المجلس الوطني الكوردي في سوريا

عزالدين ملا:المرحلة … ووحدة الصف الكوردي…

123

ما ان بدأ الهجوم التركي على سري كانيية وكري سبي، ظهرت أصوات تنادي إلى وحدة الصف الكوردي، وكأن الكورد ليسوا قاطنين في مكان واحد، وغير متواجدين بجانب بعضهم، ولم تكن هناك نداءات قبل هذه الكارثة.
فمنذ ان انطلقت شرارة الثورة السورية في درعا وامتدادها إلى كامل الأرض السورية عامة والمناطق الكوردية خاصة، بدأ حضور الكورد بالانتعاش لِما لهم من تأثير في سوريا المستقبل، وكان هناك من ينادي إلى رص الصفوف وتوحيد الرُؤى الكوردية، وظهور تحركات كوردية على مختلف الصُعد، حيث ظهر توحيد الحركة الكوردية في البادئ من خلال لملمة الجميع ضمن أطرة سياسية واحدة وهو المجلس الوطني الكوردي، ولمواجهة هذا الاتحاد الكوردي، بدأ اولى الشرخ الكوردي عندما ظهر طرف آخر، عمل على تشكيل مجلس غربي كوردستان هو ب ي د، ولحسابات شخصية واجندات إقليمية، وعدم الرضى عند العديد من الأحزاب والشخصيات داخل المجلس، قام هؤلاء بالإنسحاب من المجلس وانضمامهم لمجلس غربي كوردستان أو الوقوف على الحياد.
وفي هذا الإثناء ولضرورات مرحلية كوردية، وخاصة ما كان يدور على الساحة السورية عامة من تضارب لمصالح الدول الإقليمية والعالمية، نادى الرئيس مسعود البارزاني إلى ضرورة توحيد الصف الكوردي، فانبثق عن نداء البارزاني، خروج الطرفين باتفاقية هولير1 وتشكيل هيئة كوردية عُليا، وكانت هذه الاتفاقية بمثابة ضمان حقيقي لكافة متطلبات الكورد القومية والوطنية ضمن إطار الوحدة السورية، ولكن ما إن عاد الوفود إلى كوردستان سوريا حتى تنكر مجلس غربي كوردستان وب ي د لتلك الاتفاقية وضربها بعرض الحائط لغايات بعيدة كل البعد عن حقوق الكورد.
ولكن نداء الرئيس مسعود البارزاني استمرَّ، لمعرفته ان ضمان حقوق الكورد تُكمن بوحدتهم، فكانت اتفاقية هولير2 ودهوك، وكذلك كما السابقتيها، لم ينفذ أي من بنودها.
واستمرَّ الحال في هذا الشرخ سنوات وسنوات، حيث استخدم مجلس غربي كوردستان وب ي د مختلف الممارسات والاساليب الترهيبية والاستبداد ضد المجلس والشعب الكوردي لاضطهادهم وارضاخهم لسياساتهم الغير الكوردية، من اختطاف واعتقال لقيادات وكوادر المجلس الوطني الكوردي واغلاق مكاتبه وحرقها، بالإضافة إلى الاستيلاء على أملاك اعضائه، وغير ذلك من الاساليب، التجنيد الاجباري وفرض ضرائب واتاوات على المواطنين، وحتى وصل بهم الأمر الى فرض سياسات تعليمية غير مدروسة، مما أجبر آلاف الكورد إلى الهجرة والنزوح، فكان نتائج سياستهم، شتات الحركة السياسية الكوردية، والخسارة الكبرى في عفرين وسري كانية وكري سبي.
ورغم كل تلك الممارسات بقي المجلس متمسكاً بموقفه السلمي، ولم يبادر بالمثل ضد أخاه الكوردي، بل تحمَّل قياداته وكوادره هذه الممارسات، وأصرّوا على استمراريتهم في الطرق السلمية لمواجهة الآلة الاستبدادية لـ ب ي د من جهة، والمطالبة بحقوق الكورد في كوردستان سورية بطرق دبلوماسية في المحافل الدولية.
والآن، وبعد تلك السياسات الفاشلة لمجلس غربي كوردستان وب ي د، يخرج أعلامهم بأن وحدة الصف الكوردي السبيل الوحيد لضمان حقوق الكورد، أين كنتم خلال تلك السنوات؟، ولماذا الآن؟ أسئلة يتوجب علينا طرحه، هناك من يأتي ويقول، المرحلة لا تستوجب المحاسبة وفتح ملفات قديمة. صحيح، ولكن هناك مناخات يتوجب من الطرف المعتدي تهيئته، وإيجاد أرضية الثقة بين طرفي الكوردي، فكان إعلان المجلس الوطني الكوردي بفتح مكاتبه بادرة حسن نية نحو توحيد الصف والموقف الكوردي، فما على الطرف الآخر المبادرة بالمثل وأكثر لأنه المُعتدي، لخلق هذه المناخات وحسن النية من جهته. والأكثر من ذلك هو توحيد الرؤية الكوردية بما يضمن حقوق القومية والوطنية المُحقّة والمشروعة للكورد في الدستور سوريا المستقبل، وكما نعلم هناك ثوابت للقضية الكوردية لا يمكن التنازل عنها، والأيام القادمة كفيلة بنية كل طرف.
الشعب الكوردي تحمَّل ما تحمَّلهُ من ظلم وقهر وويلات، فجميع العيون الكوردية يترقب الخطوات العملية لإشعارهم بالتفاؤل لما سيؤول إليه قادم الأيام، فالظروف لن ترحم التخاذل والتماطل، فنحن أمام مرحلة حاسمة إما ان نكون أو لا نكون.

المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

التعليقات مغلقة.