المجلس الوطني الكوردي في سوريا

أرتفاع حصيلة قتلى القصف التركي لمواقع وحدات حماية الشعب الكوردية

111

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حصيلة قتلى القصف التركي على مواقع كوردية في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا قد ارتفعت إلى 28. وأعربت الخارجية الأمريكية بعد هذا القصف عن قلقها بسبب قيام أنقرة بشن هذه الغارات دون استشارة التحالف الدولي لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي يعتبر الأكراد السوريين شركاء في المعركة ضد الجهاديين.

ارتفعت حصيلة القتلى جراء القصف التركي على مقر لوحدات الحماية الشعبية الكوردية في شمال شرق سوريا إلى 28 شخصا من المقاتلين والعاملين في مركز إعلامي، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “ارتفعت حصيلة القتلى جراء القصف التركي على مقر قيادة وحدات حماية الشعب الكوردية في محافظة الحسكة (شمال شرق) إلى 28 شخصا غالبيتهم من المقاتلين الأكراد بالإضافة إلى عاملين في المركز الإعلامي” التابع لهم.

وأوضح أن بين القتلى قيادية في وحدات حماية المرأة الكوردية، مشيرا إلى إصابة 19 آخرين بجروح، بعضهم في “حالات حرجة”.

وكانت حصيلة سابقة للوحدات الكوردية الثلاثاء قد أفادت بمقتل عشرين شخصا.

وشنت طائرات تركية فجر الثلاثاء عشرات الغارات الجوية على مقر القيادة العامة لوحدات حماية الشعب الكوردية بالقرب من مدينة المالكية الواقعة في محافظة الحسكة (شمال شرق) عند المثلث الحدودي بين سوريا وتركيا والعراق.

ويضم المقر وفق ما أعلنت الوحدات “مركز الإعلام والإذاعة ومركز الاتصالات وبعض المؤسسات العسكرية” في محافظة الحسكة.

على حسابها على موقع تويتر، نشرت وحدات حماية الشعب ليل الثلاثاء صورة غرفة تضررت جدرانها وتبعثرت محتوياتها جراء القصف، مرفقة بتعليق بالإنكليزية “الغارات التركية دمرت مكتبنا الإعلامي لكنهم لن يتمكنوا من وقفنا عن أداء واجبنا الإخباري. وتوقنا إلى الحرية لن يثنيه شيء”.

وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس في الموقع أمس أبنية وسيارات مدمرة بالكامل جراء القصف، ومقاتلين من الوحدات فوق الأنقاض يراقبون حجم الدمار الذي طال المكان. كما انهار الجزء العلوي من عمود إرسال ضخم جراء القصف.

وعملت الجرافات على رفع الأنقاض في الموقع الذي علت فيه أعلام الوحدات صفراء اللون التي تتوسطها نجمة خماسية حمراء.

وأعلن الجيش التركي في بيان الثلاثاء أن غاراته هدفت إلى “تدمير أوكار الإرهاب التي تستهدف بلادنا”، مؤكدا عزمه مواصلة العملية “حتى يتم تحييد آخر إرهابي”.

وتصنف تركيا الوحدات مع جناحها السياسي حزب الاتحاد الديمقراطي منظمة “إرهابية” وتعتبرها امتدادا لحزب العمال الكوردستاني الذي يقود تمردا ضدها منذ ثمانينيات القرن الماضي على الأراضي التركية.

ويتلقى المقاتلون الأكراد دعما عسكريا من التحالف الدولي بقيادة واشنطن بعدما أثبتوا فعالية في قتال تنظيم “الدولة الإسلامية” وتمكنوا من طرد الجهاديين من مناطق عدة.

وبعد ساعات من القصف التركي، تفقد مسؤول أمريكي من التحالف الدولي الموقع المستهدف برفقة قياديين أكراد.

وقال الناطق الرسمي باسم الوحدات ريدور خليل لفرانس برس إن التحالف “يتحمل مسؤولية كبيرة وعليه أن يقوم بواجبه في حماية المنطقة كوننا شركاء في محاربة ’داعش‘ (تنظيم ’الدولة الإسلامية‘)”، معتبرا أنه “لا يمكن لتركيا أن تقصفنا ولا يصدر موقف من التحالف”.

وفي وقت لاحق، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر عن “قلق عميق” إزاء القصف التركي الذي شمل أيضا مواقع للأكراد والإيزيديين في شمال العراق، “من دون تنسيق مناسب سواء مع الولايات المتحدة أو التحالف الدولي الأوسع لهزيمة ’داعش‘”.

وقال تونر المتحدث في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين “عبرنا عن تلك المخاوف لحكومة تركيا مباشرة. التحالف لم يوافق على هذه الضربات التي أدت إلى خسائر مؤسفة للأرواح في صفوف قوات شريكة لنا في قتال (تنظيم) ’الدولة الإسلامية‘”.

وأكد تونر أنه في حين أن الولايات المتحدة تدرك مخاوف تركيا إزاء حزب العمال الكوردستاني فإن الضربات الجوية عبر الحدود تضر بجهود التحالف لمكافحة التنظيم المتشدد.

وأضاف “ندرك مخاوفهم إزاء حزب العمال الكوردستاني، لكن هذه النوعية من التحركات بصراحة تضر بجهود التحالف لملاحقة ’داعش‘ وتضر بشركائنا على الأرض الذين يخوضون هذه المعركة

 

التعليقات مغلقة.