الشعب الكوردي بنضاله في سبيل الحق و اخلاقه المتسامحه مع العدو قبل الصديق ، فرض إحترامه على الشعوب و جعل له اصدقاء في مكان يناصرون قضيته ، و يشاركونه في الدفتع عنها .
و منهم على سبيل الذكر صديق الشعب الكوردي ، الدكتور بلال غازي القرعان ، أردني الجنسية ، حامل لدرجة الدكتوراه في الدراسات الاجتماعية / قسم مناهج و أساليب طرق التدريس / .
موقع المجلس الوطني الكوردي R-ENKS حاور الدكتور بلال القرعان و طرح عليه مجموعة من الأسئلة .
في سؤال بخصوص تأييده لإستفتاء إقليم كردستان .
أجاب الدكتور القرعان:
نعم أنا من مؤيدي الاستفتاء ، حيث أيدته في 1/8/2017 ، من منطلق إيماني بعدالة القضية الكردية ،و بالتالي لم أعمل شيء جديد ، إنما كان أقرارا مني بحق الشعب الكردي في تقرير مصيره ،و هذا شيء فطري ، فالشعوب كلها تسعى إلى الحرية ،فما بالك بشعب مناضل يتجاوز وجوده الخمسة آلالاف سنة قبل الميلاد .
و اضاف : من جانب آخر زرت كردستان في 28/9/2017 ،إبان الاستفتاء مباشرة ،و كنت احمل علم و كفن ،و تطوعت بالبشمركة أنا و أبنائي ، و قررنا أن نمضي حياتنا في خدمة الشعب الكردي،و لست نادما على ذلك .
و كان لي شرف ارتداء زي البيشمركة لإنه يمثل زي إنساني مدافع عن الأرض و الوجود .
و أردف : انظر إلى يوم الخامس و العشرين من أيلول كما ينظر إليه العالم أجمع،بأنه خطوة جريئة جدا و إن تأخرت ،جعلت للكردي صوت و قامة و قيمة ، هو حق .
و أكد القرعاني إن قرار الاستفتاء نتيجة لاستفزازات حكومة بغداد لإقليم كردستان ، غير إنه قرار صائب حيث لا يمكن منع ستة مليون كردي من ممارسة حقه الطبيعي في التعبير عن رأيه .
أضافة إلى الدور الأيراني المدمر في العراق ،الكرد يستحقون أن يكون لهم دولتهم المستقلة.
و حول تاريخ العلاقات العربية الكردية إردف الدكتور القرعان في معرض حديثه لموقع المجلس قائلا :
هناك علاقات أزلية و هناك مصاهرة و نسب و تاريخ مشترك بين الكرد و العرب ، و أن كنت اتمنى التمييز .
الكرد اضطهدوا من قبل البعثيين ، سواء في العراق أو في سوريا ،و لم يتم اضطهادهم عربيا ،في الإردن لا يوجد من يضطهد الكرد كذلك السعودية و الامارات ..الخ ، و من هنا يتضح أن علاقة البعثيين كانت علاقة قومجية و ليست قائمة على الإنسان ،و ذلك يكذب ما جاء في الكتب السماوية ( لا فرق بين أعرابي و أعجمي إلا بالتقوى ) ،و بالتالي كانت علاقة دموية قائمة على مصالح و قومجيات .
فيما يتعلق بالمستقبل ،فلكل جزء من كردستان خصوصيته ،و طبيعة العلاقة ستختلف من سوريا عن العراق ، في سوريا قد يكون هناك نموذج حكم فيدرالي أو حكم ذاتي أو تشاركي،و هنا يحتاج الكرد في سوريا إلى شخص ناضج تتجلى فيه صفات الرجل القيادي ،عندئذ ستكون العلاقة إنسانية بحتة كون الكرد شعب عريق ، و حق تقرير المصير لا ينحصر فقط في إقليم كردستان بل يمتد إلى كردستان سوريا( كردستان الغربية )،هذا الامتداد الكردي الأصيل…
لذلك انا كنت مع الاستفتاء ،مع هذا القرار العظيم ،أنا مع الحق أينما كان.
في معرض إجابته لسؤال عن سر العلاقة المميزة بين الشعبين الكردي و الأردني و دور الأردنيين من أصول كردية في تعزيز مكانة الإردن ؟
قال الدكتور القرعان :
علاقة الشعب الكردي مع الشعب الأردني ،علاقة وطيدة بعيدة عن الدموية ،الحكومة الأردنية تعاملت مع الكرد كمواطنين،و هذه سياسية هاشمية لا بد أن نذكرها .
و اكد القرعان كيف الدولة الأردنية استطاعت التعامل مع الجميع كمواطنين ،و تعاطت معهم بعيدا عن انتمائهم القومي ،فسؤال القومية شيء عاطفي .
و أضاف : وحدة الإردن بوحدة جوازه ، فكل من يحمل جواز السفر الأردني هو أردني بغض النظر عن انتمائه ،و اعتقد أنه إذا ما تعاملت سوريا مع الكرد بنفس منطق الأردن ، لن يكون هناك مشكلة كردية في سوريا.
و قال : الحكومة الأردنية استطاعت جذب الكرد و كان لهم أدوار مميزة في الحياة السياسية في المملكة ، مثلا كان سعيد جمعة رئيس الحكومة الإردنية في العام 1962 من أصول كردية ،و له كل الاحترام و التقدير .
