المجلس الوطني الكوردي في سوريا

الكورد والتفاهمات المعلنة… والتأسيس لإرادة حقيقية لبناء مستقبل مشرق في غرب كوردستان..

149

الكورد والتفاهمات المعلنة… والتأسيس لإرادة حقيقية لبناء مستقبل مشرق في غرب كوردستان

عزالدين ملا
———
عمّ ساحات كوردستان سوريا الأمل لما توصلت إليه الأطراف الكوردية، وذلك بعد المؤتمر الصحفي المشترك للمجلس الوطني الكوردي وأحزاب الوحدة الوطنية، بعد إصدار بيان مشترك عن رؤية سياسية مشتركة ملزمة والوصول إلى تفاهمات أولية واعتبار اتفاقية دهوك عام 2014 حول الحكم والشراكة في الادارة والحماية والدفاع اساسا لمواصلة الحوار والمفاوضات الجارية بين الوفدين بهدف الوصول الى التوقيع على اتفاقية شاملة في المستقبل القريب.
عادت بوادر الأمل والتفاؤل إلى الشعب الكوردي في كوردستان سوريا رغم المعاناة والصعوبات التي يمر به ومآسي التي حلّت به نتيجة نزوحه وتشرده علاوة على ذلك ما يعانيه من ارتفاع للأسعار والبطالة، رغم كل ذلك نسيّ الشعب الكوردي لوهلة معاناته بما توصل إليه الطرفان الكورديان وبمباركة أمريكية وفرنسية وبريطانية.
1- كيف تحللون ما توصل إليه الطرفان الكورديان؟
2- هل تتوقعون اتفاقا كورديا نهائيا؟ ولماذا؟
3- باختصار ماالشروط المثالية لإنجاز وإنجاح هذه الحوارات؟
4- إذا حصل الاتفاق، حسب رأيكم، كيف ترون شكل المنطقة الكوردية؟ ولماذا؟
5- هل من رسائل التطمين للمكونات الأخرى في المنطقة؟

