وحدة الصف الكوردي هي من العبارات المتداولة كثيرا في الأوساط الكوردية، وأيضا حديث الشارع الكوردي، ويتمناها كل كوردي شريف، وما أن يخرج تصريح أو بيان يدعو إلى الوحدة حتى ترى وجوه عامة شعبنا قد ارتسمت عليه بوادر البهجة، فالشعب الكوردي في غرب كوردستان شعب محب للسلام والأمان، ويساند كل من يدعو إلى تحقيق تقارب كوردي للوصول إلى حلمه بالعيش بكرامة وعزة.
وما ان أعلنت الأطراف الكوردية عن التوصل إلى تفاهم مشترك حتى عمت السعادة والسرور بين جميع أبناء كوردستان سوريا ليس فقط الكورد بل والمكونات المتعايشة معه أيضاً.
ولإدراك الشعب الكوردي والمكونات الأخرى إلى أهمية الوحدة الوطنية وماهية ضروراته، التي تعد أبرز الركائز الاساسية الوطنية، وأحد أهم دعائمه ومقوّماته التي تجمع وتربط بين أبناء الشعب والوطن الواحد، وتنشر بينهم الثقة والمحبة والتآلف والغيرة فيما بينهم، وتقوم أيضاً وبشكل أساسي على حبّهم لهذا الوطن وانتمائهم له ودفاعهم عنه ضدّ أيّ قوّة خارجيّة تحاول إيذائه أو السيطرة عليه بأيّ شكل من الأشكال، وأي قوة داخلية تحاول زعزعته واستقراره، كما وتوحّدهم على نفس المبادئ والعادات والتقاليد ضمن المساحة التي يعيشون فوقها من الأرض، وان حلّت الوحدة الوطنيّة انهارت واختفت الشرور والخلافات والأحقاد والعنف والعنصرية وبالتالي تنتشر أجواء المحبة والتسامح، والتكاتف والتآخي والتعايش والسلام. كما ويعلم الشعب الكوردي أيضا أن أهميّة الوحدة الوطنية بين أبناءه ووقوفهم جنباً إلى جنب حيث يؤدي إلى إعلاء شأنهم ويمنحهم قّوة كبيرة تمكنهم من صد كل المخاطر.
والوحدة الوطنية تُقلّل من نسبة المشاكل الداخليّة الاجتماعيّة وذلك من خلال سيادة مفاهيم المحبة والود والتعاون التي تقف في وجه التخريب والجرائم وتتصدى له. وتساهم في النهوض بكافة قطاعات المجتمع الكوردي، وذلك بعكس المجتمعات المتفرّقة التي تعاني من الأحقاد والدسائس، والتي تعود بالضرر وتلحق أذىً كبيراً بالمصلحة العامّة وتنشر الفقر والعوز.
وما يحصل الآن وفي هذه الفترة الحرجة من مفاوضات بين الطرفين الرئيسيين، المجلس الوطني الكوردي وأحزاب الوحدة الوطنية وبرعاية مباركة من الزعيم مسعود بارزاني والرئيس نيجيرفان بارزاني وبإشراف أمريكي وفرنسي وبريطاني مباشر، بداية موفقة بالنسبة للكورد في غرب كوردستان، وعلى الشعب الكوردي ان يبدأ الشعور بالتفاؤل منذ أن قرر الطرفان الجلوس معاً وأصدرا بياناً مشتركاً، وعليه وعلى جميع فئاته دعم هذه الخطوة المباركة، فهذه الخطوة تُظهر رغبة ونية الطرفين بالوصول إلى أرضية مشتركة متكاملة يضمن السلامة والاستقرار من خلال ضمان حقوق الشعب الكوردي وجميع المكونات الأخرى في سوريا المستقبل.
بما أن الطرفين من الكورد، فهناك نقاط مصيرية وجوهرية لا يمكن تجاوزها، من خلال الحقوق المشروعة للكورد في سوريا، أما ما تبقى فهي خلافات ثانوية يمكن تداركها بالإصرار وبث الثقة والإرادة الحقيقية.
فـ بهذه الوحدة الوطنية يتمهد الطريق نحو مستقبل مشرق لكافة فئات المجتمع الكوردستاني، حيث تولد شعوراً بالانتماء نحو وطنه وأبناء شعبه، وبالتالي تدفعه لأن يخلص في عمله ويطوّر من نفسه ينهض مجتمعه.
التعليقات مغلقة.