بهجت شيخو :لا يمكن تكرار تجربة عفرين فيما تسمى شرقي الفرات من كوردستان سوريا.
في حوار حصري لموقع المجلس الوطني الكوردي مع القيادي في الحزب اليكيتي الكوردستاني _سوريا ومسؤول مكتب إعلام المجلس الوطني الكوردي بهجت شيخو حيث أكد على أهمية إعطاء شرح حول مصطلح المنطقة الآمنة لانه يشكل العمود الفقري في الصراع السوري عموما و مستقبل هذه المنطقة التي تسمى ( بشرقي الفرات ) خصوصا و ايضا كونها تؤثر بشكل يومي على امزجة مكوناتها في حياتهم الاعتيادية و خاصة الشعب الكوردي منهم كونهم يشكلون النسبة الرئيسية من سكانها و كما ان المقترح يمسهم مباشرة على اختلاف طول العمق المقرر انشاءه .
وتابع شيخو قائلا :
إن مفهوم المنطقة الآمنة و المزمع اقامتها في الشريط الذي يحاذي الحدود التركية على طول ما يقارب 500 كم لم يصدر بقرار دولي حتى الأن و كما جرت العادة يتم إنشاء هذه المناطق في الاماكن الذي يشتد فيها الصراعات و تؤدي الى تهجير قسري للمدنيين لتؤمن لهم حق العودة و نزع الاسلحة من الاطراف المتصارعة و ادارتها من قبل سكانها المحليين و باشراف دولي .
وأشار القيادي الكوردي :
إن فكرة المنطقة الآمنة تم طرحها من قبل بعض الدول الفاعلة في الصراع السوري كتركيا و امريكا و السعودية بتواريخ مختلفة حيث كانت هناك ميول لأنشاءها مع بداية عام ٢٠١٤ و بامتداد كامل على طول الشمال السوري و بعمق قد تصل الى 45 كم و لكن جملة من العوامل السياسية و العسكرية و كذلك الانخراط في التسويات الدولية للسلام حال دون ذلك .
و هناك مثل يقال ” المناطق الآمنة نادرًا ما تكون آمنة” و يمكنني ان اورد مثالين حقيقيين عن تجربة المناطق الآمنة الأولى مع كوردستان العراق مع بداية التسعينات حيث كانت تجربة رائدة في مفهومها الانساني و الإداري اذ ساهمت في اعادة حوالي نصف مليون مواطن مهاجر على الحدود التركية لسكناهم الرئيسية عدا عن التطور العمراني و الثقافي و افساح الدور الديمقراطي للاحزاب و فاعليتها في الحياة السياسية لسكان الاقليم و يعود نجاح هذا التطور المذهل لقوات البيشمركة المنظمة التي اسقطت اسطورة جيش صدام حسين و فدائيه .
وتابع شيخو قائلا :
الجانب السلبي الذي رافق المناطق الآمنة حدثت في عدة مناطق فعلى سبيل المثال في البوسنة والهرسك فإنه كانت هناك ثمة ثغرات إجرائية لدى عملية فرض مناطق آمنة لحماية المدنيين البوسنيين حيث خلا قرار مجلس الأمن الدولي من ترسيم الحدود الجغرافية لهذه المناطق الآمنة و كما لم يضطلع المجلس بتوفير الحماية العسكرية اللازمة لهم و ربما بسبب معارضة البوسنيين دخول قوات دولية لحمايتهم الأمر الذي قاد إلى وقوع مجازر بشرية وجرائم حرب طالت آلاف المدنيين حيث وقفت القوات الدولية موقف المتفرج امام مجازر الذي قاموا بها الصربيين .
لذا لا يمكن الاعتماد دوما على ان انشاء منطقة قد تكون بالضرورة آمنة .
كما انه هناك فرقا بين المنطقة الأمنة و العازلة فالاخيرة تهدف الى اقامة منطقة محددة بين طرفي نزاع تسيطر عليها قوة دولية هدفها منع استخدام الاسلحة بين الطرفين المتنازعين كما بين سوريا و اسرائيل .
و من هنا يجدر الاشارة بأنه لا يوجد هناك أي صراع عسكري مباشر سواء بين قوات قسد و نواتها ypg او للنظام السوري مع الدولة التركية على طول الحدود .
و بالمحصلة قد لا يوجد افق واضح للمنطقة الآمنة المراد اقامتها في منطقة ما تسمى شرق الفرات و انما حتى الآن هو مجرد اتفاق ثنائي لدولتين لهما مصالحهما المشتركة بغض النظر عن طموحات الشعب السوري عموما و الكوردي خصوصا كون المنطقة الآنفة الذكر لا تتمتع بأي امتياز دولي على اقل تقدير .
ومن ناحية أخرى وحول مستقبل قسد فيما تسمى شرقي الفرات اكد القيادي الكوردي :
إن قوات سوريا الديمقراطية كفصيل مسلح ساهم في دحر الارهاب في منطقة ما تسمى شرقي الفرات و هي كانت شريكة اساسية للتحالف الدولي و اعتقد ان وجودها كقوة عسكرية و إدارية قد تكون مقترنة بوجود الارهاب و نهايته و من هنا حتى ان تملك قسد و ادارتها شرعية البقاء عليها الاسراع فورا في ترتيب الداخل و القبول بالشراكة الحقيقة لكل المكونات السياسية و العسكرية و خاصة المجلس الوطني الكوردي و قوته العسكرية بيشمركة روج ليساهمان اداريا و عسكريا في إدارة المنطقة و ليفضيان صيغة الشرعية عليها .
وردا على سؤال مراسلنا عن الجهات التي سوف تشارك في أدارة المنطقة الآمنة أجاب شيخو :
إن شكل الادارة في هذه المنطقة وكما هو معلن حتى الأن هما الدولتان الوحيدتان الولايات المتحدة الامريكية و تركيا و ذلك من خلال الاجراءات التي توصلا اليها مثل غرفة العمليات المشتركة و النقاط الثلاثة المزمعة اقامتها للمنطقة و لكن و بكل الاحوال اتوقع الا يحالفهما النجاح ان لم يشاركا القوات المحلية للمنطقة و خاصة المنطقة المذكورة تحتوي في عمقها الأولي من 5 كم الى 15 كم باغلبية كوردية مطلقة لذا من الضروري مشاركة بيشمركة روج ليتوفر الأمن و الأمان المنشود و ايضا يضاف لها قوات من مكونات المنطقة ان وجدت .
كما أكد بهجت شيخو القيادي في الحزب اليكيتي الكوردستاني _سوريا انه وكما يبدو من الاتفاق الامريكي التركي انه ليس هناك بوادر لاجتياح عسكري تركي بشكل مباشر كما تجربة عفرين و انما يقتصر البرنامج على العمل المشترك و التفاهم حول انشاء هذه المنطقة و ان بمسميات مختلفة و يمكن ان تأخد منحن دوليا لاصدار قرار بذلك في المستقبل
وفي النهاية أشار شيخو ان المجلس الوطني الكوردي فهو يمثل المشروع القومي الكوردي و يهمه الوجود الكوردي في مدنه و قصباته و بدون شك سيكون مدافعا عن قضيته القومية و بكل الوسائل الممكنة و المتاحة اذا تعرض شعبنا الكوردي لخطر ما في وجوده و لم يبق مكتوف الايدي للابد .
التعليقات مغلقة.