عبدالحميد جمو
اجتماع قمة وقرارات واهية!، إلى أين المصير؟.
استنفار عام واغلاق الطرقات مع انتشار القوات الامنية على مفارق الطرق تشديد في نقاط المراقبة تفتيش تدقيق في هويات كل المارين حتى ان لم يكن يحمل هوية، استعداد تام وسلاح متأهب وكأننا في ساحة حرب لا ضمن مدينة وادعة. قوافل من السيارات الفارهة تسير بسرعة جنونية تتقدمها عدد من سيارات الامن و تحيط بها سيارات اخرى تحمل عناصر المرافقة، يبتعد المارة ويترقبون في ذهول الحدث.
يتوقف الموكب امام بناء يقفز من السيارات المرافقة عناصر ملثمة يغطون باجسادهم الضخمة شخصيات يبدو انها من اصحاب القرار؟
يهرع بعض العناصر المدنية ليفتحوا ابواب السيارات ليترجل منها من هم بداخلها.
يدخلون الى المبنى الذي يقف على مدخله جمع يرحبون بالقادمين اشد ترحيب ويقدمون لهم فروض التحية والوقار.
تبتعد السيارات و تنتشر حول المبنى وتكثر من حولها العناصر الامنية، وتبقى بعض عناصر النخبة امام المدخل الرئيسي وداخل الدهليز المؤدي الى البناء، الذي يضم المجهولين في الداخل الذين ياخذون قسطا من الراحة من مشقة الطريق مع فنجان قهوة او كأس شاي في البهو المطل على القاعة المعدة للاجتماع.
تمتمات بين العناصر، تسأولات من الناس الذين يدفعهم الفضول لمعرفة ما يجري، اشاعات، تسريبات، لغط في الاحاديث، تهويل، تضخيم تأليف قصص.
البعض يقول ان مسؤولين من الادارة والنظام يتباحثون في مستقبل المنطقة وآخرون يقولون ان المجلس الوطني الكوردي واحزاب الوحدة الوطنية يتناقشون حول وثيقة التفاهم المزمع توقيعها بين الطرفين لتحقيق الوحدة الكوردية ومنهم من يقول ان اجتماعا سرية ومصيريا سيعقد بين الاطراف الكوردية والتحالف الدولي لوضع خطط عسكرية لمجابهة تهديد العدوان التركي على المنطقة، حديث من هنا وآخر من هناك وقصة تتلو القصة سيناريوهات تتألف وشخصوها ومخرجوها يأدون الادوار وتصبح في لحظات قابلة للعرض.
واخيرا يقطع الشك باليقين ، انه اجتماع رؤوساء المجالس والبلديات لبحث وضع المولدات وتحديد سعر الامبيرات.
ينفض العامة والوجوم والاحباط يعلو محياهم وكلا يتحدث عما يجول في خاطره احدهم يقول :الان سوف يتخذون قرارا يزيدون به العبئ على المواطن ويرضون به اصحاب المولدات، واخر يقول بتشفي :يا ليتهم يخرجون بقرار يعاقبون اؤلئك الجشعين الانتهازيبن ويجبروهم على الالتزام بساعات التشغيل وآخر يقول يا اخي الغوا هذه المولدات وزودونا بالتيار النظامي وخذوا ما يأخذوه اصحاب المولدات، في وسط هذه المعمعة وفي الجانب الآخر يغقد الاجتماع وسط قهقهات تسمع من المجتمعين، يطول الترقب ويمتد الاجتماع لساعات وبعد الغذاء واخذ قيلولة يخرج المجتمعون بالتعميم رقم /30/ تاريخ 6/7/2020 والذي ينص على :
1 _تشكيل لجان لمراقبة اداء المولدات
2 _ الزام اصحاب المولدات بوضع عدادات لاحتساب ساعات التشغيل وتحديد سعر الساعة الواحدة للتشغيل ب /10 / ليرات اعتبارا من 1/8/2020 وهي بكل الاحوال تحسب ثماني ساعات لصاحب المولدة ان كانت المولدة قيد التشغيل ام لا
في حين تجاهل التعميم آلية احتساب الامبيرات، ولا وقفوا على الاعطال وكيفية معالجتها ومحاسبة المقصرين، ولم يتطرق المجتمعون الى موضوع اطفاء المولدة حال توصيل التيار النظامي و حين وجود عطل في بعض المنازل، ولم يتسألوا لماذا يتم تزويد المولدات بالوقود في فترة تشغيل المولدة رغم ان هناك وقت كاف لتزويدها صباحا ، ولم يأتي اصحاب الوقار على ذكر تعويض المواطن عن ساعات توقف المولدة.
صدر التعميم ولم يجف حبره بعد، اظهر اصحاب المولدات تذمرهم وامتعاضهم ورفضهم للتعميم وارسلو الجباة لتحصيل ثمن الامبيرات وتهديد من لم يدفع بقطع التيار عنه.
طرق باب منزلي فتحت الباب واذا بالجابي يقول ثمن الامبيرات لو سمحت، سألت كم؟ قال 2000ليرة للامبير الواحد هذا الشهر والشهر القادم 2400ليرة ، قلت لكن التعميم لم ينص على هذا ليخرج الي حارس المولدة /حسن سيد شاكر / وهو من عناصر الامن في مجلس البلدية القسم الغربي كما يدعي(تابع لما تسمى بالناحية) وقال بنبرة تهديد (خلي التعميم الك وبكرا راح اقطع خطك واشتكي لمين ما بدك.
وجر الجابي خلفه وذهب.
يبقى السوأل الملح : ان كانت الادارة التي تفرض الضرائب وتجند ابناء العامة وتفرض نفسها بالقوة وتسمح لنفسها بالتدخل بكل مناحي الحياة وتمنع كل ما لا يأتي على هواها.، غير قادرة على محاسبة عنصر من عناصرها يقوم بترهيب الناس تحت مسماهم . وعاجزة عن تطبيق قرار صادر عنها لا يلتزم به احد ، اذا لماذا تفرض وتطبق كل قرارتها قسرا على المواطنين.
اما انها سياسة تسعى الادارة من خلالها تشتيت افكار المواطنين وحصرها في تأمين قوت اليوم والمصاريف التي تثقل الكاهل. ألم تتسأل هذه الادارة كيف للعامل او صاحب الدخل المحدود ان يأمن رغيف يومه، في ظل هذه الاوضاع المأساوية من تفشي الوباء الذي افقد الكثيرين مورد رزقهم ،، عدا عن التهديد التركي بالاجتياح وخطر المجاعة التي باتت تهددنا جميعا ، ام انهم يتخذون القرارات استنادا الى الحيتان التي ظهرت فجأة وغزت الاسواق واحتكرت كل شيء ولم يسألهم احد من اين لك هذا .
نحن لسنا من اصحاب الاطيان والاملاك ولسنا من اصحاب رؤوس الاموال الفجائية، ولا نحن من اثرياء ٢٠١٢ لم نقفز من الحضيض للقمة، ولسنا مسؤولين ولا انتهازيين وليس لنا اي تأثير على القرار ولا يسندنا احد ، انما نحن اناس بسطاء نعيش ليومنا ونتطلع لان نحافظ على كرامتنا،
وانتم طرحتم انفسكم كسلطة وعليكم تأمين كرامتنا وتحصيل حقوقنا وانصافنا لتبرهنوا للعالم انكم على قدر المسؤولية.. اخرجوا من إطار الشعارات الى تطبيقات واقعية. لياخذ كل ذي حق حقه ولو لمرة واحدة.
السؤال برسم الادارة.
التعليقات مغلقة.