المجلس الوطني الكوردي في سوريا

بيان بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة

176

عرفت الجمعية العامة للأمم المتحدة العنف ضد النساء على أنه ” أي اعتداء ضد المرأة مبني على آساس الجنس، والذي يتسبب بإحداث إيذاء أو ألم جسدي أو نفسي للمرأة ، ويعتبر العنف انتهاكاً لحقوق المرأة الإنسانية الأساسية ، وغالباً مايكون له عواقب وخيمة “.

ومن هنا يرتبط مفهوم العنف ضد المرأة في العهود والمواثيق الدولية بالحركة النسائية التي تهدف أساساً إلى مساواة المرأة بالرجل ، وقد انبثقت ظهورها في عصر النهضة الأوربية ، وفي عام 1999 أعلنت الأمم المتحدة أن يوم 25 نوفمبر هو اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة وذلك بسبب عملية الاغتيال الوحشية التي حدثت سنة 1960للأخوات (ميرابال) الناشطات السياسيات في جمهورية الدومنيكان، بأوامر من ديكتاتور الدومنيكان رافائيل تروخيلو وفي عام 1981 حدد النشطاء في منظمة «Encuentros» النسائية بأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي يوم 25 نوفمبر بأنه يوم مكافحة العنف ضد المرأة وزيادة الوعي به، وفي 17 ديسمبر 1999 أصبح التاريخ رسمياً بقرار الأمم المتحدة .

يعد استخدام العنف بكل أشكاله ضد المرأة في زمن الحروب والصراعات هو تدمير البنية العائلية وكذلك لتغيير التركيبة العرقية للأجيال ، وفي شهر أغسطس 2015 حذر مجلس الأمن من أن العنف الجنسي يمارس في سوريا والعراق كخطة ممنهجة تصل الى مثابة جرائم حرب ، وتنظيم داعش الإرهابي مارس أبشع الأساليب ضد المرأة وقد أعتبرها خبراء الأمم المتحدة بأنها من أبشع وأقذر الممارسات التي أرتكبت ضد الإنسانية على مر التاريخ.
أن العنف ضد المراة هو انتهاك صريح لحقوق الإنسان وله عواقب خطيرة وآثار سلبية لاتقتصر على المرأة فقط، بل تؤثر في المجتمع برمته لما يترتب عليه من تداعيات أقتصادية واجتماعية تنعكس سلباً على تطور المجتمعات ،
فالمرأة الكوردية السورية قادرة بحيوتها وإرادتها الصلبة على تجاوز المحن ، وعدم اليأس ، لابل تسطر ملاحم الإنتصار في ميادين السياسة والثقافة وجبهات القتال ، وكان لروشن بدرخان مثالاً يحتذى به للمرأة الكوردية .
لقد تعرضت المرأة الكوردية عبر التاريخ إلى الكثير من القهر والعبودية ، وبقيت مهمشة نتيجة تسلط العقلية المتخلفة آنذاك ، واليوم دخلت المرأة الكوردية ميادين العلم والثقافة وبدأت تجتاز حاجز الخوف لتشق طريقها بشكل فعلي لبناء المجتمع وتطوره رغم العراقيل ، لقد حان الوقت أن تتحرر العقول المجمدة تجاه هذه الإنسانة التي ساهمت في صنع التاريخ الكوردي كتفاً بكتف مع الرجل وفي أحلك الظروف .
إننا في مكتب المرأة والطفولة للمجلس الوطني الكوردي ندين العنف والترهيب بكل أشكاله وندعو جميع القوى السياسية والمجتمعية الكوردية ، وكذلك فعاليات المرأة الكوردية إلى نشر ثقافة الوعي للتصدي للعنف ضد المرأة وحمايتها من خلال تقديم الدورات التدريبية لدعم وتطوير المهارات لها وتشجيع الأستراتيجيات التي تعزز المساواة وبالتالي تمكين المرأة الكوردية للنهوض بدورها المجتمعي ومشاركتها الفعالة في كافة مناحي الحياة .

قامشلو
مكتب المرأة والطفولة للمجلس الوطني الكوردي .

التعليقات مغلقة.