7 ابريل 04:39 أطلقت سفن البحرية الأمريكية 59 صاروخ توماهوك، مستهدفة قاعدة “شعيرات” الجوية بحمص، فجر اليوم بعد تصريح الرئيس دونالد ترامب “يجب أن يحدث شيء ما لنظام الأسد، بعد الهجوم الكيميائى بخان شيخون. وقالت صحيفة “ديلى ميل البريطانية إن أول هجوم أمريكى مباشر ضد النظام السورى يأتى بعد تحذيرات ترامب بأنه سيحدث شيء ما لسوريا، بعد أفعاله المروعة، مضيفة أن ما فعله ترامب بعد 77 يوماً فى الحكم، أكثر مما فعلته إدارة باراك أوباما فى سوريا خلال 8 أعوام من السلبية فى مواجهة جرائم الأسد، كما أبرزت عن مصادر روسية، غضب موسكو من الهجوم، كما لو كانت غير موجودة بسوريا. وقالت صحيفة “اندبندنت” البريطانية، إنه من المصادفة أن تحل الضربة الأمريكية لسوريا فى الذكرى المئوية لدخولها الحرب العالمية الأولى 1917، حيث صوّت الكونجرس الأمريكى فى 6 أبريل 1917 على دخول أكبر الحروب دموية بالتاريخ، واستمرت 3 سنوات، وحصدت أرواح 17 مليون شخصاً من دول عدة. وكان دخول أمريكا، الحرب العالمية الأولى قد غيّر مسار التاريخ، وأشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أنه لولا التدخل الأمريكي، لما اندلعت الحرب العالمية الثانية عام 1939. وفى ذات السياق، أبرزت “ديلى ميرور” أننا قد نكون أمام 30 ثانية فقط من اندلاع الحرب العالمية الثالثة، النووية بعد الهجوم الأمريكى فى هذا الوقت المتوتر، مما سيؤدى حتماً لتصاعد الأوضاع. وأعلن الاتحاد الأوروبى وتركيا، دعمهما للهجوم، وتوقّع وزير الدفاع البريطانى “مايكل فالون” ألاّ يستمر بشار الأسد، طويلاً فى حكم سوريا، بينما استبعد الحديث عن حملة عسكرية جديدة، قائلاً إنها استهدفت قاعدة واحدة لردع النظام. كما طالب الرئيس الفرنسى فرنسوا أولاند، بان يستمر الردّ الأمريكى ضد النظام السورى، على
مستوى دولى، بعد الضربة الأمريكية.
قالت صحيفة واشنطن بوست إن قرار اختيار الأهداف وإطلاق صواريخ كروز لمعاقبة النظام السوري على استخدام الأسلحة الكيميائية كان واضحا نسبيا، مشيرة إلى أن “المشكلة الكبيرة” تكمن فيما سيأتي بعد ذلك. ونقلت الصحيفة عن فيل جوردون، المسؤول الكبير في البيت الأبيض في عهد أوباما والذي شارك في العديد من المناقشات السابقة حول كيفية معاقبة الأسد على هجماته الكيمائية قوله: “إن التحدي الأبرز يكمن في التبعات المترتبة على الضربات الأمريكية”
، سواء على صعيد ضمان عدم تأثير استهداف المنشآت والمخازن التي تحتوي على أسلحة كيمائية محتملة على المدنيين، أو على صعيد ردود الفعل من قبل النظام وحلفائه. قتلى واعتبرت الصحيفة في تقرير لها ترجمته “عربي21″، أن ترامب وقادة الجيش يواجهون الآن مشكلة وجود القوات الروسية في ساحة المعركة، وأنظمة الدفاع الجوي الروسية القادرة على إسقاط الطائرات الأمريكية، بالإضافة لحالة التداخل الحاصلة بين مكونات جيش النظام السوري والقوات الروسية في المواقع والقواعد العسكرية، لافتة إلى أن أي ضربة أمريكية قد ينتج عنها إصابات في القوات الروسية، وهو ما لا تريده واشنطن. اقرأ أيضا: واشنطن توجّه ضربات عسكرية ضد النظام السوري وقال الجنرال المتقاعد جون ألين، الذي نسق الحملة ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا خلال إدارة أوباما، إن الضربات العسكرية كان يمكن أن يكون لها تأثير “حاسم” على الحرب عندما تم إطلاقها في عام 2013 من قبل إدارة الرئيس أوباما، بفعل عدم وجود القوات الروسية على الأرض. ولفت إلى أن الأمر الآن “أصعب بكثير”، متسائلا في ذات الوقت: “هل نحن غاضبون بما فيه الكفاية معنويا لتحمل احتمالية سقوط قتلى روس في هذه الضربات؟”. وتتمثل المخاوف الكبيرة في أنظمة الدفاع الجوي السورية الروسية، التي تستطيع إصابة الطائرات الأمريكية التي تنشط في سماء المنطقة. اختبار مبكر وأبدت الصحيفة خشية المسؤولين الأمريكيين من أن تنجر واشنطن إلى مستنقع الحرب الأهلية الدائرة في سوريا حال إسقاط إحدى طائرتها العاملة فوق سوريا، أو اضطرارها في نفس الوقت إلى ضرب رادارات أو مضادات روسية داخل الأراضي السورية، مشيرة إلى أن من شأن ذلك أيضا إشغال القوات الأمريكية عن مهمتها الرئيسية المتمثلة في إنهاء خطر تنظيم الدولة.
اقرأ أيضا: ردود فعل رافضة وأخرى مؤيدة للضربات الأمريكية على سوريا لكن الصحيفة أشارت إلى أن ترامب يستطيع التخفيف من خطورة ذلك، من خلال طمأنة الروس بأن الضربات مصممة فقط لمعاقبة الأسد على استخدام الأسلحة الكيميائية، بعيدا عن التوازنات الحاصلة في الحرب السورية. وفي هذا الصدد نقلت الصحيفة عن محللين قولهم “إن من شأن الضربات الجوية الأمريكية المنسقة إعطاء الولايات المتحدة نفوذا أوسع في سوريا قد يفضي إلى حل وسط مع الروس قد يؤدي إلى إنهاء الحرب الأهلية”. وختمت بقول جوردون: “إذا لم تتصرف، فإنك تخبر الأسد وداعمي النظام بأنك تستطيع استخدام السارين بقدر ما تريد”، مضيفا: “الأسد اختبر أوباما، لكن تلقى اختبار ترامب مبكرا”.
التعليقات مغلقة.