فؤاد عليكو؛ مصلحة الكورد في إنشاء المنطقة الآمنة تكمن بسحب فتيل التدخل العسكري التركي المباشر، وعلى المجلس الوطني الكوردي التفاعل بإيجابية مع مجريات المقترح..
تتضارب مصالح الدول ذات الصلة في الشأن السوري فكلٌّ منهم “يغني على ليلاه” كما يُقال، فيتقدمون بمقترحاتٍ كسبيلٍ للحل الذي يخدم مصالحهم لا أكثر، وكان مقترح المنطقة الآمنة من أكثر المقترحات التي لقيت رواجاً في الأوساط الدولية والإقليمية والمحلية وسط تضارب الأنباء حول الآلية التي تمّ الاتفاق عليها.
ولتسليط الضوء على هذا الموضوع وغيره من المواضيع التي تسيطر على الساحة السورية والكوردية كان لابدّ من طرح عدّة تساؤلات لعلّها تجيب عن الغموض الذي يلفّ الواقع الحالي، وقد توجه موقع المجلس الوطني الكوردي R-ENKS بسؤالها حول مقترح المنطقة الآمنة والنقاط التي تكمن فيها المصلحة الكوردية، للسيد فؤاد عليكو عضو المكتب السياسي لحزب يكيتي الكوردستاني – سوريا الذي أكد أنّ الدول صاحبة القرار لاتبحث حتى الآن بشكل جدّي عن حلول للأزمة السورية بل تبحث هذه الدول وتتصارع على مناطق نفوذ في الجغرافية السورية كي يكون لهم دور وتأثير فيما إذا نضجت عوامل الحل السياسي في سوريا.
وتابع حديثه في الصدد ذاته” تتصدر كل من أمريكا وروسيا مشهد” تقسيم مناطق النفوذ ” على الدول الإقليمية، والمنطقة المقترحة والمسمّى (بالآمنة) في شرق الفرات هي إرضاء لتركيا من قبل أمريكا قبل أي اعتبارٍ آخر، ومصلحة الكورد تكمن في سحب فتيل التدخل العسكري التركي المباشر وما كان قد يحدث من مآسي وتشريد وتغيير ديمغرافي فيما لو تدخلت عسكرياً على غرار ما حصل في عفرين.
وتعليقاً على دور المجلس الوطني في التفاهمات الدولية التي تجري حول المنطقة الآمنة قال عليكو ” ليس للمجلس الوطني الكوردي ولا لغيرها من القوى السورية سواء p y d أو الائتلاف أو النظام أي دور أو تأثير على التفاهمات التي تحصل في الغرف السرّية بين أمريكا وتركيا والتي حتى الآن غائبة أو مجهولة للجميع وما يتسرب من معلومات للإعلام لايعكس حقيقة التفاهمات بين الطرفين والتي قد تكون أبعد بكثير من موضوع المنطقة الآمنة ، مشيراً أنّ تصريحات الطرفين تؤكد على تحالفهما الاستراتيجي كعضويين أساسيين في “حلف الناتو” كما يؤكدان على تطوير علاقاتهما الاقتصادية بشكل كبير ومثل هذه التصريحات تثير حفيظة روسيا وإيران أكثر من المنطقة الآمنة لذلك يحاولون عرقلة إتمام هذه التفاهمات باستمرار.
مبيّناً أنّ الموضوع صراع دولي وإقليمي على مناطق النفوذ بامتياز والسوريون أدوات هذا الصراع يتطلب وجودهم كضرورة لابدّ منها دون أن يكون لهم تأثير على صناعة القرار،
لذلك يتطلب من المجلس الوطني الكوردي التفاعل “بإيجابية” مع مجريات وتطورات المنطقة الآمنة وأن يكون له دور وتأثير في إدارة المنطقة الآمنة إدارياً أمنياً مع القوى المحلية الأخرى ، ذلك أفضل بكثير من أن يبقى دوره هامشياً أو متابعاً للأحداث فقط. وما تحرك لجنة العلاقات الخارجية للمجلس وزيارتها لروسيا وقريبا امريكا الا تطورا إيجابيا وفي الاتجاه الصحيح .
عليكو قال في ردّه على سؤالٍ حول التصريحات التي يدلي بها قيادات ال pyd والمتعلقة بتواصلهم المستمر مع تركيا” من المؤسف القول لو أنّ أحداً من قادات المجلس الوطني الكوردي صرْح بما تصرّح به قيادة p y d ، إضافةً للعروض” السخية” التي تقدمها لتركيا لاُتهم بالخيانة العظمى ولامتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بنعوتٍ لا تُوصف، موضحاً ” بأنّ ما تصرّح به قيادات p y d ومن الصف الأول فذلك يدخل في خانة” التكتيك والحنكة السياسية”، كما أنّ نسيان عفرين و(مقاومة العصر) يدخل ضمن هذه الخانة أيضاً ، ولولا القناعة التامة لدى الأتراك بأنّ القرار ليس بيدهم وإنما بيد قنديل وإيمرالي لحاورهم مباشرةً، خاصةً وأنّ رئيس p k k التنفيذي جميل بايق كان قد أعلن في صحيفة واشنطن بوست قبل شهر عن استعداده للحوار مع تركيا من أجل (روج آڤا)حسب تعبيره، في إشارةٍ منه أنّ القرار بيده فقط، كما أنّ الرئيس المسجون في إيمرالي عبدالله أوحلان قد صرّح قبل أيامٍ بما يشبه الكلام ذاته.
عليكو يرى استناداً إلى ما ذُكر آنفاً أنّ p y d ليس صاحب القرار ولايُعتدّ بكلام قادته وهم يدركون ذلك أيضاً، فهم لايستطيعون التصرف دون موافقة قنديل في أي موضوع سياسي ذي شأن .
عضو المكتب السياسي لحزب يكيتي الكوردستاني – سوريا فؤاد عليكو اختتم حديثه لموقع المجلس بالحديث عن تصريحات أسعد الزعبي قبل أيام قائلاً ” تصريحات بعض العنصريين أمثال الزعبي لاتعكس موقف المعارضة السورية سواء الائتلاف أو هيئة التفاوض، وقد أُبعد أساساً من هيئة التفاوض بسبب تصريحات كثيرة مثل هذه التصريحات المشبعة بفكر البعث العنصري والذي جلب الويلات للشعبين السوري والعراقي وهو الآن خارج جميع أطر المعارضة وليس له إلا صفحته الفيسبوكية وتويتره لينفث فيها حقده العنصري الأعمى على الشعب الكوردي . …. لكن القافلة تسير…..
بيرين يوسف
إعلام ENKS تربسبيه
التعليقات مغلقة.