إلى أبي…
إن الجلد يأكل من لحم الجسد، الكلمة أقوى من الرصاص!!
(ياااااه)
لماذا هذا الصدر لا يأوي إلا رؤوس الخناجر؟!
تركني أبي ذات يوم؛ لأنني لم أكن مُطيعاً، و«تشتوشاً»[1] بين أصابعه الفولاذية. هكذا هو الله، ومن أمامي تهرب طيور الكناري!
سأقف على قمة جبل «عبد العزيز»، هكذا على رؤوس أصابع قدميَّ، سأغني، سأرقص «الفلامنكو»[2] وعلى صدري وشْم، هو الغياب يا أبي،
ولن أندم على حظي السيء، فقط على نفسي سأحزن؛ لأنني ألف قصة وقصيدة، هل ترون مَن أنا؟ وكيف كنت؟
لن أكون الداجِن الجديد في تظاهرة أزقة الدساتير المُريبة،
ولن يكون جسدي حقلاً جديداً للحراثة،
كما لن أكون ثوراً في مُختبر الإخصاءِ
لتكتنزوا لحمي للشتاءات القادمة
وتتناولوا شرائحي
مخلوعة عن العظام في حفلة شعوذة
والأنخاب مُعتّقة من دمي
معادلتي صاغها:
الكفر، ثم شك، وإيمان، فيقين، وغيرة، وتسول الحنين، وتهمة جاهزة هي:
(……).
تتخبّط جداول الضرب
حتى تتساقط الأرقام على عتبة السبورة السوداء، كأنها آثار «مسيلمة»، وعساكر «يهوذا» المجنّدين المعاصرين…
أصارع الذبول
كديك دائم
ولا يكتمل طغيانكم إلا بالحبوب الزرقاء
وغداً عند الصحوةِ الأولى، تصبحون أشلاء مجرورة كخرقة بالية، في صلادة عاداتنا وتقاليدنا العشائرية…
وهتافي في الملأ
أحرف الجرّ…
هكذا ستجدون أشلائي معلقة على أبواب جهنم، ولن أنحني.
ما كنت يوماً لأحد احتياطي لإعادة التقييم في مختبرات أنفاسي المؤلمة، وفائض غير معلن عنه.
رغم الحشوة والقساوة
رغم أخطائي
رغم بذرة الصبار
رغم جمال الشمس والقمر والنجوم والطيور العابرة
أنا ذلك النبي الذي يخاف الوحدة
فقط…
[1] تشتوش: هو الشخص الضعيف الشخصية، والذي ليس له قيمة، وهي كلمة تقال هكذا باللهجة الشامية.
[2] فلامنكو: يطلق على نوع من الغناء والرقص والعزف المنفرد على الكيتار، ومصدره جنوب إسبانيا، الأندلس.
التعليقات مغلقة.