الطرفين المفاوضين، ناهيك عن تفشي مرض كوفيد 19 ( كورونا ) في هذه المرحلة والحد من الاجتماعات المباشرة والحية”.
ولكن اجمالاً يمكن القول بأن المفاوضات تجرى وفق خط تصاعدي وبما يمليه الواقع الراهن وخاصة أنها ترعى بإشراف أمريكي مباشر وبحضور قائد قوات سورية الديمقراطية ( قسد )” .
وحول سؤال مراسلتنا عن الرؤية السياسية لجبهة السلام والحرية وهل استطاعت تلبية كافة متطلبات أبناء المنطقة ؟
أشار شيخو بأن : ” الحركة الكُردية السياسية في سوريا تمتلك إرثاً نضالياً لا بأس بها في سبيل تحقيق دولة ديمقراطية تلبي طموحات كافة مكونات الشعب السوري ومن هذا المنطلق سعت وتسعى باستمرار لأيجاد الأرضيات المناسبة لبناء التحالفات الوطنية لبناء مشروع وطني يؤمن حقوق المواطن السوري السياسية والإنسانية، حيث تم مؤخراً تشكيل تحالفاً يضم أطر سياسية من مكونات الجزيرة السورية في جبهة السلام والحرية حيث تمثل مشروعاً وطنياً بامتياز .
وأردف شيخو بقوله بأن : “الرؤية السياسية لهذه الجبهة برأي تعتبر رؤية متقدمة لأنها تلبي طموحات مكونات الشعب السوري وخاصة في الجزيرة السورية التي تتميز بالتنوع العرقي و الديني و تعطي الأولوية لدستور سوري عصري يؤمن باللامركزية لإدارة الدولة واحترام حقوق المرأة وضمان السلم الأهلي والاعتراف بحقوق المكونات حسب العهود و المواثيق الدولية والسعي لإيجاد الحل السلمي للأزمة السورية حسب مقررات و مخرجات الأمم المتحدة و القرار 2254 ” .
ونوه شيخو بأن” الخلاصة لا يمكن إيجاد أي توافق سياسي دون مشاركة أغلب الأطر السياسية و مكوناتها وخاصة في الجزيرة السورية لما تتمتع هذه المنطقة من موارد اقتصادية ضخمة طالما كانت العمود الفقري للدولة السورية ولكن دائماً تم تجاهلها من الدولة المركزية واستنزفت كل طاقاتها واطلقت عليها بالمحافظات الجاهلة أو المتخلفة و كان هذا التعبير من دون شك إساءة للمنطقة برمتها” .
ومن جهة أخرى أبدى شيخو رؤيته بالنسبة للوضع السوري بشكل عام والوضع الكوردي بشكل خاص ، بقوله : ” سوريا كدولة مركزية انتهت صلاحيتها وتم توزيعها بين دول منتفذة سواء أن كانت هذه الدول من تلك الدول الكبرى في العالم مثل أمريكا أو روسيا أو دول إقليمية كتركيا وإيران” .
وأوضح شيخو : “بأنه تعقد فيها المشهد السياسي كثيراً وقد تكون بحاجة لمرحلة لاحقة لتبيان التوافق السياسي العالمي لضمان التشارك الفعلي في الجغرافية السورية ومن هنا يظهر مدى الأزمة التي تطيح بالدولة السورية لأنها بحاجة لتوافق دولي لتسير وفق مسار معين ولكن لحتى الأن لم يظهر هذا الانسجام بين مصالح تلك الدول المعنية في الشأن السوري، لذا لا يوجد في الأفق حتى الأن أي أمل لإيجاد حل يرضي الجميع وإنهاء الصراع المزمن والمعند على العلاج “.
وأضاف شيخو حول الوضع الكُردي في كُردستان سوريا بأنه :” بدون شك هو جزء من المشكلة السورية عموماً ولا يمكن التفرد به أو حتى استثناءه، ويحتاج الشعب الكُردي في كُردستان سوريا إلى الإعتراف الرسمي بحقوقه القومية المشروعة كشعب يعيش على أرضه التاريخية وهذا ما قد يقره اعتراف دولي بذلك أو تثبيته في دستور سوري جديد يسمح له بممارسة نوع من الحكم اللامركزي السياسي أو حكم ذاتي لجغرافية الكُرد السورية “.