تدارك العوامل التي ادت الى انهيار الاتفاقات التي ابرمت سابقا في هولير ودهوك

تحدث سكرتير حزب المساواة الكوردي، الاستاذ نعمت داوود لصحيفة “كوردستان“، بالقول: “مع تطورات المشهد السوري خلال عقد من النزيف وما رافقها من تعقيدات، ورجحان كفة العمل العسكري، الذي اوجد مناطق نفوذ للسيطرة وممارسة السلطة، والتدخلات الد ولية والاقليمية المباشرة منها وغير المباشرة بشتى الوسائل، كل ذلك ادت الى احتباس الحل السياسي وابعاد الرؤى- الى حد ما- التي التأمت حول اهداف الثورة في الحرية والكرامة ووحدة الشعب السوري بكافة مكوناته، وخلقت مناخا للانكفاء وظهور خطابات الكراهية، ناهيك عن ما عاناه الشعب السوري من آلام وجروح عميقة، نال الشعب الكوردي والمناطق الكوردية نصيبها من تلك الآلام والكوارث والمعاناة الشديدة وصارت المناطق الكوردية ملتقى جيوش لدول عديدة وساحة لتواجد مجموعات وفصائل مسلحة فعلت الفظائع فيها، اضافة الى ان داعش، وان انتهى جغرافيا الا انها لازالت تتكور تحت الارض وتنتعش كلما سنحت الظروف لها.
امام هذه التحديات وتلبية لنداءات ابناء، الشعب الكوردي ورغبة الاصدقاء، في لملمة صفوف الحركة الكوردية وتوحيد خطابها وموقفها، كان طبيعيا ان يتوافق الاطراف الكوردية ومنهم المجلس الوطني الكوردي لإطلاق حوار بهدف ايجاد موقف كوردي موحد، يبدا بتفاهم بين طرفين رئيسيين، المجلس الوطني الكوردي والاتحاد الديمقراطي pyd، رغم ما لكل منهما خصوصيته ومكانه، ولهما ما يأخذه على الآخر، وباعتبار ان المجلس الوطني الكوردي يحتل مكانه بين المعارضة السورية وهيئاتها ويتفاعل مع مجريات العملية السياسية ويمتلك رؤية سياسية حول مستقبل سوريا وحل القضية الكوردية قدمها في اكثر من محطة ومحفل، فإن اتفاقا برعاية امريكا ودعم من فخامة الرئيس مسعود بارزاني ورئاسة الاقليم وبرؤية سياسية مشتركة وواضحة حول الملفين اضافة الى ملفات اخرى كالشراكة مع المعارضة والعلاقة مع الدول المعنية بالملف السوري بما يخدم القضية السورية بشكل عام والقضية الكوردية بشكل خاص، يعزز هذه المكانة ويساعد في تفعيل العملية السياسية والحل السياسي، ولذلك جاء ما توصل اليه الطرفان من تفاهمات مبدئية تكون اساسا لبناء اتفاق شامل وواضح خطوة هامة على هذا الطريق”.
يتابع داوود: “لا يخفى على احد حجم التباينات بين الطرفين ولا يخفى ايضا ما تركه ممارسات اجهزة pyd بحق المجلس وانصاره وعلى الحياة السياسية، وما صدر من خطابات متضادة، الامر الذي يجعل وضع حد لهذه الممارسات من الاولويات، وكذلك فتح صفحة جديدة من العلاقات المتكافئة بما يخدم القضية الكوردية وابناء الشعب الكوردي، وان الطريق الى ذلك هو التفاعل مع هذا العمل بإيمان