المجلس الوطني الكوردي في سوريا

هوشنك بشار :الدبلوماسية الامريكية على ارجوحة توقيع معاهدة ام الالتزام السياسي

193

توكد تطورات الملف الإيراني مجددا خيوط التشابك، فدول الاتحاد الأوربي وعلى رأسها فرنسا تحاول إنقاذ الاتفاق النووي مع ايران وتخفيف حدة التوتر بين امريكا وإيران من خلال دور الوسيط في الظاهر ولكن في العمق الاستراتيجي خوفا على مصالح الاتحاد الأوربي التي تربطها مع ايران علاقات تجارية
بالمقابل تشهد انقسامات حادة بين دول الخليج اضافة الى الحظر المفروض على قطر وعدم تاييد بعض الدول اوالتزامها بالصمت على فرض عقوبات على ايران.
أليس لكل هذا تاثير على الدبلوماسية الامريكية في مواجهة ايران؟
هل تغير النظام الايراني من سلوكه
من وجهة النظر الامريكية النظام الايراني سيواصل سلوكه العدائي في المنطقة حيث يوسع نطاق برنامجه النووي، ويمارس الاستفزازات، وبالتالي فان الطريقة المناسبة لجلب ايران لطاولة المفاوضات هي العزل الدبلوماسي او الضغط الاقتصادي الاحادي بدلا من حزمة العقوبات الاقتصادية التي فرضت خلال عهد ادارة اوباما فان تحريمه من الموارد التي يحتاجها لتصدير الثورة واتباعه لسياسة خارجية للتوسع يسبب عنفا طائفيا في منقطة الشرق الاوسط.
الاتفاق النووي الايراني مابين اوباما وترامب
يبدو ان التوجهات واضحة فخطة العمل التي بدات بها ادارة اوباما حيال الاتفاق النووي مع ايران كانت اتفاقا سياسيا ولم يحظ بدعم الشعب الامريكي حيث لم يمتلك اوباما الاصوات الكافية في مجلس الشيوخ الامريكي للتصويت لصالح الاتفاق كمعاهدة حيث مررها الى مجلس الامن لاجل التصويت عليها مراعيا بذلك مصالح الحلفاء الاوربيين الذين لديهم علاقات تجارية مع ايران الان لغة ادارة ترامب كانت مختلفة اعتبرها التفافا على الكونغرس مما اثار مخاوف الاوربيين في احتمال حدوث مواجهة عسكرية التي ستلحق اضرار بمصالحها في ايران.
الوجهة الثانية تسعى ادارة ترامب الى امكانية التوصل الى صفقة وتقديمها الى مجلس الشيوخ كمعاهدة باسم الشعب الامريكي وبذلك يتم الحصول على دعم الولايات المتحدة الامريكية وليس الرئيس فقط وهذا سيشكل اكثر من التزام سياسي
عودة العلاقات الامريكية الايرانية
عنوان يحمل بين دفتيه الكثير من الجدلية والنتائج ,ان تحقيق هذه المعادلة تحتاج الى وقت وجهد جبار اخذين بعين الاعتبار مصالح حلفاء الولايات المتحدة الامريكية في منطقة الشرق الاوسط حيث التهديدات الايرانية مستمرة لهذه الدول وبالتالي عودة العلاقة مرهونة بالتوصل الى معاهدة لها شروطها بدءا من الملف النووي الى قضية الصواريخ البالستية الى وقف التهديدات لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها الى تصدير مفاهيم الثورة من خلال حرب الوكالة و التدخل العلني بشوون تلك الدول.
التساؤل هو : الى اي مدى تنجح الولايات المتحدة الامريكية في جلب ايران الى طاولة المفاوضات لتوقيع معاهدة تحقق الاهداف الامريكية التي يسعون من اجلها وبالتالي عودة مرحبة لايران الى المجتمع الدولي.

التعليقات مغلقة.