يعرف التنمر بأنه ميل بعض أصحاب أو مديري أو رؤساء العمل, إلى السيطرة على مرؤوسيهم و مضايقتهم, وإفتعال المشاكل معهم, أو خلق الإزعاجات لهم , كل ذلك من أجل الضغط عليهم , و أجبارهم على ترك العمل و تقديم إستقالاتهم, أو التقدم بطلبات لنقلهم من مكان إلى مكان آخر أو وظيفة أخرى. بعيداً عن الضغط النفسي و المعاملة السيئة في مكان عملهم, أو وظيفتهم.
كذلك الأمر نجده في بعض الأحزاب السياسية عندنا أيضاً , حيث يعاني الكثير من الأعضاء الحزبيين و في إطار عملهم ضمن أحزابهم من ” التنمر الحزبي” بحيث أن بعض المسؤولين الحزبيين الذين أصبحوا في موقع المسؤولية, أو في رأس الهرم الحزبي, وبات مركزهم الحزبي يخولهم أن يعاملوا رفاقهم الذين هم في هيئات الحزب الدنيا, معاملة سيئة, والتقليل من شأنهم, وحتى الإستخفاف بهم, و بإمكانياتهم و قدراتهم,و وضع العقبات و الصعوبات أمامهم , كل ذلك من أجل إيهامهم بأنهم ليسوا بالمستوى المطلوب و أنهم غير قادرين على تحمل المسؤولية, و لإقناع المسؤول لنفسه بأنه لا يوجد منافس له , وأنه هو وحده المخلص و المنقذ لهم وللحزب كذلك.
طبعاً التنمرغالباً ما يكون من نصيب ضعاف الشخصية و الجهلة, الذين يجهلون حقوقهم وواجباتهم , سواء في وظيفة ما, أوفي أي عمل و مجال آخر, و حتى في الأحزاب أيضاً, فإذا كنت لا تعرف ما لك و ما عليك و إذا لم تكن تعرف قوانين و ضوابط حزبك, فبالتأكيد سيستغل الآخرين جهلك و ضعفك, و ستتعرض لشتى أنواع التنمر و الضغوطات, من مسؤوليك و حتى من زملائك أيضاً , و دون أن تعرف كيفية الدفاع عن نفسك, وخاصة إذا لم تكن هناك هيئات للرقابة و المحاسبة تكون فوق الجميع ,و تنصف الجميع و تحاسبهم .
و أخيراً نستطيع القول أن “التنمر الحزبي” وهو ما يهمنا هنا, ماهو إلا مرض خطير , و يجب عدم إفساح المجال لإنتشاره و تفشيه ,بل ويجب القضاء عليه بالسرعة الممكنة في حال ملاحظته في أي حزب سياسي , لأنه من الأمراض التي تتوسع بسرعة فائقة , و من الممكن أن يصيب المرض الهيئة تلو الأخرى , صغيرها و كبيرها ,بحيث تتعطل كافة الهيئات الحزبية , لأن المعرضون للتنمر حتماً سيكونون محبطين نفسياً و فكرياً ، ولن يكون بإستطاعتهم العمل و العطاء أبداً.
المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.