وقناعة تامة بان ذلك هو السبيل الامثل، بعيدا عن عقلية المناورة واستغلال الفرص الآنية التي ستنتهي حتما، والقناعة بان اي طرف لا يمكنه انجاز المهام التي يعمل على تحقيقه بمفرده، وانه لا بد من شراكة حقيقية بحجم المسؤولية، بعيدا عن المصالح الحزبية والجهوية الضيقة وبعيدا عن اجندات قوى اخرى مهما كانت طبيعة العلاقة التي تربطهما وتتيح لها التدخل المباشر او التواجد المباشر، والعمل بشكل شفاف وصريح وبوجود راع وضامن يستطيع ان يساعد على انجاز الاتفاق وتنفيذه، وفي حالة الحوار الجاري فانه يستوجب من الجانب الامريكي وقيادة قسد الوفاء بدورهما والاستفادة من العوامل التي ادت الى انهيار الاتفاقات التي ابرمت سابقا في هولير ودهوك”.
يضيف داوود: “لقد كان موقف المجلس الوطني الكوردي واضحا دوما، وهو ان الوضع النهائي للمناطق الكوردية جغرافيا وسياسيا مرهون بالحل السياسي في البلاد ومستقبل سوريا والدستور التوافقي الذي ينشده والذي يرى اهمية ان يعتمد هوية سوريا كبلد متعدد القوميات والاديان والثقافات، دولة اتحادية ينتفي فيها كل اشكال القهر والاستبداد ويجعل الجميع يتمتعون بحقوقهم القومية والانسانية، وبتوزيع عادل للثروة والسلطة، والمشاركة في القرار السياسي، ولذلك فان اي وضع اداري للمناطق الكوردية الآن هي حالة مرحلية وتهدف الى خدمة ابناء المنطقة بكل مكوناتها في كافة المجالات، الخدمية والمعيشية والاقتصادية وتحقيق الامن والاستقرار، وحمايتها”.
يختم داوود: “لقد أثار ما أعلن عنه من تفاهمات أولية وبرعاية أمريكية ردودا متباينة لدى الشركاء في الوطن ولدى بعض الدول أيضا وأثار حفيظة البعض، في وقت رأى فيه آخرون أن أي تفاهم أو تقارب بين ابناء البلد هو خطوة في الاتجاه الصحيح، ان مخاوف هؤلاء وتحفظاتهم تستند مرة الى تحليلات ومواقف استباقية ومرة بإسقاط تجارب أخرى على الحالة دون دراسة وقراءة للأوضاع والظروف المتباينة. ان اعتماد الشفافية في ما يتوصل اليه الاطراف المتحاورة التي تسعى الى انجاز اتفاق كوردي يكون منطلقا لاتفاق وتفاهم واسع ويشمل كافة المكونات الأخرى من عرب وسريان آشوريين وغيرهم، وكذلك التأكيد على ان ذلك سيخدم القضية السورية ككل والقضية الكوردية منها، وسيكون داعما للمعارضة السورية نحو التغيير وتفعيل العملية السياسية ولا يستهدف احدا من المكونات او الدول جارة كانت ام معنية ولها مصالحها، بل بالعكس سيكون عاملا لتعزيز الوئام الاجتماعي والسلم الاهلي وثقافة العيش لمشترك، وانهاء كل ما يثيره من هواجس ومخاوف لدى الاخرين، وهذا يستدعي عملا صبورا وجديا لدى كل المعنيين لشرح الهدف والغاية مما حصل كما يتطلب دعما من الاصدقاء، والحلفاء لإنجاح هذا المسعى النبيل”.

