نشر سعید_عمر -عضو اللجنة المركزية ومسؤول مكتب العلاقات الوطنية للحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا مقالا بعنوان البارزاني وحماية الشعب في غرب كوردستان وجاء فيه :
من على سفح “سربلند” يطلُ الرئيس مسعود البارزاني كأبٍ يبحث عن راحة شعبه. فلا نامت عينه وأحد أبنائه الأربعة –أجزاء كوردستان- في مأزق، ولا غضَ لهُ جُفنٌ والكورد يعيشون في مآسً.
يحمل ابن مصطفى البارزاني همّ الكورد على ظهره، بين عينيه، في قلبه. يخضع مشاكلهم للعقل والتحكيم والتبصر. يتحمل أغلاطهم، تشهيرهم. ينطلق من مبدئه الثابت «كوردستان أولاً».
لا يكاد يخلو بيت في شتات الكورد وبلادهم المجزأة، من قصص تُليت عليهم ممن حفظوها عن غيرهم. يقولها دوماً ودائماً “نحنُ مدينون للكورد في سوريا، ومهما نُقدم لهم لن نفيهم حقهم”.
يعيش الشعب الكوردي في سوريا اليوم مأزقاً جديداً، تُعيدنا الذاكرة إلى بدايات الحدث السوري. وإن كان التاريخُ يُعيد نفسه، ومآسي ومظلومية الكُرد تُعاد دوماً، فإن للرجولة والبطولة والعمق الكوردي نصيباً ومكانة ضمن تلك الإعادة.
تعامل الرئيس البارزاني مع القضية الكوردية في سوريا على أساس الأولوية الضرورة العميقة في إيجاد سند وتفعيل تدويل القضية الكوردية في سوريا عبر أروقة المجتمع الدولي. لم يلجأ لذلك إلا انطلاقاً من واعز قومي وامتداد للنضال الكوردستاني الذي بدأته السلالة البارزانية منذ قرن. فالدور الفاعل والعميق الذي لعبه الرئيس البارزاني في إيصال ممثلي الكورد إلى البرلمانات والمنصات الدولية وحضور ممثلين عن الحركة السياسية الكوردية بما فيها الإتحاد الديمقراطي والتسهيلات التي قُدمت لهم وإفساح المجال لاستخدام مطارات ومعابر كوردستان والاستفادة من الثقل الدبلوماسي للرئيس البارزاني حتى أصبح لهم كلمة في أمريكا وأوروبا وآسيا والدول العربية.
قبل أعوام سيطرت قوات الاتحاد الديمقراطي على معبر تلكوجر لم تمض فترة قصيرة إلا وكانت جبهة النُصرة تُحاصرهم، لم يستطع الرئيس البارزاني أن يتحمل منظر كوردي مُحاصر. حرّك قوات البيشمركة، وأمدّهم بالسلاح ضغط لإيصال دعم التحالف الدولي لهم.
وحين كان البارزاني يقود العمليات العسكرية ضد داعش، ويعيش الإقليم أقسى امتحان في مواجهة الإرهاب، تدخّل الرئيس شخصياً لدى جون كيري وزير الخارجية الأمريكي حين ذاك، في21/10/2014 طالباً مساعدتهم للكورد في كوردستان سوريا، وتدخّل بقوة لدى تركيا وإقناعها بعبور البيشمركة إلى كوباني وتحرير الأخيرة وكسر وهزم داعش التي كانت تسيطر على أكثر من 95 من مساحة كوباني.
في أحلك الظروف وأصعبها، وحين كان الإقليم يتعرّض للضغوطات والحروب، والمؤامرات تُحاك ضده، كان أبو مسرور كالباز ينقضُّ على خصوم كورد سوريا، ويساندهم، يحميهم، يقيهم شر العِباد، يمنحهم مفاتيح العبور من مشاكلهم، ضغط لأجل توحيدهم، أفرد لهم كُل ما يحتاجونه. واليوم لازال الرئيس يسعى بكل قوته، علاقاته، كُل ما يملك لأجل الإطاحة بخصوم الكورد، متواصلاً مع أبرز عواصم العالم بعنوانً واحد “حماية كورد سوريا”.
يتساءل الشرفاء: لو استمعوا لحكمة الرئيس البارزاني، هل كانت كوردستان سوريا تعيش هاجس الفناء اليوم؟ يقول العقل دون تردد: لا، بل كان إقليماً جميلاً مُحصناً مُسيجاً بالحكمة والديمقراطية والتعددية السياسية قائماً لتشهد المنطقة ولادة حياةً جديدة للكورد، ونموذجاً كوردياً أخر مبنياً على أسس القانون والعدالة الاجتماعية.
مازال الرئيس البارزاني يجد في نفسه حاملاً للهم القومي، راعياً لمصالح الكورد في سوريا، مُضحياً بكل ما يلزم في سبيل إبقاء الابتسامة على شفاه الأطفال في قامشلو وديرك وكوباني. وهاهو يواصل نضاله في سبيل الحفاظ على الشعب الكوردي في سوريا من القتل، من الموت، من الفناء. ينظر الرئيس مسعود البارزاني إلى نفسه وانطلاقا من الهم القومي الكوردستاني، ومن إيمانه بحق الشعوب في تقرير مصيرها. يرى في العرب والمسيحيين مكوناتً رئيسية من مكونات كوردستان سوريا، وجبَّ حمايتهم ورعايتهم.
وإذا كان إقليم كوردستان قد فتح أبوابه على مصراعيه لاحتضان الفارين من جحيم الحرب، فإن مستقبل أبناء هؤلاء ما زال هاجساً وهماً يحمله الرئيس البارزاني.
ويحقُّ لنا أن نتفاخر برئيسنا، ففي الوقت الذي أغلقت معظم الدول العربية أبوابها في وجه السوريين بقي إقليم كوردستان حاضناً وملاذاً آمناً للسوريين كورداً وعرباً. ولا يزال يحتضن الإقليم قرابة نصف مليون كردي سوري يعيشون كأصحاب الدار والبيت، ولن تُغلق الأبواب في وجوههم ابداً.
تقول المرويات عن ” سربلند ” إنها تمنح القوة والصرامة والصدّقَ لمن يجعل من نفسه في خدمة أهداف شعبه وجميع الشعوب التواقة للحرية والانعتاق من نير العبودية والظلم. يحمل البارزاني جبروت ” سربلند ” ليمنحها طيبة قلبه والأمل الذي يحذوه في رؤية الشعب الكوردستاني في سوريا مُنتصرين.
التعليقات مغلقة.