البارزانية في مسيرتها الحافلة بالثورات خلدت تاريخاً نضالياً وإرثاً ثورياً أصبح مرتكزا للشعب الكوردي عبر التاريخ.
جينوسايد السلطات الدكتاتورية الحاكمة في بغداد وحتى المؤامرات الدولية والإقليمية لم تتمكن من إجهاض الحلم الكوردي.
من شموخ الجبال إلى برلمان كوردستان قصة شعب رسمت ملامحه بالدم وحفرت ثوابته الكوردستانية بالثورات لتبنى عليها أركان الدولة المستقلة.
بعد القرار التاريخي للرئيس مسعود البارزاني بإجراء استفتاء على استقلال كوردستان في 25 أيلول، والتي كانت بمثابة الصاعقة التي أحرقت العقول اليابسة في أتون شوفينيتها، لتتسابق دول الجوار في نسج اتفاقيات ثنائية أو ثلاثية ضد إرادة الاستفتاء نقطة التقائها الوحيدة ضمن سلسلة خلافاتها السياسية، استغلت تمزيق خارطة كوردستان من قبل اتفاقيات دولية لتمارس دكتاتوريتها، جمعها العداء العنصري للمشروع الكوردي بالرغم من خلافاتها التاريخية التي أبعدتهم وجدانيا.
قال الرئيس مسعود البارزاني كلمته التاريخية :
“لا ضمانات حقيقية لحقوق الشعب الكوردي سوى الاستفتاء على استقلال كوردستان”.
وما رفض العقول الشوفينية في العراق للاستفتاء إلا محاولة لإقصاء الحقوق ومحو الوجود، ونتيجة حتمية لثقافة الدكتاتورية المنقرضة، ومحاولة التباكي على أطلال الاستبداد الصدامية، وبالتالي إنكار الاستحقاقات المصيرية التي أثبتت وجودها بالدم والقانون.
إرادة البارزاني التي طبعت الجبال بشموخها، من نضاله كبيشمركة لم يترك جبهات القتال منذ سنوات عمره الأولى وحتى بعد أن أصبح رئيسا للإقليم ،وكسياسي حكيم ودبلوماسي حريص كل الحرص على شعبه مؤمن بمشروعية حقوقه القومية، تلك الإرادة ستقود البلاد إلى الاستقلال. تستمد هذه الارادة مشروعيتها من الشعب أولا ومن الدستور الاتحادي والمواثيق الدولية ثانيا، وتتجلى إرادة الشعب في العيش بكرامته الانسانية بعد أن لوثتها الكيماوي وعقود الاستبداد أمام صمت المجتمع الدولي الذي جاهد لرسم خارطة حقوق الانسان وترسيخ أسسها وغضت النظر عن انتهاك الانسانية في كوردستان. دكتاتورية الأنظمة الحاكمة في العراق تتصدر قائمة أبشع صور لحكم البشرية، وتنكر الحكومة الاتحادية للحقوق والدستور ساهمت في تحطيم جسر التواصل مع بغداد ومهدت الطريق أمام الشعب ليقرر مصيره بنفسه.
بطولات البيشمركة تصدرت عناوين البطولات في العالم، التعايش السلمي المشترك والديمقراطية التي ينعم بها المواطن الكوردستاني بالإضافة الى توافر مقومات الدولة الحديثة وفق القانون الدولي، كل ذلك رسخ شرعية الاستقلال أمام كل المحاولات اليائسة لشرعية الاستعباد، ليشرق في الأفق القريب ملامح دولة قادمة.
انطلاقا من مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها ونتيجة للمآسي والجينوسايد التي تعرض لها شعب يملك كافة مقومات الحياة الحرة وكنتيجة حتمية لحركة التطور الطبيعي في المجتمع والحالة السياسية الهادفة الى الانتقال لمرحلة تعتبر الأفضل في التاريخ، انطلاقا من الحاجات والدوافع الذاتية والموضوعية ومرتكزاتها الأساسية تحقيقا لاستراتيجيات رسمت خلودها مبادئ الثورات البارزانية ولونت قيمها الجمعية السامية بدماء الشهداء، تلك مقدمات ضرورية لاستحقاقات قادمة دعمت ركائزها بأمجاد بيشمركة كوردستان بقيادة البيشمركة البطل مسعود البارزاني.
إرادة الاستقلال مضت الى الاستفتاء، تجاوزت حواجز المؤامرات وكل التحديات، وقال الشعب الكوردي في يوم 25 أيلول 2017 كلمته التاريخية “بلى”.
فكان الاستفتاء، كانت ثورة سياسية قانونية بقيادة البيشمركه البطل مسعود بارزاني، ليقرر الشعب الكوردي مصيره بنفسه.
التعليقات مغلقة.