“البارزاني تعني كوردستان، كوردستان تعني البارزاني”
هكذا كانت تردد قديماً، والى حد هذه اللحظة ، العائلة التي قدمت نفسها لم تقدمه أي أحد وذلك في سبيل تحرر الشعب الكوردي من الظلم والاضطهاد ، فطوال هذا القرن في الدول المحتلة لأجزاء كوردستان الأربعة والتي قسمتها الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، إذ كانت تحدث مشاكل بين الدولة والكورد القاطنون على أرضهم التاريخية في ذلك الطرف من الدولة، كانت تقوم تلك الدولة بمراسلة أحد أبناء عائلة ” بارزاني ” للحل والتسوية ، هذه العائلة التي قدمت التضحيات العظيمة في سبيل نيل الشعب الكوردي لحقوقه المشروعة، ٨ آلاف بارزاني في عملية الأنفال الذي قام بها المقبور صدام حسين.
لذا قمنا بتسليط الضوء على أحد أبناء هذه العائلة المناضلة ألا وهو الشيخ ” عبد السلام بارزاني” حيث تمر اليوم الذكرى الخامسة بعد المائة على اعدامه من قبل الدولة العثمانية .
هو الشيخ عبدالسلام ابن الشيخ محمد ابن الشيخ عبدالسلام ابن الشيخ عبدالله ابن الشيخ عبدالرحمن ابن الشيخ تاج الدين (ملا بكر) ابن سعيد ابن مسعود، حيث يعتبر الأخير جدهم الأكبر.
له من الأخوة أحمد ومحمد صديق وبابو ومصطفى.
ولد الشيخ عبد السلام سنة 1868م، أول من قام بانتفاضة ضد الدولة العثمانية سنة 1894 ، وأقام علاقات وطيدة مع وجهاء الكورد آنذاك
أمثال / محمود البرزنجي – سمو الشكاكي – السيد عبد القادر النهري /.
ومن الجدير بالذكر ان ثورة الشيخ الشهيد عبد السلام بارزاني استمرت لمدة سبعة أعوام.
إتفق في اجتماع بمنزل محمد نوري البريفكاني عام 1907 مع رؤساء ووجهاء العشائر الكوردية على مجموعة مطالب آنذاك لنيل الحقوق الكوردية وتم إرسالها إلى الدولة العثمانية وهذه المطالب هي :
1- التعليم باللغة الكوردية في المناطق الكوردية.
2- على جميع الموظفين العامين إتقان اللغة الكوردية في المناطق الكوردية.
3- الضرائب التي تجبى من كوردستان يجب صرفها في كوردستان وذلك لإنشاء المدارس والمرافق العامة … الخ.
رفضت تلك المطالب واتهمتهم الدولة العثمانية بالانفصال، وعلى إثرها قام القائد العسكري العثماني “محمد فاضل باشا ” في خريف 1907 بحملة عسكرية ضخمة على منطقة بارزان ولكن الشيخ “عبد السلام” وأصحابه تصدوا للقوات وأبدوا مقاومة بطولية لمدة 60 يوماً.
بعدها سافر الشيخ إلى منطقة ” تياري” إلى عند مار شمعون الآشوري وقد استقبله إستقبالاً حافلاً تليق بمقامه، مما دعا ذلك إلى قيام قوات” محمد فاضل باشا” بالتخريب والاعتقال العشوائي للسكان وكان من ضمن المعتقلين الخالد ” ملا مصطفى بارزاني” كان عمره 3 سنوات، وتم سجنه هو والمئات الآخرين في سجن ” الموصل”.
عاد الشيخ عبد السلام إلى منطقة بارزان عام 1908 وقام بتجميع قواته في جبال شيرين ، و في عام 1913 مرة أخرى اندلع القتال بين قوات الشيخ والقوات العثمانية ، ثم قامت الدولة العثمانية بترتيب مكافأة كبيرة لمن يقوم باعتقال الشيخ بعد أن أمرت باعتقاله لكن دون جدوى.
في هذه الأثناء قام الشيخ ” عبد السلام بارزاني ” بالسفر إلى كوردستان الشرقية وذهب إلى السيد ” طه ” إبن “محمد صديق النهري” ليذهبا سوية لزيارة سمكو الشكاكي ب “أورمية” ، وذلك ليقوم هو وسمكو بزيارة القنصل الروسي في المدينة نفسها.
وبعد الإنتهاء من زيارة القنصل ، رجعا سوية إلى مدينة سلماس، ثم افترق الشيخ عن سمكو ، وعندما كان الشيخ وأصحابه يمرون من قرية كنجكين في كوردستان إيران، كان في استقبالهما الشيخ جلال الدين، والصوفي عبد الله وأصرا على الشيخ “عبد السلام” أن يكون في ضيافتهما،و قام الشيخ بتلبية طلبهما وأصبح في ضيافة صوفي / عبد الله /.
هذا ويقول المثل الكوردي Kurmê darê ne ji darê be dar kurmî nabe وبوشاية من صوفي عبدالله قامت القوات العثمانية بمحاصرة المنزل والقبض على الشيخ عبد السلام وأصحابه وتم سوقهم إلى مدينة” وان ” وبعدها تم سوقهم إلى مدينة “الموصل” ، وبتاريخ 25 تشرين الثاني سنة 1914 أصدرت المحكمة حكماً بالإعدام على الشيخ عبد السلام.
وسأل الشيخ عبد السلام خلال محاكمته في قول شيء قبل تنفيذ الإعدام ، أجابهم بأنه لا يخشى الموت، وأنه لم يعد هناك ما يمكن القيام به، وهو مستعد للموت، فافعلوا ما تستطيعون، ولم تَلن عزيمة الشيخ عبدالسلام حتى خلال الحكم عليه بالإعدام.
وفي 14 كانون الأول سنة 1914 نفذ حكم الإعدام بالشيخ عبد السلام بارزاني في مدينة ” الموصل” وعلى مرآى من الأهالي.
وكان شقيقه الصغير “ملا مصطفى البارزاني” عمره 11 سنة يرى بأم عينيه كيف يعدم شقيقه “عبد السلام بارزاني” .
يُشار أن الشيخ ” عبد السلام البارزاني” قاد أول ثورة في القرن العشرين وصاحب أول وثيقة لحركة التحرر الوطنية الكوردية على لسان المؤرخ الفرنسي الشهير (كريس كوجيرا )، والتي حققت : إلغاء الإقطاع وتوزيع الأراضي على الفلاحين، إلغاء المهر والزواج القسري، تنظيم العلاقات الاجتماعية على أساس المساواة، فتح مركز اجتماعي سياسي في كل قرية وتشرف عليها لجنة.
هذا فأن نضال البارزانيين مستمر لعقود من الشيخ عبد السلام واحمد البارزاني إلى الملا مصطفى بارزاني الخالد وثوراته العظيمة، واستمراريتها إلى يومنا هذا بحنكة وحكمة البيشمركة والزعيم “مسعود البارزاني” وسياسة الرئيس “نيجرفان بارزاني” وقيادة رئيس الوزراء السيد “مسرور بارزاني” ،وهم العون والسند لكوردستان بأجزائها الأربعة.
اعداد :جكر سلو
إعلام enks
التعليقات مغلقة.