و تبوأ الكرد مناصب عليا في الدولة الأردنية بما فيها وزراء و رؤوس جامعات و معاهد ،فالكردي بالنسبة لنا ليس نظام قومية بل عائلة عريقة من أصول كردية.
و اضاف القرعان : الكوردي في المملكة أردني الإنتماء ، يدافع بالسلاح عن الأرض الأردنية ،لأنه أصبح جزء من هذه الأرض ،و لا ينظر إليه كلاجئ أو إقلية ،بل أصبحو مواطنيين حقيقيين،و لذلك يعيش الكردي في الأردن سيدا كمواطن أردني من أصول كردية.
و في إطار تقييمه لنضال الشعب الكردي،تحدث الدكتور القرعان قائلا :
نضال الشعب الكردي نضال طويل الأمد ،من اتفاقيتي سايكس بيكو و لوزان ، اللتان قطعتا أواصر هذه الأمة .
و أضاف : الميدان الحقيقي للنضال هو النضال السياسي ، و أنا أقدر نضالهم السياسي ،و اتحفظ على النضال بالسلاح ، و أكبر مثال الرئيس مسعود بارزاني الذي جعل من كردستان العراق دولة و إقليم مستقل من خلال سياسته الناجحة ،و منهجه المتسامح و الإنساني ،فلو تم تعميم نهج البارزاني كمنهج كردستاني لاثمر .
و اثنى القرعان على نضال الشعب الكوردي بقوله : حقيقية لا أستطيع أن أفي الكردي حقه عندما أتكلم عن نضاله ،فتحية حب لكل أم قدمت شهيد، هذا النضال يكتب بماء من ذهب على صفحات التاريخ ،لذلك أقف عاجزا و لا أستطيع الأجابة ،لربما تدمع عيناي ،لأنه نضال حقيقي ،نضال كينوني،نضال وجودي ،يدل على صلابة المناضل المؤمن بقضيته، بهذه الصلابة استطاع الكردي مواجهة سياسات التعريب و التتريك،و لا بد للكرد من التوحد للنضال في سبيل المطالبة بحقوقهم الكاملة ، بما فيها التعويض عن كل الأذى الذي لحق بهم .
و في معرض قرأته للمستقبل الكرد في سوريا ،قال الدكتور القرعان
أن نسبة السوريين من أصول كردية تتجاوز الأربعين بالمئة ،لكن دعنا نتكلم عن مستقبل المناطق الكردية في سوريا ،هذا التهميش السياسي ناتج عن فكر قومجي،و ليس قومي ،القومي الحقيقي يحترم جميع مكونات شعبه .
و يبقى القلق طالما أن البعث يحكم سوريا ،البعث خطير جدا على الحراك السياسي الكردي ،يحاول تهميش الأقليات و الأكثريات ،هو يعمل وفق منطق أنت لست معي فأنت عدوي ،لكن ما يحزنني و اعتبره مأخذ على العربي السوري أنه يساند البعث ضد الكرد .
و أكد القرعان أن الأولى على العربي ان يساند الكوردي ، و بذلك يحافظ على العلاقات الوطنية بين العرب و الكرد .
و أضاف : النموذج الأمثل لسوريا المستقبل هو الدولة الاتحادية .
و أكد بأن الحوار السياسي كفيل بحل كامل المشاكل بين السوريين بمختلف أطيافهم .
و عن ما يمكن له أن يقدم للشعب الكردي قال الدكتور القرعان :
أنا لا انتمي لأي حزب سياسي ،و أنا إردني هاشمي و مع الحق أينما كان ،اتبع القول و ليس القائل ،الفعل و ليس الفاعل .
تجربة البارزاني في سعيه لبناء إقليم كردستان العراق( و أصر على ذكر اسم دولة كردستان حتى قبل الاستقلال ) واضحة .
فكر البارزاني الإنساني المتسامح يشجع للعمل معا ،نحترم الثقافات و مختلف و الانتماءات ،أنا لست برزاني و لا بارتي،أنا عربي و لكني احترم قيم البارزانية،و اتشرف أن أكون جندي من جنود البارزاني ،و مواطنا كردستانيا اذا ما استقلت كردستان ،و أقدم العلم و الثقافة لكردستان .
و في الجانب الأعلامي أسعى لبناء جسور المحبة و الثقة بين الشارعين العربي و الكردي ،و في الجانب الأكاديمي أستطيع تدريس التربية الوطنية في جامعات إقليم كردستان العراق،و تقديم محاضرات للبشمركة لتعزيز دورهم و رفع معنوياتهم في ساحات القتال .
في المجال الاقتصادي،و كوني كنت مدير عام لشركة عالمية ،أستطيع المساهمة في تنمية إقليم كردستان من خلال الاستثمار و خلق فرص عمل .
و ختم حديثه بالقول :
كل هذا و انا لا أضحي بشيء و ان خسرت في بعض الجوانب ،لكنني كسبت حب و ثقة الشعب الكردي،بالرغم من تعرضي لمضايقات كثيرة من قبل مجموعات بعثية صدامية و إخوانية ،لكن بالمقابل كسبت احترام و تقدير و دعم الشارع و الحكومة الإردنية ،و كثيرا ما يقال لي ( الله يعينك يا دكتور فأنت صاحب كلمة حق )،و التغير يحتاج إلى بعض الوقت .
و في الختام أود تكرار كلمة جلالة الملك عبد الله الثاني ،عندما قال :
( سأكون أول من يعترف باستقلال كردستان ،إذا ما استقلت ).
و دمتم في أمان الله و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
حاوره : هجار معو
التعليقات مغلقة.