لم تقم الثورات في التاريخ، من أجل إزالة الأنظمة الدكتاتورية الاستبدادية فقط، وإنما كان هدفها أن تحقق إقامة المجتمع المدني، أساس وقاعدة الديمقراطية الصحيحة والسليمة ومن خلال متابعة الثورات وعبر التاريخ يتضح لنا أهمية المثقفين والكتّاب في الثورات وتأثيرهم على الشارع.
ومنذ انطلاق الثورة السورية قبل أعوام عديده تباينت الاراء حول دور المثقف الكوردي في تحمل مسؤلياته تجاه شعبه.
ومن خلال استطلاع للرأي قام به موقع المجلس الوطني الكوردي مع عدد من الشخصيات السياسية والثقافية حول دور المثقف الكوردي في الثورة فمنهم من أبدى موقفاً ايجيابيا ومنهم من أبدى موقف سلبي تجاه دور المثقفين.
حيث أكدت لنا الكاتبة سعاد اوسي :
انه في بدايات الثورة كان المثقف الكوردي لاعبا أسياسيا في الحراك الشبابي ويدعم الثورة لتشجيع المتظاهرين لنيل مطالبهم المشروعة .ولكن من خلال متابعاتنا للوضع الراهن وخصوصا بعد الهجمة التركية على روج آفاي كوردستان لم يلعب المثقف الكوردي دوره المطلوب في الآونة الاخيرة كما في البدايات . فلم نجد منهم الا قلة قليلة .ربما قلة الاهتمام بهم أو أنهم قد وصلوا الى مرحلة أنه لايعلم بما يجري على ارض الواقع .لان القضية الكوردية أصبحت قضية دولية تفوق كل الادوار .
اما الكاتب اشرف درويش أكد ان :
للثقافة دور مهم في تقدم المجتمعات الإنسانية قاطبة، فهي تسهم في صناعة الوعي وتنيرالدروب والعقول وتلعب دور المرشد والناصح الأمين، وتقي المرء من الإنزلاقات والمخاطر وعثرات الأزمان. ولهذا نرى بأن الثقافة الكوردية عليها أن تتوجه نحو استلهام التراث، والعقلانية، والإنفتاح، وثقافة التحرير والفكر المقاوم، وعدم السماح لترسيخ ظاهرة الفكر الإغترابي في المجتمعات الكوردية، حيث العقلانية تدفع بالمجتمع نحو التطور والإرتقاء والعمل على نشر مثل هذه الثقافة المستنيرة، والقضاء على الفكر الغيبي التواكلي، وتعميق الفكر الإستراتيجي المخطط، وخلق مثقفين نوعيين ومتنورين، قادرين على التعاطي مع المستجدات، على مختلف الصعد وعلى الساحتين الوطنية والإجتماعية بشكل خاص.
والمثقفون الجادون – في العادة – مفرطوا الإحساس بفضل رؤاهم، المستنيرة تجاه قضايا مجتمعاتهم والإنسانية معاً، ويحسون بما لا يحس به غيرهم. ولهذا يتوجب على مثقفي الأمم وخاصة في العالم الثالث وبأخص الخصوص في كوردستان الإلتزام بقضايا شعوبهم وأممهم، ومواصلة الجهاد ورفع راية ثقافة التحرير والمقاومة بالقلم والكتابة إن كانت بلادهم واقعة تحت استعمار واحتلال، مساهمة منهم في دعم حركات شعوبهم التحررية حتى نيلها حقوقها المشروعة وإيصالها إلى الحياة الحرة الكريمة، واضعين أقلامهم في خدمة هذا العمل النبيل، ساعين إلى تنوير أذهان الناشئة وتوعيتهم وزرع بذور الأمل، والتفاؤل، والمستقبل في نفوسهم، وأن يصبحوا قوة فاعلة ومؤثرة على الساحتين السياسية والإجتماعية معاً، وأن يكونوا على مستوى المسؤلية الملقاة على عاتقهم، واحتلال مواقعهم في طليعة مجتمعاتهم ويكونوا عيونها الساهرة التي لا تغفل أبداً. وأن يجدوا في أنفسهم القيادة والتنظيم في عملية النضال الوطني التحرري، وتجاوز المواقع الخلفية. ونبذ حالة الإغتراب والمثقف السلبي العاجز، وعدم الرضى بالوقوف موقف المتفرج واللامبالاة تجاه القضايا التي تمس وطنه وشعبه، وكذلك على القضايا الساخنة الجارية على الساحتين الوطنية والعالمية معاً.
من ناحيته أشار ماهين شيخاني ان دور المثقف بكل صراحة كان متاثراً بدور الأحزاب ، انقسام الأحزاب السياسية الكوردية وعدم قبول الآخر وتمسك البعض برأيهم أثرت على الشارع الكوردي وبما فيهم المثقفون . فمثلما كانت هناك أفكار طوباوية وأفكار واقعية بالنسبة للسياسة الكوردية ، وجد مثقفون طباويون ومثقفون واقعيون . اي أن دور المثقف كان مرتبط بدور الحركة السياسية ومتأثر بها..
اي أننا فشلنا فشلاً ذريعاً بسبب عنجهية بعض الأطراف المعنية في الحالة السياسية ، ولم يستطع المثقف أن يعبر عن آراءه لكل أريحية لحسابات عدة .باستثناء بعض المثقفون في الخارج.
اعداد :هيفي الملا
إعلام enks
التعليقات مغلقة.