عقدت اللجنة المركزية لحزب يكيتي الكُردستاني – سوريا اجتماعها الاعتيادي في أواخر حزيران، وناقشت جملةً من القضايا التنظيمية والسياسية.
ففي المجال التنظيمي :
قيّم الاجتماع إيجابياً الوضع التنظيمي للحزب في الفترة المنصرمة رغم الظروف الصعبة ، حيث عودة الرفاق إلى صفوف حزبهم مستمرة وتمّ التأكيد بأنّ أبواب الحزب مفتوحة أمام جميع الرفاق للعودة ، حيث تمّ مناقشة الخطة المقدّمة من قبل اللجنة السياسية لتطوير آلية العمل التنظيمي للحزب وتحسين أدائه بين الجماهير، وإدخال التعديلات المناسبة عليها واعتمادها في كلّ المنظمات الحزبية ، والتأكيد على زيادة وتيرة التواصل مع الشخصيات المستقلة و الفعاليات الكُردية وصولاً للمشاركة والتفاعل فيما يخصّ قضية شعبنا وحقوقه .
ثمّ تناول الاجتماع جميع المستجدات السياسية التي تمرّ بها المنطقة بشكلٍ عام و سوريا بشكلٍ خاص، حيث لا زال النظام يرفض الحلّ السياسي وكلّ القرارات الدولية الخاصة بحلّ الأزمة السورية ، لاسيما القرار ٢٢٥٤ ولازال متمسّكاً باعتماد الحلّ العسكري ، متجاهلاً الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمرّ بها البلاد، وتردّي الأوضاع المعيشية الصعبة للمواطنين بسبب انهيار الليرة أمام الدولار ، وأبدى المجتمعون قلقهم وخوفهم من أن تنعكس العقوبات التي فرضتها أمريكا على النظام عبر قانون قيصر، والذي جاء في جوهره لحماية المدنيين، واستهداف رموز النظام ومؤسساته بغية إرغامه على القبول بالحلول السياسية وفق القرارات الدولية.
إن الشعب السوري الذي يعيش غالبيته تحت خط الفقر، لم يعد يحتمل هذه الحالة المزرية وبدأت الجماهير بالتحرّك لمواجهة سياسات النظام عبر تظاهراتٍ سلمية في السويداء ودرعا وغيرها متحديةً بطش النظام وقمعه، حيث تردّد الأخير في استخدام العنف ضدّ المتظاهرين كعادته، خوفاً من أن تعمّ التظاهرات كافة المناطق السورية.
مقابل هذا الواقع المتردّي الذي يعيشه السوريون، لاتزال المعارضة السورية مشتّتة، وما الخلافات التي تعصف بهيئة التفاوض السورية للمعارضة بسبب التجاذبات الإقليمية، إلا خير دليل على ذلك ، ودعا الاجتماع جميع الأطراف إلى الانطلاق من مصلحة الشعب السوري لتتمكّن من تمثيل تطلّعات السوريين في الاستحقاقات المقبلة، وفي هذا المجال ثمّنت اللجنة المركزية موقف المجلس الوطني الكُردي في السعي للحفاظ على وحدة هيئة التفاوض وكلّ الأطراف تشهد للمجلس الموقف الوطني السليم والصائب الذي اتخذه من هذه الأزمة .
كما توقّف الاجتماع مطوّلاً على المفاوضات الجارية بين المجلس الوطني الكُردي وحزب الإتحاد الديمقراطي PYD وحلفائه ( أحزاب الوحدة الوطنية ) بهدف وحدة الموقف والصفّ الكُردي ، حيث ثمّنت اللجنة المركزية التوافق حول الرؤية السياسية المشتركة وكذلك التفاهمات حول اعتماد اتفاقية دهوك لعام 2014 بين الطرفين، كأساسٍ للحوار المقبل للوصول إلى اتفاق شراكةٍ حقيقية متساوية على كافة المستويات الإدارية والعسكرية والأمنية والمالية.
كما ثمّن المجتمعون دور الولايات المتحدة الأمريكية في رعايتها المباشرة للمفاوضات وضرورة إنجاحها، كونها تخدم وحدة الصفّ الكُردي وتصبّ أيضاً في مصلحة المعارضة السورية وتقوية موقفها التفاوضي المستقبلي تجاه النظام ،
كما قيّمت اللجنة المركزية الدور البارز للسروك مسعود بارزاني ورئيس إقليم كُردستان نيجيرفان بارزاني، على دعمهم لوحدة الموقف والصفّ الكُردي وللمفاوضات الجارية واستعدادهم لتقديم كلّ ما يلزم لإنجاح هذه المفاوضات.