وتأسف شيخو بقوله بأنه : ” لحدّ الأن لا يتوحد الرأي الدولي أو الأممي في أحقية الشعب الكُردي لإدارة مناطقه و بالعكس تمكنت بعض التسويات السياسية لبعض الدول الأقليمية مع تلك الدول العظمى الرئيسية في الملعب السوري لأن تفصل الاقليم الكُردي السوري عن بعضه وساهمت بشكل أو بآخر في هجرة الشعب الكُردي من مناطقه ومدنه “.
وتابع شيخو بقوله : ” لذا حتى الأن الموقف الأمريكي وهي كأحدى الدول العظمى وذات النفوذ في المناطق الكُردية لا يملك موقفاُ صريحاً وواضحاً من الجغرافية الكُردية في سوريا ويطلق مصطلح شمال وشرق سوريا أو شرقي الفرات وهذا ما يخلق هاجس من الخوف والحذر لأن تكون انتكاسة حقيقية لطموحات هذا الشعب أن لم يكن خنجراً في صميم القضية الكُردية في سوريا “.
شيخو أشار بأنه: ” من هذه التداعيات تبقى القضية الكُردية في سوريا محل قلق حقيقي وخاصة مع تعرض البعض من مناطقها وبشكل يومي لتغيير ديمغرافي بدءً من عفرين و انتهاءً بالريف الشرقي لسري كانيه ( رأس العين ) .
ومن الثابت يمكن القول ان أي تسوية للوضع السوري عموما و من دون إيجاد حل عادل للقضية الكُردية الذي يمثل بملايينه الأربعة واعتبار مناطقه جزءً رئيسياً من خصوصيته القومية يبقى هذا الحل منقوصاً جملةً وتفصيلاً .
وحول السبب في عدم تحقيق اجتماعات الجولة الثالثة من اللجنة الدستورية المصغّرة التي اختتمت أعمالها في 29/ أغسطس / 2020في جنيف أي نتائج ، رأى شيخو بأن: ” العملية السياسية في سورية معقدة و معقدة جداً وذلك نظراً لعدم التوافق الدولي لحل مقبول فيما بينهم بخصوص مستقبل سوريا ومحاولة كل لاعب أساسي التمسك بنفوذه وهذا ما يؤثر سلباً على سير اجتماعات اللجنة الدستورية وتمسك كل فريق سواء أن كانت المعارضة او النظام بوجهة نظره و لا يوجد في الأفق القريب أي تفاؤل بسير اي اجتماعات من هذا النوع سواء أن كانت آنية أو مقبلة لأن وفد النظام الذي يحظى بدعم روسي يحاول التماطل و الهروب من أي استحقاق للشعب السوري عموماً، ليصل إلى إعادة تنصيب بشار الأسد رئيساً لولاية جديدة في الدورة المقبلة ومن ثم تقديم بعض التنازلات أو القبول ببعض الفقرات الثانوية في الشراكة والدستور في تسوية هشة بينهم وبين المعارضة السورية السياسية التي فقدت الأخيرة أيضاً الكثير من مصداقيتها محلياً و عالمياً وخاصة في تعاملها العسكري لإدارة بعض المناطق ( المحررة ) .
وفي كلمته الأخيرة عبر شيخو عن شكره لكل العاملين في موقع المجلس الوطني الكردي و لحضرتكم بالوجه الخصوص، وبالتأكيد أمنية كل سوري و بكل مكوناته هو بناء دولتهم المستقبلية لتكون نموذجاً ديمقراطياً مؤسساتياً لامركزياً يتم التأكيد فيها على ضمان حقوق الإنسان وتعنى بالتنمية البشرية لكل فرد من افرادها .
حاورته :لافا علي دلي
إعلام المجلس الوطني الكوردي
التعليقات مغلقة.