مصير الشعب الكوردي في سوريا مرهون بنجاح المفاوضات بين أطرافها السياسية
تحدث عضو هيئة التفاوض، حواس عكيد لصحيفة “كوردستان“، بالقول: “ما تم التوصل اليه في المرحلة الاولية من مفاوضات وحدة الصف الكوردي هو الرؤية السياسية المشتركة استنادا الى اتفاقية دهوك عام 2014، وتضمنت الرؤية السياسية كيفية نظر الحركة السياسية الكوردية في سوريا الى شكل الحكم في سوريا المستقبل، واطار حقوق الشعب الكوردي الذي سيتم وفقه التحاور مع الاطراف السورية الاخرى، والموقف من النظام والمعارضة الوطنية السورية، واعتبر الطرفان ان النظام هو المسؤول عن ما وصلت اليه سوريا حتى الآن، بالنسبة الى شكل الحكم في سوريا المستقبل رأى الطرفان أن ضمان حقوق جميع السوريين وتجنب الوقوع في مستنقع الاستبداد يكون في سوريا فدرالية، والحقوق القومية للشعب الكوردي يجب ان تثبت دستوريا، كما تم مناقشة القرارات الدولية المتعلقة بالشأن السوري وتم التأكيد على ضرورة الوصول الى الحل السياسي وذلك استناداً على القرارات الدولية الخاصة بالشأن السوريين، واعتمدت اتفاقية دهوك أساسا لمواصلة الحوار بهدف الوصول الى التوقيع على اتفاقية شاملة في المستقبل القريب”.
يتابع عكيد: “البيان الذي تم فيه الاعلان عن تفاهم بين الاطراف السياسية الكوردية كان مهماً جداً لأنه يتضمن الاسس التي ستبنى عليها محاور الحوار في المراحل المقبلة، وهناك العديد من المحاور الهامة التي تحتاج الى اشباعها بنقاشات مستفيضة للوصول الى اتفاق حولها، وعلى الحركة السياسية الكوردية ان تبذل اقصى الجهود للوصول الى الاتفاق الشامل، لأنه مطلب جماهيري وينتظره كل الكورد وجميع الاصدقاء الذين يتمنون الخير للشعب الكوردي وتتقاطع مصالحهم معه، من اجل احقاق حقوق الشعب الكوردي ودعم المعارضة الوطنية السورية ومساندتها في المسار التفاوضي السوري-السوري للوصول الى حل سياسي لكل سوريا ومن ضمنها حل القضية الكوردية في كوردستان سوريا، ورغم كل التحديات اظن ان الوصول الى اتفاق نهائي يجب ان يتم لان مصير الشعب الكوردي في سوريا مرهون بنجاحه”.
يضيف عكيد: “لابد من استكمال ملف بناء الثقة الذي يخلق اساساً متيناً للحوار وان يتحلى كل طرف من الاطراف برحابة الصدر ويترك الاجندات الحزبية الضيقة جانبا، لأنها جلبت عواقب وخيمة دفع اهلنا ثمنها غالياً، ويضع نصب عينيه المظالم التي عانى ويعاني منها الشعب الكوردي في سوريا في ظل الانظمة المتعاقبة، وخاصة ما رآه شعبنا من ويلات في السنوات الاخيرة من تهجير وقتل وتجويع، ونعلم ان طريق الحوار يمر بالكثير من التحديات والعوائق، ولكن يجب اذلالها بمساعدة الاصدقاء واستمرار المبادرين الاوربيين والولايات المتحدة الامريكية في دعم هذا المسار لإنجاح الحوار والوصول الى اتفاق متين يمكن البناء عليه في المستقبل”.
يردف عكيد: “عندما نقول المناطق الكوردية في سوريا، نقصد بها قسمين من المناطق، هناك مناطق كوردية تتحكم بها فصائل المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا، وبالتالي تركيا موجودة في تلك المناطق، عفرين وكرى سبي وسرى كانيه، التي نسعى لتسوية الاوضاع فيها وازالة آثار الانتهاكات التي حصلت هناك وتهيئة الاجواء للعودة الآمنة لكل مهجّر الى ارضه وبيته، والمناطق الكوردية الاخرى التي يديرها الطرف الآخر من خلال الإدارة الذاتية ونرى من الضرورة العمل من أجل تهيئة الأجواء وتوفير بيئة ملائمة للوصول الى صيغة للحوكمة الشاملة بالإتفاق بين جميع المكونات لتوفير الأمان والاستقرار الذي حرم منه الشعب السوري ككل، وسيكون هناك دعم دولي في هذا المجال لبناء البنية التحتية وتوفير فرص العمل، للانطلاق منها نحو الحل السياسي الشامل لكل سوريا”.
يختم عكيد: “الاتفاق المبدئي الذي تم بين الاطراف الكوردية هو خطوة في طريق الاتفاق بين جميع فئات ومكونات المنطقة دون اقصاء اي مكون للحفاظ على السلم الاهلي والعيش المشترك، وتوسيع نطاق الاتفاق ليكون نموذجاً واساساً لاتفاق جميع السوريين، وبناء سوريا لامركزية فدرالية تضمن مشاركة الجميع في ادارة البلاد وسد الطرق في وجه المستبدين لمنع العودة الى الدولة الامنية المركزية التي تعطي المجال لطغمة حاكمة للتحكم في البلاد والعباد، واتمنى ان تصل اطراف الحركة السياسية الكوردية قريبا الى توقيع الاتفاق النهائي”.