أبدت اللجنة المركزية امتعاضها وأسفها من المواقف السلبية التي أبدتها بعض الشخصيات من الأخوة في المكوّن العربي الذين رفضوا مسبقاً كلّ المخرجات التي سيتمخّض عنها حوار الأطراف الكُردية بين بعضهم دون انتظار النتائج ،
علماً أنّ المجلس الوطني وعبر تصاريحه للأوساط الإعلامية أكّد بأن مفاوضاتنا لا تستهدف أياَ من المكوّنات السورية ولا أي طرفٍ من أطراف المعارضة السورية، ولا أياً من دول الجوار.
وأكّدت اللجنة المركزية على ضرورة الإسراع في مفاوضات المرحلة الثانية للوصول إلى اتفاقٍ حقيقي وعدم إلهاء شعبنا بالخطابات العاطفية حول الوحدة الكُردية فخطوات الشراكة على الأرض تزرع الطمأنينة في نفوس الجماهير أكثر من الخطابات العاطفية .
وأكّدت اللجنة المركزية بأنّ هدفنا من التوصّل لاتفاقٍ برعاية امريكية لضمان حماية مناطقنا وقطع جميع الحجج أمام التدخّلات الخارجية، وإخراج شعبنا من حالة الخوف والهلع اليومي الذي يعيشه ، والاتفاق الذي ننشده هو فقط بين الكُرد السوريين بعيداً عن حزب العمال الكُردستاني ، لكي لا تتكرّر تجربة عفرين وتل أبيض ورأس العين وبناء شراكة لأنّ تجربة سلطة الحزب الواحد أثبتت عدم جدواها .
كما ناقش الاجتماع الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها أبناء شعبنا وخاصةً ( عفرين ورأس العين وتل أبيض ) ودعا المجتمع الدولي إلى الضغط باتجاه إيقاف الانتهاكات التي تحصل في هذه المناطق على يد البعض من الفصائل المسلّحة هناك والإسراع في عودة النازحين لديارهم. وأبدت اللجنة المركزية أسفها من عدم تمكّن، اللجنة التي تشكّلت بين المجلس والائتلاف ، لهذا التاريخ ، من إعادة النازحين لديارهم بسبب عدم جدية وقناعة الأطراف المتنفّذة هناك بعودة النازحين لديارهم لأنها ستعرقل محاولاتهم في التغيير الديموغرافي القائمة على الأرض .
كما توقّف الاجتماع على معاناة الشعب في المناطق الكُردية في ظلّ سوء الإدارة وارتفاع الاسعار وعدم توفّر الكهرباء والماء والخبز و الخدمات والاحتكار من قبل بعض التجّار المتنفّذين، وهذه المعاناة تزداد يوماً بعد آخر رغم سيطرة هذة الإدارة على النفط والغاز والموارد الزراعية والمعابر والتجارة والضرائب وعدم شفافية صرف جميع هذه الواردات.
توقّف الاجتماع مطولاً على آداء المجلس الوطني الكُردي وضرورة تفعيله بين الجماهير والحفاظ على وحدته في هذه الظروف الصعبة التي يمرّ بها شعبنا، وضرورة الاحترام المتبادل بين مكوّناته وتطوير العلاقة فيما بينهم .
هذا وناقش المجتمعون بعض التصريحات الإعلامية و البوستات المتبادلة على صفحات التواصل الاجتماعي بين رفاقنا ورفاق الحزب الديمقراطي الكُردستاني – سوريا ورأت بأنها لا تخدم مستقبل العلاقة بين الحزبين الشقيقين وكذلك المجلس الوطني الكُردي ،وفي هذا الصدد فقد وجّهنا من طرفنا جميع رفاقنا وأنصارنا إلى الابتعاد عن كلّ ما يسيء للعلاقة بين الحلفاء، وحرصاً على الإبقاء على علاقاتٍ جيدة معهم ومع كلّ مكوّنات المجلس الوطني الكُردي ، أكّدت اللجنة المركزية على ضرورة تكثيف اللقاءات الثنائية بين مكوّنات المجلس وهي وحدها الكفيلة بإزالة كلّ أشكال سوء الفهم التي قد تحصل.
وفي ختام الاجتماع تمّ التأكيد على أخذ الحيطة والحذر من مخاوف انتشار وباء الكورونا في مناطقنا وضرورة اتخاذ كافة التدابير الوقائية لمنع انتقاله وانتشاره في هذه المناطق .
ودعا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات الإنسانية لأبناء هذه المناطق، كون الجميع يعيش تحت خطّ الفقر.
قامشلو
2020-7-1
اللجنة المركزية لحزب يكيتي الكُردستاني – سوريا
التعليقات مغلقة.