برزت على الساحة اسرار جديدة كانت خفية كشفتها صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية
عن أدلّة أمريكية جديدة تُثبت اشتراك روسيا بالهجوم الكيماوي الذي شنّه النظام السوري على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب، في خطوة وصفتها الصحيفة بـ “غير الاعتيادية”.
ووفقاً لتقييم استخباري أمريكي، فإن الهجوم الذي وقع في الرابع من أبريل/نيسان الماضي، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 100 شخص، إضافة إلى تصاعد التوتّر السريع بين روسيا وأمريكا، أشار إلى وجود اتصالات جوية تؤكّد تورّط روسيا بالهجوم، الأمر الذي يضعف كثيراً من احتمالات تقارب أمريكا مع روسيا قريباً،
وفي التفاصيل التي أشارت إليها الصحيفة الأمريكية، فإنه تم رصد محادثات جوية بين طائرة روسية وأخرى سورية، حيث قامت واحدة منهما بإلقاء غاز الأعصاب على البلدة.
وبحسب مصادر مطلعة يؤكد
مسؤولون أمريكيون تحدثوا للصحيفة، شريطة عدم كشف هوياتهم، قالوا إن نتائج التقييم الاستخباري، والمراقبة الأمريكية التي تعقّبت الطائرة التي ألقت الغاز على بلدة خان شيخون، تظهر أن الطائرة أقلعت من مطار قرب حمص (وسط سوريا)، وقامت بإلقاء حمولتها من الغاز فوق البلدة، مؤكدين وصول عناصر مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيماوية إلى قاعدة الشعيرات قبل أيام من وقوع الهجوم.
واعتبر مسؤولون أمريكيون أن وصول ضباط روس إلى قاعدة الشعيرات قبيل موعد الهجوم لا يبدو أنه كان “عبثياً”، في إشارة إلى علم روسيا بالهجوم وبموعده.
وأوضح مسؤول أمريكي للصحيفة، أن “الأمر يستحقّ أن يُسأل الروس كيف لقوات خاصة بهم أن توجد بالقاعدة ومع القوات التي نفّذت الهجوم الكيماوي قبل موعد الهجوم؟”.
وانتقد مسؤولون أمريكيون تصرّفات روسيا، معتبرين أن “ما تقوم به من محاولة تضليل الرأي العام، والدفاع عن نظام الأسد بهذا الشكل، يوحي بأن لدى موسكو ما تحاول أن تخفيه”.
كما نفى المسؤولون الأمريكيون للصحيفة، صحّة التقارير الروسية التي تحدثت عن قصف طائرات النظام لمستودع أسلحة كيماوية تابع للمعارضة السورية، أو ما وصفتهم بـ “المتطرفين” في البلدة.
ويأتي الموقف العدائي المتزايد تجاه روسيا بعد أقل من أسبوع من قيام الإدارة الأمريكية بإطلاق وابل من الضربات الصاروخية على مطار الشعيرات، الذي انطلقت منه الطائرات التي قصفت خان شيخون؛ رداً على الهجوم الكيماوي.
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، أكد في مؤتمر صحفي، مساء الثلاثاء 11 أبريل/نيسان، أن الدلائل والمؤشرات كافة تؤكد أن النظام السوري هو المسؤول عن استخدام غاز السارين في الهجوم الذي استهدف بلدة خان شيخون، في الرابع من الشهر الجاري، مؤكداً عدم وجود صلة بين المعارضة السورية أو “المتطرفين” في الهجوم.
وطالب سبايسر روسيا بأن تعيد التفكير بدعمها للنظام السوري، محذراً من أن “بلاده ستكون قاسية جداً، وأن على روسيا الوفاء بالتزاماتها التي قطعتها على نفسها”.
تصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض جاءت متزامنة مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، إلى موسكو، الذي من المتوقع أن يمارس خلالها مزيداً من الضغط لدفع روسيا إلى الاختيار بين الغرب أو النظام في سوريا.
كما جاءت قبيل مؤتمر صحفي لوزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، الذي أكد أنه “راجع التقييم الاستخباري بنفسه، ولا شك أن النظام السوري هو المسؤول عن قرار الهجوم بنفسه”.
التعليقات مغلقة.