المجلس الوطني الكوردي في سوريا

هوشنك بشار :هل تبحر ایران بمهارة؟

220

يعد الضغط الممارس على ايران من خلال العقوبات الاقتصادية والعزل السياسي وانسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق النووي مع ايران وتصنيف الحرس الثوري الايراني وفيلق القدس وايضا مسؤولين بارزين في ايران على رأسهم خامنئي وعلماء نووين وايضا وصل الى حد ادخال الدبلوماسي جواد ظريفي على قائمة هذه العقوبات بمثابة اعادة هيكلة السياسة الامريكية في الشرق الاوسط في التعامل مع الملف الايراني .
ولاهمية المنطقة من الناحية الجيوساسية والجيوستراتيجية، فالوعيد مستمر والتصريحات جاهزة عند وجود اي تحرك ايراني التي هي مصدر بحث وقلق لدى دول المنطقة في ظل مراقبة دقيقة ووثيقة للولايات المتحدة الامريكية للسلوك الايراني سياسا وعسكريا كل ذلك لم یغیر من المواقف الايرانية الداعمة والناشرة لمفاهيم السيطرة والثورة فان عملية تهريب النفط الايراني من خلال شبكة الى سوريا اصبحت قضية مهمة ومثيرة للجدل للادارة الامريكية والساحة السياسية الدولية وهي بمثابة تحدي في ظل الغاء الاعفاءات الاخيرة على صادراتها النفطية وبالرغم من الجهود الفرنسية الرامية الى تطبيع الاتفاق من جديد بين الطرف الامريكي والايراني.
حيث ان هذه العقوبات تشمل حظر التعاملات التجارية ولاسيما الذهب والمعادن الثمينة وتبادل الدولار مع الحكومة الإيرانية والشحن والمصارف المالية وحظر استيراد تكنولوجيا ذات الاستخدام المدني والعسكري والطاقة وشركات تدير الموانئ والشركات العاملة في الشحن وصناعة السفن وعلى البنك المركزي الايراني وأيضا حظر توريد أو شراء قائمة من المعادن أبرزها الألومنيوم والحديد والصلب.

كيف تواجه ايران سياسة تضيق الخناق الامريكية؟ وهل تفهم الدواعي السياسية الامريكية في كل الاوقات؟
مازالت ايران مصرة على مواقفها حول سلمية برنامجها النووي وتعمل على تطويرها وتطوير قدراتها الصاروخية الباليستية مما يزيد من توتر العلاقة مع الولايات المتحدة الامريكية التي تعد البرنامج النووي الايراني انه تبنى اهدافا ونوايا عسكرية لانتاج سلاح نووي كما يبدو ان طهران تعول على خيارين للالتفاف على العقوبات الامريكية ومواجهة الحصار الاقتصادي:
الخيار الاول: ان واشنطن اعفت تركيا واليابان وكوريا الجنوبية والهند والصين من شراء النفط الايراني وان لهذه الاعفاءات دلالات سياسية واقتصادية عميقة متعلقة بمدى قرب وبعد هذه البلدان من الولايات المتحدة الامريكية
الخيار الثاني: الالية التي وضعتها مجموعة من الدول الاوربية التي تضم فرنسا المانيا وايطاليا في مقايضة النفط الايراني مقابل سلعة اوربية دون الحاجة الى وساطة بنوك ومؤسسات مالية مما يتيح هذا الخيار الفرصة اكثر لتلك الدول في الحصول على سعر ارخص للنفط الايراني.
اعتقد ان ايران لن تنتظر كثيرا وتعول على الخيارين قد تبدا بتحركات مع دول الجوار وخاصة العراق وتركيا وباكستان لحاجة الاخيرة الى الطاقة الكهربائية والتي ابدت ايران استعدادها بتزويد باكستان باضعاف حاجتها من الكهرباء ومن النفط والغاز وتنشيط التعاون التجاري في مرفاْ جابهار الايراني مع باكستان والمعفى من الضرائب الامريكية وقد يستخدم لاحقا لاهداف اخرى.
يبدو ان الولايات المتحدة الامريكية تعمدت الى ذلك لمنع الخطة الايرانية الداعية لنقل مشروع سكك حديدية من افغانستان الى ايران وايضا لتجنب اعتماد باكستان على افغانستان و لحماية الاستثمارات السعودية في مرفأ غوادر القريب من مرفأ جابهار حيث تستثمر النفط بقيمة 10 مليارات دولار.
ففي ظل تنامي الصراع الاقتصادي والسياسي الواسع والمفتوح بين واشنطن وطهران هل تنجح العقوبات الامريكية في وضع حد للسلوك الايراني العدواني ام ان الايرانيين لديهم خيارات اخرى قادرين على التحايل على هذه العقوبات في انتظار الردود الفعل الاوربية للتحايل ايضا على هذه العقوبات من خلال المقايضة ( النفط بالسلع ) دون استخدام الدولار؟

التعليقات مغلقة.