“مؤتمر العرب والكور.. المصالح والمخاوف والمشتركات”، سلسلة أبحاث متعلقة بالشعب الكوردي في كوردستان سوريا وإقليم كوردستان
بحث “مؤتمر العرب والكور.. المصالح والمخاوف والمشتركات”، سلسلة أبحاث متعلقة بالشعب الكوردي في كوردستان سوريا وإقليم كوردستان.
وينظم المؤتمر “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” في العاصمة االقطرية، الدوحة، بمشاركة 15 أكاديمياً من إقليم كوردستان، وثلاثة من كوردستان سوريا.
وقال الباحث الكوردي، حسين جلبي، وهو من المشاركين في المؤتمر، إن المؤتمر هو أكبر تجمع أكاديمي كوردي عربي لمناقشة القضية الكوردية”، موضحاً بأن “هناك ما يقارب 40 بحثاً قُدمت من قبل باحثين كورد وعرب حول عدة ملفات تتعلق بقضايا الكورد والعرب في المنطقة”.
وأشار إلى أن “المؤتمر قرب وجهات النظر بين الجميع، حيث تركز على ملف أساسي كان يدور حول الوجود الكوردي في سوريا”.
وتحدث جلبي عن بحثه الذي كان بعنوان (القضية الكُردية في سوريا، بين تصورات الحركة القومية العربية وحلول الحركة القومية الكوردية) الذي عرضه في اليوم الثاني من المؤتمر، وقال “رغم مرور قرنٍ كامل على رسم حدود الدولة السورية، بحيث أصبح العرب والكورد وقومياتٍ أُخرى شركاء في الوطن الذي كان نتاجاً لاتفاق سايكس ـ بيكو الانكليزي الفرنسي عام 1916، إلا أن الحقوق والواجبات لم توزع بشكلٍ عادل على جميع المواطنين رغم اشتراكهم في دفع الضريبة ذاتها، للوصول إلى مرحلة الإستقلال عن الانتداب الفرنسي على البلاد الذي دام ثلاثة عقود، و ما تلاه من عهود”.
وأضاف “لقد استمر حرمان الكورد من التعبير عن هويتهم القومية، إذ لم يرد لهم ذكر في الدستور والقوانين السورية، وفوق ذلك أصدرت الحكومات السورية المتعاقبة تشريعات، ولجأت إلى اتخاذ اجراءات تهدف إلى صهرهم قومياً، أو دفعهم إلى مغادرة البلاد”.
وأوضح، أن “الحركة القومية الكوردية من جهتها طريقاً سلمياً للمطالبة بحقوق شعبها، فتم تأسيس الحزب الديمقراطي الكُردي في عام 1957، والذي طالب بالاعتراف بالشعب الكوردي في سوريا، كقومية ثانية تعيش على أرضها التاريخية، وهو ما سارت عليه الأحزاب الكثيرة الأُخرى التي نشأت على انقاضه. في مرحلة لاحقة، وبعد تطبيق عدد من مشاريع الصهر القومي، أخذت الأحزاب الكوردية تطالب بإزالة الاضطهاد القومي، وإلغاء المشاريع العنصرية والقوانين الاستثنائية بحق الشعب الكوردي في سوريا، دون أن تهمل مطالبتها بتمتين أواصر الأخوة العربية الكوردية”.
وأكد الباحث الكوردي في بحثه، أن القضية الكوردية بقيت مجهولةً بالنسبة للكثير من السوريين، وبقي الكُردي لذلك مصدراً للقلق، فهو إما مهاجر استعصى على التعريب، أو انفصالي يسعى إلى اقتطاع جزء من أراضي الدولة السورية. لكن انتفاضة آذار 2004 الكوردية، التي كانت تشبه الثورة السورية كثيراً، غيرت قليلاً من هذه الصورة النمطية عن الكورد، لدرجة ظهور أصوات عربية واضحة تتحدث عن حقوق كُردية في سوريا، إلى أن تبلورت تلك الأصوات بعد الثورة السورية 2011، بعد ظهور الكورد كشركاء في الثورة وطرحهم لمشروعهم الوطني، الذي تضمن مشتركات جمعتهم مع بقية السوريين، والذي تُرجم على مستويات مختلفة في تشكيلات المعارضة. من هنا سيعالج هذا البحث السؤال الذي لم تتوضح إجابته بعد: ما هي تصورات الحركة القومية العربية عن القضية الكوردية في سوريا، وما هي الحلول التي تقدمها الحركة القومية الكوردية لها؟
من جانبه قدم الباحث الكوردي، علاء الدين جنكو، بحثاً بعنوان، (تركيا والمسألة الكوردية في العراق وسوريا)، وقال إن “التسلسل الزمني لتعامل تركيا مع القضية الكوردية تميّز بخط بياني متصاعد متشدد داخل تركيا حتى عام 2003، عندما جاء حزب “العدالة والتنمية” للحكم، إذ بدأ بنوع من الانفتاح تجاه الكورد، فبدأت حكومة “العدالة والتنمية”، عبر برنامجها الإصلاحي، حواراً مع الكورد، إلا أنّ الفضل في “كسر التابو”، في ما يتعلّق بالشأن الكوردي، يعود إلى الرئيس التركي الأسبق تورغوت أوزال.
وأضاف جنكو أن “علاقة تركيا وتعاملها مع كورد العراق بدأت بعد حرب الخليج الثانية، أمّا بالنسبة إلى كورد سوريا، فقد بقيت سياسة تركيا وتأثيرها فيهم في الاتجاه السلبي، نتيجةً لمعاقبة الكورد بـ “جريرة” ممارسات حزب “الاتحاد الديمقراطي” (الذراع السورية لحزب العمال الكوردستاني)، بحسب تقييم الحكومة التركية، وهكذا، دفع كورد سوريا ضريبة الصراع بين تركيا وحزب “الاتحاد الديمقراطي”، وهو ما أثّر سلبيًّا في طرحهم قضيتهم في المنابر الدولية، لوقوف تركيا ضدّ أيّ تمثيل خاص بهم ضمن جولات الحوار بين المعارضة والنظام برعاية الأمم المتحدة”.
التعليقات مغلقة.