الرغبة والارادة الحقيقية لخلق أرضية مشتركة
تحدثت الناشطة الحقوقية، زهرة أحمد لصحيفة “كوردستان“، بالقول: “ساهمت الحكومات المتعاقبة على سدة الحكم في سوريا ودكتاتورياتها في تمزيق الجسد الكردي ومحاربة هويته القومية، فلم تتوان عن تعريب كل ما هو كوردي ووأده في المهد. وقد حاولت بكل قوانينها اللاشرعية وإجراءاتها الشوفينية وقراراتها الاستثنائية اقتلاع نبض حياة الكورد المتأصلة منذ الأزل، وصاغت من صلب ثقافة البعث العنصرية سلسلة سياسات التعريب ومحو الكوردي من الوجود. لكن الحركة الكوردية لم تتوقف عن النضال السياسي، حافظت على الهوية القومية بالرغم من الانقسامات المتتالية في بنيتها الداخلية والتشرذم اللامنطقي في خطابها السياسي.

مع بدء التغييرات الدولية والتحولات الكبيرة في المواقف والمصالح، نالت القضية الكوردية اهتماما وتأييدا دوليين ونال ممثلوها الكورد الثقة كممثلين ومعارضة حقيقية للأنظمة الاستبدادية عبر تاريخ الاستبداد، في اطار فرض مشروعية حقوق الكورد في تقرير مصيرهم بنفسهم، وفق العهود والمواثيق الدولية.
حاولت الدول الغاصبة بطريقة أو بأخرى تمسكها باتفاقيات غير عادلة انتهت مفعولها قانونياً وتسير بطريقها إلى التلاشي محاولة لتجديدها وإعادة الروح إليها، وتعمل جاهدة على طمس الهوية القومية للشعب الكوردي بالتعريب والتتريك والتفريس، تزامناً مع نسج خيوط خارطة الشرق الأوسط الجديد مع حق تقرير المصير للشعوب المظلومة. مع استمرار الدعوات والمبادرات لنبذ الخلاف وترتيب البيت الكوردي وتوحيد الخطاب السياسي الكوردي، بدأت أمريكا بفك أول شيفرات استراتيجيتها في المنطقة، محاولة ايجاد أرضية مناسبة لتنفيذ مصالحها في مناطق نفوذها. لتتلاقى مصالحها مع استقرار المنطقة الكوردية بوجود إدارة كوردية مشتركة من خلال توحيد الأطراف الكوردية وتوحيد خطابها السياسي.
لتكون طاولة المفاوضات أولى خطوات توحيد الخطاب السياسي الكوردي التي توج بالاعلان عن نجاح المرحلة الأولى في بيان 16 حزيران 2020 الاعلان عن الوصول لرؤية سياسية مشتركة ملزمة لطرفي التفاوض والتفاهم على اعتماد اتفاقية دهوك كأرضية لمفاوضات المرحلة الثانية وتحقيق شراكة حقيقية ومتساوية في كافة المجالات. اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بوحدة الموقف الكوردي موضع ارتياح لكنه مشوب بالقلق. إصدارها بياناً مرحباً باللغة الكوردية عن بيان التفاهم الأولي سابقة تاريخية، نتطلع لدعمها في مجال تحقيق شراكة الشعب الكوردي في مستقبل سوريا من خلال العملية السياسية التي تتبناها الأمم المتحدة. كل الآمال تتجه للإعلان عن اتفاق كوردي شامل”.
تتابع أحمد: “الوصول لاتفاق كوردي نهائي يتطلب أمورا كثيرة، تعتبر كشروط مثالية أو مقومات نجاح منها: -استمرار إلتقاء المصالح وتداخلها ستساهم في الوصول إلى اتفاق نهائي.-استمرار امريكا في جديتها كدولة راعية للاتفاق ستضغط باتجاه الوصول إلى الاتفاق النهائي المرتقب. كما أن التركيز على نقاط التلاقي والبناء عليها، ومحاولة إزالة كافة العقبات وحل كافة المشاكل التي تعترض سير المفاوضات وما أكثرها داخلياً واقليمياً. إدراك الأطراف بمدى مصيرية المفاوضات نقطة في غاية الأهمية. نجاح المفاوضات مرحلة نوعية باتجاه حل القضية الكوردية العادلة، وحماية للوجود الكوردي من عوامل الاقصاء الكثيرة. ليكون الاتفاق النهائي بمثابة المخرج الوحيد لحل القضية الكوردية في مرحلة الاستحقاقات وفي ظل غياب الخيارات. لا خيار سوى الوصول إلى اتفاق شامل. مع هذه الضرورات المصيرية والمسؤولية الملقاة على عاتق الجميع لتوحيد الخطاب والصف الكرديبن ومع التغييرات الإقليمية والدولية، لا بد من العمل الجاد للوصول إلى الاتفاق النهائي. قد نكون أمام واقع يفرض وجوده العادل على الخارطة السياسية. نتأمل أن يتحول التفاهم الأولي لاتفاق نهائي شامل”.
