يمثّل التغيير الديمغرافي واحداً من أخطر آثار الحرب في سوريا، إذ أنه يمثلّ أثراً بعيد المدى، ويترك بصمته على سوريا المستقبلية.وحصل التغيير الديمغرافي على مراحل، واستند في كل مرحلة إلى أدوات مختلفة، بعضها بطيء الأثر، وضعيف الضجيج، وأخرى دموية وسريعة النتائج.ولا يُمكن على وجه اليقين الجزم بما إذا كان هذا التغيير قد حصل ضمن مخطط معدّ مسبقاً، أم أنه كان إفرازاً طبيعياً لحرب طاحنة، إلا أن دراسة الآلية التي تم فيها استعمال عدد من الأدوات التي سيتم استعراضها بعد قليل تظهر أن هناك نمطاً ممنهجاً قد تم اتباعه في بعضها على وجه الخصوص، بما يُضعف احتمالية الصدفة.
تعرض الشعب الكوردي في كوردستان سوريا عبر التاريخ إلى شتى الوسائل و العمليات الإستعمارية من اجل السيطرة عليه و إحتلال ذاته و عقله و أرضه ،بداية بالعنف المادي و الرمزي إلى سياسة الإبتلاع المتمثلة في التعريب و التتريك و التفريس الممنهجة من طرف الأنظمة الغاصبة لكوردستان.
وحول التغيير الديمغرافي الذي اصاب كوردستان سوريا واسباب هذا التغيير ونتائجه اجرى موقع المجلس الوطني الكوردي استطلاعاً للرأي مع العديد من الشخصيات السياسية والثقافية.
ومنهم الكاتبة ليلى ملا حيث صرحت لموقعنا :
ان عملية التغيير الديمغرافي عملية ممنهجة تستهدف بالدرجة الأولى وجود الشعب الكوردي على أرضه فقد قامت المجموعات المسلحة المرافقة للجيش التركي عند احتلالها لعفرين وبعدها العملية العسكرية التي قامت بها تركيا فقد قامت هذه المجموعات بكافة أنواع عمليات التهجير القسري الكورد وقامت بتوطين المسلحين و عوائلهم في المدن الكوردية بغية تغيير هوية تلك المناطق
من أهم أسباب هذا التغيير عدم وجود إدارة كوردية موحدة تقوم بإدارة تلك المناطق وحماية الوجود الكوردي.
ومن جانبه أكد القيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني _سوريا استاذ بشار امين :إ
ان التغيير الديمغرافي ، تعريفا هو تغيير التركيبة السكانية في منطقة ما لاعتبارات سياسية وحسابات مستقبلية ، حصل هذا في العديد من مناطق كوردستان العراق ابان عهد النظام البائد ، وحصل في كوردستان سوريا منذ تسلم حزب البعث مقاليد السلطة في البلاد ( جلب عرب الغمر ) من الرقة وحلب واسكانهم محل الكورد ، واليوم ايضا يسعى النظام السوري بالتواطؤ مع النظام التركي لجلب المكونات الاخرى من عرب وتركمان وغيرهما لاسكانهم في المناطق الكوردية بهدف تحقيق الزيادة السكانية غير الكورد في تلك المناطق وليزعموا ان ليس هناك مناطق ذات غالبية كوردية ، وهذا كمن يسرق اراضي الغير ، لكن دون جدوى ، سيأتي اليوم الذي تتم فيه مراجعة الحسابات بنفس السوية لتعود الحقوق الى اصحابها ، ويعود الوافد الى حيث اتى ” وان غدا لناظره قريب ” .
وحول النتائج الخطيرة التي اصابت كوردستان سوريا نتيجة التغيير الديمغرافي أكد لموقعنا الكاتب عمر عمو :
نتائجها. .تبين بلورة القضية الكوردية في سوريا وخروجها من شرنقة قضية سورية إلى العالم الخارجي والاهتمام الدولي. .مما زاد الطين بله في الإسراع والتشديد على المناطق الكوردية من كافة الأطراف الشوفينية. .لأهمية الواقع الجيوسياسي للمناطق الكوردية من الغناء الاقتصادي. ..يوجد عدة أسباب منذ بداية نشوء الدولة السورية بعد الانتداب الفرنسي تبين من خلال عدم الاعتراف بالهوية الكوردية لشعب يعيش على أرضه التاريخية في الدستور السوري بعدها التوجه نحو توطين العرب في مناطق الجزيرة خلال الوحدة بين سوريا ومصر من خلال مشروع التوطين في مناطق الخابور وعلى نهر دجلة بعد الانفصال توجه نحو تطبيق الإحصاء الجائر خلال يوم 5/6/1962 تم تجريد 2500000من الجنسية السورية وحرمانهم من كافة حقوق المدنية والمواطنة. كما تم الاستيلاء على الملكيات المتجاوزة 3000 دونم بحجة مزارع الدولة والنظم الإشتراكية وتم توطين عرب الرقة والطبقة وحلب على الخط الحدودي مع تركية مساحة مليون دونم بعمق عشرة كم على حدود تركية من رأس العين غرب مسافة 30 كم إلى مدينة ديريك على الحدود
العراقية التركية.
كل هذه المشاريع هدفها التغير الديمغرافي وتقليل نسبة تواجد الكورد في المناطق الكوردية حيث كانت نسبة الكورد إلى المكونات الأخرى في الجزيرة بموجب الإحصاء الفرنسي عام 1936. تسعون الف عدد الكورد ثمانية آلاف منهم ايزيدي.
العرب أربعون الف.
الكلد آشور والسريان اثنان وعشرون الف.
الأرمن. خمسة آلاف.
اليهود الفان وخمسة مئة. ….
يتبين من خلال مجمل المستجدات هدفها التغيير الديمغرافي
نحن الآن أمام متغيرات كبيرة نحو التغيير الديمغرافي الذي يقوم عليه النظام السوري من جه في مناطق الداخل. والمعارضة في عفرين وباقي مناطق سيطرتها الباب وجرابلس واعزاز. .والآن في تل ابيض ورأس العين تهديد المكونات الغير عربية وتهجيرها ومضايقاتها والاستيلاء على كافة الممتلكات.
وفي السياق ذاته أكد لموقعنا عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكردستاني_سوريا
عبد الكريم بافي لقمان :
ان التغيير الديمغرافي يعود تاريخه إلى القديم وأهم الأسباب هي اسباب سياسة حيث تحاول الدول الغاصبة لكوردستان (عراق، تركيا، إيران، سوريا) سعت عبر التاريخ إلى أحداث التغيير الديمغرافي في المناطق الكوردية.
واكبر مثال في كوردستان سوريا حيث سعى نظام البعث إلى أحداث التغيير الديمغرافي عن طريق مشاريع عديده وأهمها محمد طلب هلال لاضعاف الكورد وخاصة الممارسات التي يتم ممارستها ضد الشعب الكوردي.
اعداد :هيفي الملا
إعلام enks
التعليقات مغلقة.