المجلس الوطني الكوردي في سوريا

هوشنك بشار :ازادي ينشد الحرية

158

كانما وراء هذا العنوان تحية تقدير لمكون عرقي وديمغرافي هام لحق به من الاضطهاد والظلم والقمع الكثير ، يتميز الكورد بالنفس الثوري العميق، وهم السباقون الى كسر جدار الخوف، نتفضوا في عام ٢٠٠٤ ضد النظام الديكتاتوري ودفعوا الثمن من دماء شبانهم، ولكن الظرف الوطنية السورية والإقليمية الدولية لم تساعدهم على إكمال مهامهم في إسقاط اشرس نظام دموي مجرم فكانت تسمية جمعة الوفاء للاتتفاضة الكوردية في ظل ثورة الحرية والكرامة تسمية رائعة وارسال رسالة الى راس النظام مفاده ان الشعب السوري واحد و لايمكن اللعب على التباينات المذهبية والطائفية والقومية من شانها خلق فتنة بين ابناء البلد وينتصر النظام .
الثورة السورية والشارع الكوردي
الكورد التحقوا باكرا بالثورة فكانت مدينة عامودا أولى المدن الكوردية وثاني المدن السورية بعد درعا البلد انتقضوا ضد النظام البعثي ليعم بعدها كل كوردستان سوريا. فقد حاول النظام السوري في البدء تحييد المكون الكوردي للمشاركة في الثورة خوفا من تحوله الى رقم صعب في المعادلة، وكانت رسالة النظام واضحة للشارع الكوردي ان لم تتوقفوا عن المشاركة في الثورة سوف يكون القادم اصعب ولم يتوقف الثوار، فعاد النظام الى استخدام لغة الوعيد والقتل، وقام بتصفية بعض النشطاء والسياسيين الكورد.
الموقف الاول للحركة الكوردية من الثورة السورية
الحركة الكوردية في البداية لم يعلن موقفا رسميا للقيام بمظاهرات داعية لاسقاط النظام وذلك لان مواقف المعارضة السورية حيال القضية الكوردية لم تكن وأضحا حتى المواقف الدولية حيال النظام لم ترتق الى مستوى القصف المدمر الذي نفذته لقمع المتظاهرين التواقين للحرية والكرامة فقد جاء متاخرا وخجولا، فكان المجلس على مسافة متساوية من الطرفين الرئيسيين للمعارضة المتمثلة في المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية واتخاذ القرار بالتوصل مع طرفي المعارضة، وكانت هناك حوارات مستمرة حول كيفية حل القضية الكوردية في سوريا ومستقبل سوريا وشكل الدول ونظام الحكم فيها الان انه المعارضة لحد هدا اليوم لم تفلح في كسب المكونات السورية الى جانبه وذلك لان برنامج المعارضة لاترتقي الى الحد الذي يمكن ارسال رسائل اطمئنان لكافة المكونات ان التغيير سوف يكون لمصلحة الجميع وهي النقطة الاولى لاسقاط النظام فالمعارضة وقعت في فخ النظام الداعي بانه حامي الأقليات في سوريا
لقد كان المجلس الكوردي مؤمنا بالتغيير السلمي الهادىء عبر مظاهرات واحتجاجات تعم كل سوريا حتى اسقاط الديكتاتور. فالنظام كان مقتنعا بمعالجة الأزمة بمنطق الحديد والنار ليبدا مرحلة جديدة من الثورة السورية وهي عسكرة الثورة وادخال المال السياسي ليفقد الثورة مفاهيمهاو قيمها الداعية الى إسقاط الطغاة
من اين انطلق الملجس الكوردي
لسان حال قادة الملجس
يقول انطلقنا من الواقع التالي:
١- السوريون بمن فيهم المعارضة اما لا يعرفون الكرد او يعرفونه من خلال النظام او ال ب ي د اي نظرة سلبية جدا للكرد هذا بشكل عام مع قل قليلة من يعرف الكرد بشكل ايجابي.
٢- لا توجد احزاب كبيرة في الوسط السوري للاتفاق والتفاهم معها حول القضايا المشتركة
تعاملنا مع الافراد
٣- الحركة الكردية لم تنجح سابقا في نشر القضية الكردية على الصعيد الوطني بل كان كل انظار الكرد في كوردستان سوريا الى كردستان العراق او تركيا
٤- لا بوجد في وثائق الدولة السورية اي عبارات او جمل تؤكد وجود الكرد او قضيتهم في سوريا
٥- كردستان سوريا وبحكم التعريب المعقد باتت منفصلة واقعيا عن بعضها مما يشكل عنصر ضعف
٦- لا يوجد مناطق محررة لدى المجلس الوطني الكردي ليشكل عنصر قوة لديه.
ولا يوجد لديه قوات في الداخل تساعد المعارضة ضد النظام
اذن لا يوجد لدينا عناصر قوة واقعية فاعلة.
اما فيما يتعلق في الحقوق المشروعة للكرد فهذه لا تشكل محركا للقوى الفاعلة في الملف السوري وانما المصالح
ولو كانت الحقوق المشروعة هي العامل المحرك لكان وجود دولة كردية حقا وواقعا.
ما هي عناصر القوة التي يمتلكها المجلس الوطني الكردي في ظل الصراع المحتدم على سوريا والتي تشكل القوة المحرك الرئيسي فيها
ان تصرفنا في جنيف في الجولة الاخيرة وتعليق حضورنا للاجتماعات كان موقف الراي العام الاوربي والامريكي سلبيا تجاه قرارنا
بل الجميع قالوا لا بديل عن البقاء مع المعارضة والحوار معها
وكان الموقف الامريكي اكثر وضوحا وذكرونا بالتجربة العراقية حيث قالوا ان العرب السنة لم تشارك في الدستور والانتخابات ورغم ان مبرراتها كانت شرعية ولكن موقفها هذا جلب لها الضرر اكثر
وقالوا لنا نحن نتفهم موقفكم وعدم استجابة المعارضة بالشكل المناسب ولكن اياكم وترك المعارضة ستخسرون طاولتكم التي تتفاوضون عليها وتستخسرون الكثير
لذلك لا بديل الا الاستمرار ىع المعارضة.
واعتقد اننا حققنا الكثير لاننا بدأنا من الصفر ولكن لم نحقق كل شي نريده.
وللعلم فالثورة لم تقم بها الكرد والثورة لم تقم من اجل الكرد وانما من اجل سوريا الكل ونحن جزء منها
لذلك يجب ان نتوقع ان لا يتحقق كل ما نريد
ما يهمني قضية جوهرية
وهي التاكيد في الدستور السوري على الحقوق القومية للكرد والغاء السياسات الشوفينية المطبقة بحق الكرد، وهذه النقاط اتفقت عليها في جميع وثائق المعارضة
ولذلك يمكن الانطلاق منها والبناء عليها مستقبلا
ففي العراق ورغم كل شي لا تزال العديد من القضايا عالقة بين الاقليم والمركز رغم مرور سنوات كثيرة على اعلان الفيدرالية
فهل ازادي ينشد الحرية للقضية الكوردية في الدستور السوري الجديد؟
العام القادم نحتفل معا في كوردستان سوريا

التعليقات مغلقة.