تضيف أحمد: “في التفاوض لا بد من إمكانية خلق منطقة مشتركة بين مناطق الاختلاف بين طرفي التفاوض للبناء عليها. من المسؤولية التاريخية أن يدرك الطرفان بأن الوصول إلى اتفاق هو الذي سيحمي المصالح المشتركة العليا والحقوق القومية للشعب الكوردي، لذلك لا بد من تغليب المصلحة القومية على المصالح الحزبية. – الرغبة والارادة الحقيقية والثقة، وذلك لخلق أرضية مشتركة من التفاهمات للبناء عليها وصولاً لنهاية مشرقة. لأن غياب الثقة بين طرفي التفاوض سيجعل عملية التفاوض مترنحة بين تيارات التلاعب والمراوغة، وإضفاء جو من الشك والارتياب على الجو العام وهو ما سيجعل الطرق السالكة ضبابية لا تمهد للوصول إلى النور. جدية الدول الراعية واستمرار الدعم في الوصول إلى اتفاق شامل مع استمرار ودعم كاف لتطبيقه على أرض الواقع من مقومات نجاح المفاوضات، وحتى تسير المفاوضات على سكة النجاح لا بد من فريق استشاري متخصص، لتقديم المشورة اللازمة أثناء المفاوضات والوصول إلى الاتفاق وصياغته بأسلوب متقن لا يحتمل التأويلات الكثيرة. أما إنجاز الاتفاقية وحتى ترى النور وتترجم أبجديتها على أرض الواقع: فإنه لا بد من تحمل المسؤولية التاريخية والتقييد بالالتزام الملزم بين الأطراف المفاوضة. ثانيا: أن تتبنى أمريكا مخرجات الاتفاق والعمل من أجل دعمها لتثبيتها في الدستور السوري الجديد، لتكون جزءاً من الحل لمستقبل سوريا الجديدة”.
وتردف أحمد: “إذا حصل الاتفاق سيكون شاملاً من النواحي السياسية والعسكرية والإدارية، سيساهم الاتفاق إلى استقرار المنطقة من كافة النواحي. لتكون الرؤية السياسية المشتركة الملزمة لطرفي الاتفاق خارطة الطريق للعمل الجاد لتثبيت بنود الاتفاق وتفاصيله التي ستضع اللبنة الأولى لما سيكون عليه مستقبل المنطقة”.
تختم أحمد: “الاتفاق الكوردي- الكوردي إن تكلل بالنجاح، فلن يكون موجهاً ضد المكونات الأخرى كما تؤكد المفاوضات الآن. فبعد الوصول إلى اتفاقية كوردية – كوردية فإنه لا بد من الخطوة اللاحقة للاتفاق بين المكونات الأخرى للمشاركة في إدارة المنطقة بما يضمن حقوقها في السلام والحرية والكرامة الانسانية. باعتماد اتفاقية دهوك كأرضية للمفاوضات، هي ضمانة للمكونات لأنها تتضمن مشاركة كل المكونات الأخرى في الإدارة. ضرورة مد جسور الثقة والتعاون ونشر ثقافة الحوار والعيش المشترك بدلاً من ثقافة الحقد والعنصرية وخطاب الكراهية التي تتبناها كل من المعارضة والنظام. الرسائل المعارضة للاتفاق لبعض قوى المعارضة السورية بل أكثرهم وبتحريض من بعض الدول الحاضنة لها، تبث سمومها باستمرار، تلك التي لم تخف وتيرة شوفينيتها، بالرغم من علمها اليقين بان الاتفاق سيكون في مصلحة وحدة المعارضة السورية وتقويتها وسبيل لحل الأزمة السورية. أما النظام بشكل مباشر أو من خلال أذرعه الأخطبوطية يحاول جاهداً توجيه بوصلة العداء بين مكونات المنطقة التي شهدت تاريخاً من العيش المشترك. كل المؤامرات والمحاولات لن تثنينا عن الاستمرار بالمفاوضات للوصول إلى اتفاق شامل يعتمد على الرؤية السياسية المشتركة الملزمة والتي تتضمن الحل السياسي للأزمة السورية وفق القرارات الدولية لا سيما القرار 2254، وإقامة علاقات جيدة مع كافة أطر المعارضة السورية المؤمنة بالديمقراطية وحقوق كل المكونات السورية. سيكون الاتفاق موجهاً لتعزيز أصول العيش المشترك والكرامة الانسانية لكافة المكونات. الحوارات واللقاءات مستمرة مع المكونات الأخرى كما التفاهمات. الشعب الكوردي الذي تعرض لأبشع أشكال الظلم والاضطهاد القومي، لن يكون ظالماً لغيره من المكونات. لا بد من العمل معاً من أجل بناء سوريا ديمقراطية اتحادية لكل السوريين. ولا يمكن حل الازمة السورية دون حل عادل وشامل للقضية الكوردية وفق العهود والمواثيق الدولية. كل الشكر لحامي الحقوق القومية للشعب الكوردي الرئيس مسعود بارزاني في دعمه ورعايته وتشجعيه لكل اتفاق يحمي الحقوق والهوية والوجود”.
ختاماً:
الشعب الكوردي ينتظر ما ستؤول إليه المفاوضات، وهو على يقين أن قيادات الحركة الكوردية سيتحملون المسؤولية المُلقاة على أكتافهم، وسيحققون ما يصبو إليه طموحات الشعب الكوردي في كوردستان سوريا.

 

التعليقات مغلقة.