المناضل كما هو معروف, هو ذلك الإنسان المبدأي المتفاني الذي يضع نفسه في خدمة قضايا شعبه بكل إخلاص , و يعمل على الوصول به إلى بر الأمان , مستخدماً في بلوغ هدفه كل القيم و الأخلاق النبيلة و الشريفة, المناضل هو ذلك الإنسان الذي رضي أو إختار لنفسه أن يكون إنساناً مختلفاً و مميزاً, عن كل من هم حوله ,هوذاك الشخص الذي يقدس نفسه و يترفع بها ليبلغ الدرجات العليا من الإنسانية و التضحية, قبل أن يقدسه الآخرون .
المناضل الحقيقي, هو ذاك الذي لا ينفصل عن مجتمعه في أحلك الظروف و أصعبها ,و يتحمل العذاب و العناء قبل أي شخص آخر, ودن أن ينتظر المقابل من أحد , بل يجب عليه أن يؤمن بأنه جزء لا يتجزأ من المجتمع و لا يمكن أن ينفصل عنه تحت أي ظرف و أية حجة كانت, لأنه يعتبر الضمير الحي بالنسبة للآخرين الذين يقتدون به والمخلِّص الذي لن يتخلى عنهم مهما حصل , لذا يجب أن يكون في المقدمة دوماً ليكون قدوة في كل سلوكياته الشخصية منها و الغير شخصية, ويجب أن تتجلى شخصيته النضالية في ممارساته و أفعاله وليس أقواله فقط ,كل ذلك كي يكون هو الملهم للآخرين ممن هم حوله , و نبراساً يحذو النخبة و حتى العامة من الناس حذوه, و يتمنون الوصول إلى مستواه,و مكانته النضالية و الإجتماعية و الأخلاقية.
ليس المناضل الحقيقي هو ذاك الذي قد وصل إلى حلبات النضال بالصدفة أو بالطرق الملتوية و المخادعةو المزيفة,
و في أكثر الأحيان الوصول بالطرق السهلة و القصيرة التي لا تكلف شيئاً ولا عناءً, و لا تتطلب منهم سوى بعض المظاهر التمثيلية لدور المناضل و تقمص شخصيته, حتى يبدو للآخرين و كأنه مناضل حقيقي , حيث أنه و في أول إختبار له كمناضل, سرعان ما سينكشف معدنه الحقيقي و سيلحظ الجميع شخصيته الحقيقية والغير النضالية، المزيفة و المزورة, و بأنه ليس سوى مجرد مارق بالصدفة في ملعب النضال ولا يمكنه الصمود و الإستمرار في حلباتها.
المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.