حق يراد به باطل في الجزيرة-جنوب غرب كوردستان
لا يهم المواطن المعاني طفله الجوع ما يحل بالوطن، ولا بما يجري على أطرافه عندما يعيش من الظلام في الظلام؛ ويعاني العطش في عصر الحضارة.
الأخوة مسؤولي الإدارة الذاتية في قسم الجزيرة غير المحتلة من جنوب غرب كردستان، أولئك الذين يهمهم كرامة مواطنيهم، ومستقبل الأمة، ونحن لا نتحدث عن عفرين المحتلة والأجزاء الأخرى حيث الانتهاكات تتجاوز القيم الإنسانية، يلاحظ، وعلى خلفية ما يجري على الساحتين السياسية والاجتماعية، أنه هناك من يفاقمون من معاناة المواطن المعاني، ويتربصون بما يجري من التفاهمات، ويعملون على تقوض المفاوضات، وأفشالها، إلى جانب ما تقوم به تركيا ومرتزقتها، والنظام وحثالته، ومجموعات من المعارضة العنصرية التكفيرية، ومنهم من يعمل داخل الإدارة وفي فروعها العسكرية والمدنية، ويدعمون من قبل مجموعات متربصة بقضيتنا وقوى إقليمية، ولربما هؤلاء أخطرهم، بين من يعلمون كتجار حروب ومقاولين، وأو يدعمونهم، على حساب دماء الشعب المعاني.
تعلمون أنه لن تتمكن أية نظرية قومية أو أممية من تقييمهم، مثلما لن تتمكن من أقناع الشباب بالتضحية من أجل أمة إدارتها تذيقه وعائلته الويلات. وتدركون أنه لا وطن لمن يعود من السوق إلى أطفاله خالي الوفاض، وتدركون أنه لا انتماء لمن لا عمل ولا أكل ولا مؤونة لعائلة تنتظره.
هل لنا أن نتحدث أولا عن الحق، أم عن الباطل؟! ربما لا يهم المواطن الذي قطع الأمل عن بلوغ الحق، مثلما لا يهمه ما يفعله المتربصون لتحقيق الباطل. لذلك سنرد كالعبث الجاري….
الحق هو أن نصرخ، أننا نرى ونسمع اليوم كيف ترتفع الأسعار ويشح المدخول، وتقل مونة الفقراء، وتتراجع جودة الخبز ويزداد سعره، وتقل ساعات دعم الكهرباء والماء، ويتم تسويق القاصرين إلى الخدمة ومن ثم يتم إطلاق سراحهم بعدما تكون الدعاية قد أخذت مداها وأدت واجبها. والحق أنه هناك من يعمل بخبث ومن ضمن إدارات الإدارة المركزية، الطعن في الفلاحين، وبأساليب متعددة، ويتعاملون مع من يطالبون بالحق وليس من أجل الحق بل لتمرير الباطل.
لربما لا حاجة لأن ننوه، أنه لا بد من تقديم مذكرات احتجاج إلى اللجنتين الأمريكية والفرنسية المشرفين على المفاوضات، على ما تقوم به تركيا من البشائع، كقطعها الماء عن مدينة الحسكة، فالصراع مع الأعداء شبه أبدي وطلب الحق منه غباء، لكنها حنكة سياسية أعلام الأمريكيين بما تفعله تركيا وأدواتها به بشكل دائم.
لكن من الضروري الحديث عن أعمال الخبثاء الذين يستخدمون شرور المتربصين بالأمة ومن داخل الإدارة لتمرير نفاقهم، وعن الأشرار المتعاملين مع الأعداء لئلا تقوم قائمة لأمتنا، عن أولئك الذين لا يقلون شرا عن ناهبيها، ولا فسادا عن الذين يقاسي منهم شعبنا الويلات تحت حجج الحرب والظروف القاهرة، ومصطلحات المواجهة، المشابهة للتبريرات التي كان يتغطى بها نظامي البعث والأسدين وشعارات الصمود والتصدي، ولم نكن ندرك أنهم يعنون بها التصدي للشعب والصمود في وجه الذين كانوا يدركون الحقيقة ويعرونهم في وضح النهار.
فما أكثر الذين يستغلون الظروف القاهرة بأمتنا بانتهازية سافرة، يتفقون مع الأعداء والفاسدين في الإدارة، ويعبثون بها، فلنقف في وجههم، ونعري العلاقات الخفية بينهم، والتي تتعمق كلما تقدمت أمتنا خطوة نحو النجاح.
ننادي الأخوة في الإدارة الذاتية قبل الأطراف الأخرى من الحراك السياسي، العمل للحد من شرورهم، فهم أوبئة بين الشعب وضمن الإدارة.
