هذه الأيام تضرع غالبية شعبنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالدعاء للشفاء للفنان الكبير والقدير سعيد كاباري، حيث أن دل هذا إنما يدل على العرفان والمحبة لهذه القامة والكنز العظيم و الأيقونة للشعب الكوردي ، هذا الإنسان الضرير امتلك الموهبة والذاكرة والإخلاص والخدمة للقضية الكوردية بفنه وشعره وصوته ، غنى للحب وللقومية وللتاريخ وللمرأة وللمجتمع ، كنز من التراث والفن والتاريخ.
شاب انجبته قريةٌ اسمها خربي كژي من قرى عامودا والحسكة، تجول في عموم كوردستان اتقن جميع اللهجات والعادات تعرف على أبناء معظم مناطق كوردستان وعقد معهم علاقات المعرفة والصداقة والأخوة ، استطاع أن يخزن في ذاكرته جغرافية كوردستان بمدنه وقراه وجباله وسهوله قلما تجد هذه المعرفة لدى الساسة والمثقفين كما وجدت لدى الفنان العظيم سعيد كاباري.
غنى مع معظم الفنانين بالحفلات ونوروز والأعراس والحلقات والسهرات الاجتماعية كان كبيراً وصغيراً ومتواضعاً مع شعبه وفنانيه ، لم يملك الكبرياء والتكبر، أجاد الغناء جميع أنواع الأنماط والألوان للغناء الكوردي . سعيد الضرير كان يملك الإيمان والعيون والبصيرة والروح القومية ويرى أكثر من غيره وأقرانه في البعد القومي والاجتماعي والأخلاص لمبادئه نهج الكوردايتي نهج البارزاني الخالد ، كان كوردستانياً وقومياً وبازانياً حتى العظم تميز بالجرأة وسعة الأفق وروح التحدي والايمان لقضية شعب كوردستان ، لم يكن يعرف الخنوع والتزلف والتضرع والمجاملة ، آمن بالبيشمركة وناضل كبيشمركة في ربوع الجبال والوديان والكهوف نادى بحنجرته إلى الحرية والاستقلال حمل هموم وأحزان وأفراح شعبه ، حزن معهم ورقص معهم وبكى معهم وكل محطات حياته و أغانيه ومواقفه شاهد على ذلك.
أن الكلمات تعجز وهي قليلة في التعبير ووصف ملك التراث الكوردي و إمبراطور الأغنية الكوردية سعيد كاباري ، الذي سيبقى في ضمير ووجدان كل كوردي.
ندعوا له بالشفاء العاجل، أن غيابك هو غياب للصوت الكوردي افول نجمة من سماء كوردستان لكن كلنا اأمل بقدرة الله أن تطيب صحته وبعزيمة الرئيس مسعود بارزاني الذي يقدر عالياً قيمة سعيد كاباري بالوصول إلى مشافي المانيا للعلاج مبكرا …
لا ترحل بافي بيكس قامشلو وهولير ومهاباد وامد تنتظر هدير صوتك وكلمات أغانيك في هذا الوقت العصيب من انتظار تحقيق الوحدة الكوردية وتحقيق حلمك الذي طالما غنيت وناديت من اجل حرية واستقلال كوردستان .
التعليقات مغلقة.