مخططاتهم مشتركة، هؤلاء ينشرون الفساد، وأولئك يذيقون الشعب الويلات، ومجموعات تنشر الدعايات. فبدون تحرككم وجهودكم، لن تجدي نفعاُ صرخات الأقلام النقية ولا تعريتها وفضحها لهم، فنحن مع كتابنا الوطنيين ننادي الشرفاء في الإدارة، مباشرة أو بشكل غير مباشر، للحد من هذا العبث، فيا ويل من يسمع ولا يستمع. ويظل السؤال، من يقف وراء هذا الدمار؟
أهي المجموعات ما يقال عنهم عادة بالدولة العميقة، وليتهم كانوا دولة كوردية عميقة، ومستقلين بذاتهم، لكن كما تتبين أنهم أدوات رخيصة للقوى الإقليمية المتربصة بأمتنا الكوردية، هكذا يحاربوننا وبخباثة ومن داخلنا، فنحن نواجه أنظمة شمولية عنصرية، قوية في الداخل ومتمكنة في الخارج، وهم يدركون أن قوتنا بتفاهمنا، ونجاحنا في المواجهة باتفاقنا على إدارة مشتركة، وهي أحد الردود الرئيسة، وليس كلها، فلا بد من تنقية الداخل، ويجب الحد من تجاوز الفاسدين.
والذين يتاجرون بالمواطن، كسلعة، وبحقه كورقة رابحة، ولا بد من العمل لإعادة القليل من الحق المنكوب الضائع بين تجار الحروب وبيروقراطية المكاتب وجهلاء بعض مسؤولي الخدمات. نعم بلغ الشعب الحافة، وله حق المطالبة:
1- في الحصول على رغيف الخبز الذي أصبح تأمين ثمنه كابوسا، دون النظر إلى جودته.
2- في حق الطفل ألا ينام جائعا، الحالة رغم كارثيتها أصبحت طبيعية عند المئات من عائلاتنا.
3- في حق الإنسان البسيط الاعتراض على الناهبين لخيراته بدون حق ولا يتجرأ في الاعتراض.
4- في حق الشعب الحصول على الكهرباء، لساعات في اليوم على الأقل.
5- في حقه ببعض اللترات من ماء الشرب أو الغسيل في حر الصيف.
6- في حقه أن يشعر قليلا بإنسانيته.
7- في حقه من موارد الإدارة والتي تعطى بالقطارة وأسباب حجزها ومن يحجزها.
8- في حق المواطن أن يعاد له كرامته التي أصبحت عدما أمام عائلته لعدم قدرته تأمين خبز أطفاله.
9- في حق الإنسان الذي يجوب الأسواق عن ساعة عمل لشراء رغيف من الخبز.
10- في حق الرجل الذي يتأسف على عدم المغامرة بحياة أطفاله في البحار وبين الألغام والغابات حيث تجار الأعضاء البشرية ليصل أوروبا.
11- في حق الذي فضل الوطن على الهجرة وأصبح يندم عليها، والحياة التي أصبحت جحيما في جنة الوطن.
علينا أن نحارب من أجل الحق وندافع عن الكرامة التي تلطخ في كل يوم وساعة، عن الإنسانية المستولية عليها في وضح النهار، عن الكلمة الممنوعة قولها. عن ملكية الذات المدمرة وبإجحاف، عن المواطنين الذين تتصاعد الضرائب عليهم وتجار الحروب يملؤون شوارع مدننا.
علينا أن نحارب الذين يتلاعبون بخصوصيات المواطن بدون رادع، وندافع عن الأمة التي تتكالب عليها الأنظمة وأدواتها. علينا أن ندافع عن الكوردي الذي يصرخ من الألم، ألم الحاجة قبل الوطن، ألم رؤية أطفاله الحالمين بثوب جميل ورغيف خبز غير مغشوش، عن الأطفال الذين يسألون فيما إذا كان ما يرونه في التلفاز من العيش في الخارج خيالا أم حقيقة.
نعم هذا هو الحق الضائع، وهناك من يتاجر بها ليحقق الباطل، ونحن نتحدث عن أدوات الأنظمة الشمولية المتربصة بأمتنا ويملؤون شوارعنا، وينهبون خيراتنا، تجار الحروب، بعضهم متغلغلون في إداراتنا.
فنحن والعديد من الأخوة الكتاب والسياسيين الكورد، عندما نطالب بالحق للمواطن، نريد من المقتدر في الإدارة وضع حد لهؤلاء الفاسدين أو للجهلاء فيها، فعمل الجاهل أشد وجعا وأكثر دمار من فعل الأعداء.
التعليقات مغلقة.